صفحة الكاتب : حميد حران

نحو وقفه تربويه جاده
حميد حران

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

ألأبنيه المدرسيه قي كل انحاء العالم خضعت للتغيير في التصميم والملحقات تبعا لما يحصل في تلك اليلدان من تطور وما احرزه العلم من تقدم في ميادين الاختراعات في عملية توحي بأن البناء وملحقاته تستلهم المستقبل فتتهيأ له بحلة مناسبه وكأن المدرسه(عروس المستقبل) ... نعم , هكذا يتعامل العالم مع البنايه المدرسيه حتى كأنها -لفرط زينتها- اصبحت صروح حضاريه مميزه , وهذا يضرب اكثر من عصفور بحجر واحد, منها ان البنايه تصبح جاذبه للدارس , فمن المؤكد ان من يدرس فيها سيمضي جزء محسوس من عمره وستكون له فيها ذكريات جميله مع اللدات وتعتبر الخطوه الاولى للعلاقات خارج أطار العائله , بالاضافه الى الضرورات التي تمليها طبيعة المهمه التي يخدمها البناء المتعدد الاروقه والتخصصات , هنا مختبر الكيمياء وذاك للفيزياء وعلوم الطبيعه وهنا المكتبه وهناك القاعه المخصصه للكومبيوتر تتوسطها ممرات جميله وحدائق مصممه لراحة الطالب بعد عناء الدرس الذي سيكون حتما جديا بكل المقاييس وفي جانب أخرأماكن مخصصه للمحاضرات النظريه وجناح ألأداره ,و...و... حتى اختيار ألألوان التي تصبغ فيها الجدران تكون موضع اهتمام المعنيين ومدخل البنايه مصمم برؤيه هندسيه خاصه .
أنا لا اتكلم عن مدارس امريكا وبريطانيا وغيرهما من بلدان العالم المتقدم بل عما موجود في لبنان والاردن إذ ان ميزانية العراق لهذه السنه فقط تساوي مجموع ميزانيتها مجتمعتين ل(15) سنه !!!!! أتكلم عن مدرسه عراقيه في مدينة البصره أنشأها مستثمر عراقي (مدارس الفراهيدي) !!!! .
لاتوجد في كل انحاء العالم بنايه تشغلها اكثر من مدرسه واحده ... وحدنا نحن ننفرد بهذا (الشرف)!! العجيب ان مدارس العراق طيلة العهد الملكي كانت بواقع بنايه لكل مدرسه , وفي العهد الجمهوري الأول شهدت الدوله نهضه عمرانيه حيث ازداد عدد المدارس بشكل ملحوظ ووصلت البنايه المدرسيه للريف بعد ان كانت محدوده بحدود المدينه وما زالت شواهد هذه المنجزات قائمه .
حلٌمٌ راودنا بان التغيير سيأتي بالمعجزات وسيتحقق لنا الكثير في هذه الجزئيه بالذات حيث تتوفر كل الامكانيات لأنجاز العديد من المباني النموذجيه , كان أملنا أن نودع أفتي ألأزدواج وألأكتظاظ الى غير رجعه , لكن الواقع صدمنا وكأنه ينطق هازءا بنا (بالمشمش)..., فمازال واقع البنايه المدرسيه في العراق مُحاطا بالمفاسد وسوء التخطيط ورداءة التصاميم وفشل المعالجات , مازال الموكلين بأمرها قوم لايجيدون غير التفكير بمنافعهم ومما يمكن سوقه للتدليل على ذلك:
1-الازدواج في البنايه الواحده وصل الثلاث مدارس , واذا ماعرفنا ان الصف القياسي لايتجاوز عدد الدارسين فيه (25) طالب , وان عدد التلاميذ قد يصل الى(50واكثر) في مدارسنا الحاليه فمعنى ذلك ان البنايه مشغوله ب(6) أضعاف طاقتها الاستيعابيه!!!!.
2-خصصت الميزانيات الضخمه بعض فتاتها متكرمة علينا ببناء بعض المدارس وهدم واعادة بناء اخرى , لكن البناء لم يكتمل ضمن السقف الزمني المحدد والمدارس التي هدمت بقصد إعادة بناءها مازال بعضها ارض خاليه وبعضها الاخر يسير بسرعة السلحفاة .
3-تكرمت بعض الدول المانحه والمنظمات ألأمميه ببناء مدارس في العراق وتركت للمسؤول العراقي تحديدالموقع ومنحته المال اللازم , لكن هذه المدارس جاءت بما لايداوي بعض الجراح فبين رداءة التنفيذ الذي يصل احيانا الى تقليص مساحة الصف (رأفة بالمقاول!!!) , وبين سوء التخطيط حيث نُفذبعضها في مناطق لاتشكو من نقص ابنيه مثل بعض القرى وتركت مناطق مكتظه تعاني الامرين , وبين عدم التنفيذ و(هرب المقاول) وهم على الاغلب من الناس الذين لا اختصاص ولاتجربه لهم في هذا الميدان وقيل والعهده على الراوي ان اغلبهم من ابناء المسؤولين المتعددي الجنسيات حيث أخذوا ماخف حمله وغلا ثمنه وعادوا الى ارض الأمان (بالعافيه) وهناك وقائع يمكن ذكرها لكن لايتسع المجال , واغرب هذه الوقائع مايلي : قيل ان دولة الكويت تبرعت ببناء(8) مدارس في أحدى المحافظات , أنجزت منها واحده وقرر مجلس المحافظه الموقر إشغال تلك البنايه كمقر له (ومن هالمال حمل اجمال!!!) هل ننتظر من هذا المجلس الموقر أن يُسهم في حل أزمة المباني ؟؟؟؟
4-مازالت التصاميم المقترحه للمدارس ضمن صيغة الخرائط القديمه ولم تأخذ بنظر الاعتبار ما إستجد من اضافات منهجيه كالحاسوب وتعدد المختبرات التخصصيه وغيرها من الملحقات التي يُعتبر وجودها ضمن البنايه المدرسيه ضروره وليس بطر كالمخزن والحانوت المدرسي , والملاحظ ان هذه الابنيه تحولت الى صفوف دراسيه تحت ضغط الكثافه السكانيه وزيادة أعداد الطلبه .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد حران
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/08


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : نحو وقفه تربويه جاده
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net