مسارات كثيرة للوطنية
خالد حسن التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد حسن التميمي

الإختلاف في الطروحات والرؤى الفكرية للإشخاص والحركات السياسية في أي شعب مؤشر للأمل يصب في المصلحة العامة لما يحمله من سعي للخروج من أزمة وطريق صحيح للمستقبل من وجهة نظر وزاوية معينة إذ ما خلا من مصالح خارجية أو أهداف ستراتيجية تخدم مخططات أخرى لاعلاقة لها بالوطن ، وهي بالتالي جهود تبحث عن مستقبل أفضل قد تفضي الى مخارج آمنة للأزمات خاصة في وضع لبلد مثل العراق .
لكني أبحث عن قناعة مادية تؤشر لي كمواطن صواب ونجاح هذا الفكر أو ذاك .
ليس مهماً كيف وغير ذي جدوى الآن البحث في كيف وصل البعض الى مصدر القرار ولا كيف أصبح في هذا الموقع أو ذاك بل المهم لدي مدى نجاح الجانب التطبيقي للطروحات المقنعة التي سبق أن سمعتها من قبل ونالت رضاي.
في الساحة الآن حركات سياسية كثيرة وبعدد يفوق ما موجود في بلدان مجتمعة ويتسيد المشهد السياسي نجوم كُثر حققوا حضوراً لافتاً بفعل عوامل عديدة تضافرت ففرضتهم على المواطن كأطراف محركة وصانعة للحدث بغض النظر عن الموقع الذي تشغله ، لكن الحقيقة المُرّة إن أغلب الحركات والأشخاص الآن تنطلق في فرض نفسها على الشارع العراقي من خلال إستحواذها على عقول الناس البسطاء بطروحات وتوجهات ودغدغة مشاعر وعواطف إما قومية أو دينية أو طائفية وهذه الأرضية هشة ومتحركة وقابلة للتلاشي مع الزمن متى زالت أسباب الطروحات بالمظلومية والتهميش والإقصاء وعادت الحقوق وتم التعويض ، ويشذ عن هذه القاعدة عدد قليل من الأحزاب والشخصيات النائية عن هذه التوجهات وهي ما يطيب للبعض تسميتها بعنوان واسع فضفاض يفسر حسب الأهواء والخلفيات الفكرية (العلمانية) وحتى هذه الفئة يغلب عليها غياب البرنامج الوطني الواعي للخلاص وهي تحمل رؤى ضعيفة ومبسطة للإشكال المعقد على الساحة وهي بالتالي غير فاعلة أو مؤثرة إلاّ لدى شريحة محبطة من التجييش القومي والديني والطائفي السائد .
طرف ثالث يعمل على وفق سياسة التجربة للعقائد الفكرية الغالبة ، وهذه الفئة تحمل أملاً للإصلاح والنهوض بعد خوض الإصطفاف القومي والديني والطائفي والتيقن من عقمها في إيجاد الحلول الحقيقية .
وفي الساحة السياسية سارت بعض الحركات على نهج طائفي لكنها قامت بتغيير رؤاها وفكرها في توجه وطني شامل كي تحتوي جموع أكبر من الشعب فأخذت تنتهج نهجاً يخلو من الإنطواء والإنغلاق حتى في الجانب التنظيمي عل مبدأ (إن شئت أن تقود فقد الشعب كله) فباتت تسعى لضم أفراداً وشخصيات مغايرة للتكوين الغالب من حيث الدين أوالقومية أو المذهب .
إن الرؤية الحقيقية في عالم اليوم تلزم الحركات السياسية بالتمحور حول أفكار أكثر عملية ومن خلال الإندماج وإعادة إنتاج مبادئ وأهداف أكثر عمقاً وبما يساير التطور الكبير الذي يحصل في العالم ليتسنى لها النهوض والبناء وسط ركام الفشل والدمار والخراب السياسي في المنطقة ولتكون أكثر قوة وأعظم تأثيراً وأقدر على الإقناع والإيفاء بالإلتزامات الوطنية وتطبيق مناهج المخطط العام للأهداف وبالأدوات والوسائل المتيسرة .
وبإعتقادي إن هنالك الكثير مما يمكن فعله على صعيد التطوير والتغيير الفاعل لأي حزب أو حركة أو شخصية طالما إن الوقت لم يفت ، وهذه الفرصة تشبه في الكثير من أوجهها التحالفات قبل وبعد الإنتخابات لكنها تختلف عنها في في إحتفاظ الأخيرة بكل كيانها وتشكيلاتها .
أخيراً أود أن أقول إن هنالك الكثير من الشخصيات القيادية التي تؤسس بهدوء وروية لبرنامج وطني طموح ينبئ بآفاق كبيرة يمكن أن تكون برنامج إنقاذ وطني للحاضر والمستقبل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat