صفحة الكاتب : محمد الحمّار

متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
محمد الحمّار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل يمكن ارتقاء التقدميين إلى الحكم في مصر في إطار وصفة توافقية، وهل الشعب العربي قادر على بناء قوة قرار عربية مركزية في القاهرة تتشارك فيها قوى تقدمية من البلدان العربية ذات التصورات المجتمعية الحديثة؟
 
للشروع في الإجابة نلاحظ أنّ هنالك تضارب عنيف بين مفهومين اثنين هما "الديمقراطية" و"المصلحياتية" وأنّ الأول على وشك الذوبان بسبب غياب الثاني. كيف ذلك؟
 
 
نعتقد أنّ الديمقراطية في المخيال المجتمعي وحتى النخبوي أصبحت هي الأخرى إيديولوجيا، مثلها مثل الإخوانية والقومية وغيرها. وإلا فكيف نفسر إفراز الحراك الديمقراطي هنا وهناك في الوطن العربي لأغلبيات تتقارب ضمنيا من المصالح الامبريالية والصهيونية (والنموذج "الثوري" السوري أكبر مثال على ذلك).
 
 لهذا السبب نقترح على النخب العربية الإسلامية توخي الموقف المصلحياتي والسياسة المصلحياتية حتى تكون قيم الديمقراطية مستبطنة بطريقة وظيفية ضامنة لتحقيق كل مصلحة تمّ تحديدها وإدراكها، لا بطريقة هلامية مثَبتة للتبعية وضامنة لتحقيق مصالح الآخرين وعلى رأسهم الدول الكبرى وإسرائيل، كما هو الشأن منذ أن بدأت شعوبنا تتوق إلى الديمقراطية في عهد الاستقلال من الاستعمار المباشر.
 
وهذه وضعية قد بدأت في التفاقم منذ حلول "الربيع العربي"، بل إنّ الطريقة التي حصل بها هذا "الربيع" دلالة واضحة على حالة التبعية التي نعيشها جراء غياب العامل المصلحياتي في مسار الانتقال الديمقراطي. 
 
وما شهدته مصر أمس واليوم من انقلاب على الإخوانية إنما هو محاولة قوية لإيقاف النزيف الديمقراطي الأحادي. لكن بالرغم من قوتها، إلا أنّ هاته المحاولة تبقى غير كافية شريطة أن يتم توجيه الجهود الرافضة للإخوانية والديمقراطية الأحادية نحو مصالح حقيقية ومعها آلياتها المستحدثة الضامنة لتكريسها.
 
وأول سؤال يطرح نفسه لكي يتضح المنهاج المصلحياتي، بل لكي تتضح المصالح هو: يا تونسيون ويا مصريون ويا ليبيون ويا سوريون ....، هل تؤمنون بضرورة التعايش مع بعضكم البعض أم أنّ التونسيين راضون بالحلول الوقتية على أنها طبيعية مثل التعامل مع لمبيدوزا وروما وباريس وبرلين وتجنب القاهرة و طرابلس والجزائر والرباط ونواكشوط بالرغم من أنها امتداد لهم ولثقافتهم، وأنّ المصريين راضون بالانكماش من دون تفعيل يذكر لمقولة "أم الدنيا"، وأنّ الليبيين فرحون مسرورون بالتركة التي أورثهم إياها الناتو الكريم؟
بالنهاية وبالنظر لما يحدث في مصر، وشريطة الوعي بضرورة الثورة المنهجية، نعتقد أنّ الوقت قد يحين قريبا للشروع في بناء الدولة العربية الاتحادية العصرية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحمّار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/04



كتابة تعليق لموضوع : متى سيمرّ العرب من الديمقراطية التابعة إلى المصلحياتية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net