لماذا فشل الربيع العربي
مركز دراسات جنوب العراق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مركز دراسات جنوب العراق

في مصر – ليبيا – تونس
ان الشعوب من حقها أن تتطلع للتحرر وممارسة دورها في الحياة وقد سقط الاستبداد في هذه الدول الثلاث على أن لا يعاد مرة أخرى واستبشرنا خيراً لعهد جديد يؤسس على كرامة الانسان وحريته وسعادته لكن التدخل الاجنبي في توجيه هذه البوصلة لمصالحه ومنافعه الضيقة وضعها على المحك، وشعوب هذه الدول تعاني اليوم إفلاساً وفوضى ودماراً بكل المعنى.
ان لهذه الشعوب دوراً كبيراً في الحفاظ على تلك المكاسب بطرد شبح الاحتلالات الاجنبية لهذه البلدان وعدم الوقوع في شراك مشاريع البترودولار والاحلام الوردية ومنهج التكفير والقتل والطائفية المقيتة. وبدون ذلك سوف لا يبقى حجر على حجر ولا يَسلم أحد من الفتنة العمياء.
ان الوقوف بوجه كل تلك التحديات لم يعد ترفاً وانما يعبر عن مسؤولية عالية للحدّ من هذه التدخلات الغريبة والقبيحة التي يقودها الاستكبار العالمي وتنفذها أنظمة عربية ابسط ما يقال عنها انها لم تتفهم شعوبها ولم تمارس أية ديمقراطية معها فهم بحاجة الى ربيع قبل غيرهم، وهؤلاء هم من أفسدوا الربيع العربي بعمالتهم للاجنبي وبالسحت والمال الحرام الذي يدفع للارهابيين والتكفيريين وتسليحهم ظلماً وعدوانية على هذه الشعوب الآمنة التي جعلوها تبحث عن لقمة العيش فداسوا كرامتها وخدشوا عزها وغيّبوا مستقبلها، وشوّهوا بذلك صورة الاسلام والمسلمين حتى بات الجميع يتوجس خيفة من التكفير والقتل الذي تعلوه صيحات (الله اكبر) أليست هذه بدعة وضلالة في عرف كل المسلمين؟
فلا ربيع إلا من خلال الشعوب نفسها. لقد ولّت عهود الاحتلال والارهاب المسلّح والمنهج الطائفي المقيت وإنْ عاد شيء من ذلك مجدداً فالدمار والتخلف وعدم الاستقرار هو الخيار الأول الذي ستواجهه هذه الشعوب.
هذا هو معنى (لماذا فشل الربيع العربي)؟.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat