مختصر دراسة صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم
الاب حنا اسكندر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الاب حنا اسكندر

قسمنا البحث الى أربعة فصول:
حددنا في الفصل الاول مفهومية الصلب عموما: فالصليب هو آلة عذاب لاعدام الخصوم والمجرمين اتبعه خاصة الرومان الحكام في عهد السيد المسيح، وقد اوضحنا ان استعمال القرآن الكريم لكلمة صلب بدل تعليق في سورة يوسف (يوسف \ 41) دلالة على أنَّ مستمعي القرآن الكريم هم من المسيحيين!
وفي الفصل الثاني شرحنا الآيات التي تتكلم عن موت ووفاة المسيح (مريم\33؛ آل عمران\55؛ المائدة/ 117)، ووضحنا من خلال المقارنة مع مفهومية الكلمات: الموت والوفاة الواردة في مجمل القرآن، ومن خلال المقارنة مع ما يوازيها في الانجيل، أنَّ كلمة موت ووفاة تعنيان: نهاية الحياة! تماما كما نفهمها اليوم. والنتيجة حسب القرآن الكريم: المسيح مات حقًا!
وفي الفصل الثالث شرحنا الآيات التي تتكلم بطريقة غير مباشرة عن موت المسيح مصلوبا. وهي سورة الطارق 5-7؛ وبيَّنا أنَّ الماء الدافق من بين الصلب والترائب، أي من بين الصدر والظهر، ما هو الا الجنب! وبالتالي جنب السيد المسيح! عندما طعن جنبه بحربة وسال منه دم وماء (يوحنا 19/34) وبالتالي ولد المؤمنون بالمسيح من هذا النبع الدافق (افرام السرياني ت 373م)
كما اشرنا ان: فديناه بذبح عظيم. (الصافات/ 107)، من خلال تفصيلنا لكلمات هذه الآية، أن المسيح نفسه هو من فدى اسحق! وذلك استنادا الى الرسالة الى العبرانيين (كُتبت قبل 70 م) واوريجانوس (ت 256م) والصلوات السريانية القديمة. (من القرن الرابع م)
وبالنتيجة هذان النصان الصغيران يشيران الى موت المسيح مصلوبا! ان بطعن جنبه بالحربة حيث فاض الماء! وان بتقدمته نفسه ذبيحة بدل اسحق! إذا: مات المسيح مصلوبًا!
وفي الفصل الرابع عرضنا التفسير الجديد لآيات الشبه الشهيرة.
شرحنا أنّ سبب إجماع المفسرين المسلمين على أنّ شخصا آخر صُلب مكان المسيح، دفعهم، تفاديا للتناقض، للتأكيد أن موت المسيح الوارد في القرآن ليس إلا موته بعد مجيئه الثاني، وواعتبروا أنّ وفاة المسيح ما هي إلا حالة نوم
ولكن نحن وضحنا أنَّ هذا التفسير لا ينسجم، كما ذكرنا أعلاه، مع مجمل مفهومية القرآن الكريم لشخصية السيد المسيح!
واذا سلّمنا بأن شخصا آخر صلب مكان المسيح، هذا يعني أننا التقينا مع الفرق المسيحية الغوصية، التي تدَّعي ان المسيح إلهًا محضًا! ولا علاقة له بالبشرية اطلاقا! لذلك رفضوا فكرة الالم! وإهانة الصلب! وحاولوا تبرير الحدث المأساوي بأن شخصا آخر مات مكانه! لكن الواقع أن مسيح القرآن هو نبي وإنسان يعيش بين الناس، ينام ويتعب، ويأكل ويشرب... فمع أنه كَلِمَة الله وَرُوحٌ مِّنْهُ (النساء/171) هو: عَبْدُ اللَّهِ (مريم/ 30؛ النساء/172) وعليه بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ (مريم/ 31) وأنكر ما نُسب إليه من ألوهية (المائدة/ 116)
لذلك طرحنا تفسيرا مختلفا لآيات الشبه الشهيرة تنسجم مع مفهومية القرآن العامة، وذلك بالاستناد الى الانجيل، وايضا الى القديس مكاريوس- سمعان (ت قبل 400م)
اضطر المفسرون المسلمون الى ادخال عناصر جديدة لتفسير النص، أي ادخال شخص آخر مات بدلا عن المسيح، وهذا لم يذكره النص القرآني قطعا! لذلك لا يعني الشبه في صلب وموت المسيح، إنّ اليهود استشبهوا بأحد أنّه هو المسيح وصلبوه مكانه، ولكن تهيّأ لهم، أي اعتقدوا، أنّهم بقتل المسيح سينتهون منه ومن رسالته. لكن الله رفعه إليه، أي أقامه من القبر وأصعده إليه. إذًا أفشل الله، سبحانه وتعالى، مخطّط اليهود الشرير ضدّ المسيح، وتابع رسالته من بعد موته وقيامته، وأسّس الكنيسة المبنيّة على صخرة شمعون زعيم الحواريين.
ونتابع: إن اليهود اختلفوا بشخصه! فكانوا يروه إنسانا عاديّا كبقيّة الناس، يأكل ويشرب، ويتألّم، ويمشي ويتعب ككلّ إنسان، وبالمقابل كانت تجري المعجزات والشفاءات على يده! لذا اختلفوا في شخصه الذي حيّرهم، من أين له هذه الكرامات؟ أليس هذا النجّار ابن مريم؟ (مرقس 3/6) لذلك اعتقدوا أنّهم سينتهون منه، كما انتهوا من الأنبياء من قبله. لكنّ أملهم خاب وظنّهم كان في غير محلّه، فالله، سبحانه وتعالى، رفعه إليه أي أقامه من القبر وأصعده إليه.
وهذا نص آيات الشبه الشهيرة من القرآن الكريم وما يوازيه في مكاريوس- سمعان
2.4هكذا كان فى ايّام الرب فى ذلك الوقت. كانوا يوافون الذي يريدون يعافون كانسان لابس بشر. فلمّا كانوا يقرّبون منه. كان كلمة الله الذى من داخل السماوي من حيث لا يرى بعيني الجسد يعمل الايات المعجزه العجائب. لاسيما للذين يقصدونه بايمان. ولذلك المحّال لم يكن يقلق قلقا يسيرا مسروقا (مغشوشا) من بشرة (الطبيعة البشرية) الرب. لان بسكوت الرب كان ذلك يقلق. لانه كان يراه من خارج انسانا مثل باقى الناس. فاذا كان يشاهد عجائب كبار تكمل به يعتريه خوف ماذا يصنع. فامّا الذى كان يبصر منه. فكان انسانا تعبا ظاميا راقدا. وامّا الكائنات (المعجزات) به فلم تكن لانسان.
2.5لان بآلام (ضعف الطبيعة) الرب الانسيّة عمي بجهالة شرّه. وظنّ الرب انسانا مثل احد الصدّيقين. فحاول قتله بالصلب بالذين في طاعته. (أي اليهود)
وهذا ما يوازيه في القرآن الكريم: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ (النساء/ 157)
فقال اله الرب. يا محّال لم تقلق وانا ساكت ولم تضطرب. فزعم المكملات (المعجزات) بك تقلقني. وتجعل فى اضطراب رديّ. لان المشاهد منك انسان. والمكملات بك ليست لانسان. لانه خدعه بالبشرة المألومة المايتة. وبآماتته الرب. بطّل الرب جميع تمرّده وجوره. فمن اجل هذا رام المحال قتل الرب.
لان الارواح الخبيثة كنَّ يلتهبن من اللاهوت السماوي الذى كان في الجسد. فكانوا يصرخون ما لنا ولك يا ابن الله قدمت قبل الوقت لتعاقبنا.
وهذا ما يوازيه في القرآن الكريم: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (النساء/ 157)
المسيح الَّذي أُسلِمَ بِقضاءِ اللهِ وعِلمِه السَّابِق فقتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبةٍ بأَيدي الكافِرين، قد أَقامَه اللهُ وأَنقَذَه مِن أَهوالِ المَوت، فما كانَ لِيَبقى رَهينَها (أعمال 2/ 23-24) ولَمَّا قالَ ذلكَ، رُفِعَ بِمَرأىً مِنهُم، ثُمَّ حَجَبَه غَمامٌ عن أَبصارِهِم. وبَينَما عُيونُهم شاخِصَةٌ إِلى السَّماءِ وهُو ذاهِب، إِذا رَجُلانِ قد مَثَلا لَهم في ثيابٍ بِيضٍ وقالا: "أَيُّها الجَليِليُّون، ما لَكُم قائمينَ تَنظُرونَ إِلى السَّماء؟ فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء". (اعمال 1\9-11)
وهذا ما يوازيه في القرآن الكريم: بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء/158)
فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثير وقالوا: "أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثرَ مِمَّا أَجْرى هذا الرَّجُل؟" (يوحنا 7\31)
وهذا ما يوازيه في القرآن الكريم: وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (أي موت المسيح حسب الطبري والطبرسي) (159/النساء)
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ (يوم القيامة)، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!" قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ. (يوحنا 20\19-20)
وهذا ما يوازيه في القرآن الكريم: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ (أي قيامة المسيح من بين الاموات مكاريوس المقالة 19؛ المقطع6/2 ) يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159/النساء)
للحصول على الدراسة كاملة فهي ضمن ملفات مجموعتنا على فيسبوك: facebook
saint charbel life, words n miracles
أو انقر هنا: http://www.mediafire.com/file/2ty3id3ohp2c45g/صلب_المسيح_وقيامتة_من_خلال_القرآن_الكريم_.pdf
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat