بسم الله الرحمن الرحيم
(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)(المائدة: 32)
بعيداً عن أية ضابطة أو قانون أقدم بعض قطعان السلفية التكفيرية على قتل أحد علماء الأزهر الشريف وهو العلامة الشيخ حسن شحاته المصري وثلاثة آخرون حين كان يشارك في حفل أقامته الجالية الشيعية في مصر بمناسبة النصف من شعبان ميلاد الحجة المنتظر (عج)، بعد ان هجموا على مكان الاحتفال بطريقة وحشية ومقززة ضربوا الضحايا حتى الموت بالعصي والحديد والحجارة واحرقوا المكان وقاموا بسحل الجثث على أعين من الشرطة المصرية التي لم تسعف الموقف ولم تتدخل على مدى ساعتين.
إنّ هذه الجريمة النكراء تأتي في سياق حملة الفتاوى التحريضية من بعض انصاف العلماء وموجة التطرف المذهبي العالمي التي تثيرها الدوائر المشبوهة والمعادية لوحدة المسلمين. والتي تكشف عن مدى التحجر والجمود والتخلف وعدم الوعي لدى المنفذين الرعاع حين يمعنون في تعميق الخلافات المذهبية الى حد القطيعة والاقصاء وتكفير الآخر ومن نتائج ذلك هذه الجريمة النكراء التي وقعت مؤخراً في القاهرة في زاوية أبي مسلم في الجيزة.
نحن في المركز الاسلامي في انجلترا ندين ونستنكر هذا العمل المقزز الذي ترفضه أبسط الاعراف الانسانية ونضع أمامكم ما يلي:
1- ان الحكومة المصرية تتحمل كامل المسؤولية أزاء هذه الجريمة بسماحها للخطاب التكفيري والاجتماعات المشبوهة المحرضة على القتل، وبوقوع الجريمة أمام أعين الشرطة المصرية في العاصمة في منطقة الجيزة دون ان تبادر للدفاع عن الضحايا.
2- الاسراع في مقاضاة علماء التحريض والفتنة الى جانب الجناة القتلة والمبتهجين بوقوع هذه الجريمة التي لا تنسجم وثقافة هذا الشعب المصري المتسامح والمتآخي.
3- نطالب مؤسسات المجتمع المدني ومراكز حقوق الانسان بتوثيق الجريمة والمطالبة الدولية بمحاسبة الفاعلين والمحرضين وادانة الصمت الذي يلوذ به البعض.
4- ان لم نتصدَ جميعنا علماء ومراكز واكاديميين ومؤسسات وجماهير لهذه الفتنة الطائفية التي تعصف بالأمة في مصر ولبنان وسوريا والعراق وباكستان وافغانستان والخليج والمنطقة فأننا سوف نواجه دماراً هائلاً للنسيج الاجتماعي والبنية الاساسية لهذه الأمة ولا يحل لأحد ان يتنكب ممارسة هذه المسؤولية.
5- ان هذه الجريمة يجب ان لا تمرّ دون ان تعالجها الحكومة المصرية وتقف أمام هذا العبث في قيم التعايش السلمي ولابد ان تسرع دون تراخ بأنزال القصاص في الجناة وعدم التسويف، وكذلك رعاية ذوي الشهداء والاعتذار اليهم وحماية الاقليات.
المسلمون في كل مكان يشجبون ويدينون هذه الجريمة وعلى الجميع إظهار كل اشكال الاستنكار والادانة بالاحتجاجات والاعتصامات السلمية، لنبذ العنف وكبح جماح الفتاوى التكفيرية.
(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(البقرة: 179)
المركز الاسلامي في انجلترا
24/6/2013م- 15 شعبان 1434هـ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat