تلبية السيد الحكيم ،كانت سريعة لماذا؟
رائد عبد الحسين السوداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو تمعنا قليلا في المدة التي تمت فيها تلبية دعوة السيد عمار الحكيم لعقد اجتماع في 1/6/2013 أطلق عليه وصفا كما علقنا عليه في مقالنا الأخير عن نفس الحدث بالوصف (الدقيق) ،بأنها كانت تلبية سريعة جداً فكثيرا ما دعا الفرقاء الآخرين إلى اجتماع من هذا النوع ،وكان آخرهم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ،ولكن دون استجابة لهذه الدعوات ،فلماذا لبى هؤلاء الفرقاء الدعوة سريعاً ،مع إنه (رمزي) والرمزية هنا حسب فهمي لا يتعلق برمزية الحضور وكأنهم رموزا للبلد ،بل يمكن القول بأن هذا الوصف جاء على أن هذا الاجتماع دعي إليه بأنه فقط للحضور دون قرارات ،فلطالما اجتمع هؤلاء والذين سبقوهم منذ 2003 ولكن دون نتائج إيجابية على الأرض ،وإن اتفقوا على الورق أو على شاشات التلفزيون مع ابتسامات عريضة سرعان ما تنعكس هذه الاتفاقات إلى أزمة شديدة في الشارع العراقي .إذاً لماذا السرعة في الحضور إلى منزل السيد الحكيم ؟ هل مكانة السيد الحكيم هي التي حدت بهم لهذا الحضور السريع ؟ وهل الحرص على اللقاء والحوار هو الذي جعل هؤلاء للإسراع بقبول الدعوة ؟ وهل الأزمة السياسية والتي وصلت حداً خطيرا من الشلل التام في مفاصل البلد الرئيسة كمجلس النواب مثلا ؟ أو أن التظاهرات في المناطق الغربية جعلت الفرقاء يسرعون للحضور،وهل تهديدات خطباء الجمعة في هذه المناطق بالزحف على بغداد هي التي حثتهم على أن يحضروا إلى بيت السيد الحكيم ،أو أن خيارات الجمع الماضية ومنها خيارات المواجهة المسلحة ،بما فيها خيارات (النائب) أحمد العلواني أو الخيارين التي أعلنهما هذا النائب ومنها خيار الحرب ألزمتهم بالحضور ؟ أو أن الدماء التي سالت في بغداد وبعض المحافظات الأخرى وحرصا منهم على إيقاف نزيفها لبوا الدعوة وحضروا الاجتماع ؟ ولو تركنا إجابة السؤال الأول جانبا ، ونجيب على بعض الأسئلة الأخرى ،بأسئلة أيضا من قبيل ،مالذي يمنع الفرقاء أن يلتقوا ويتحاوروا وهم شركاء ،فبمجرد أن التقوا في أربيل لتقاسم (غنيمة) الانتخابات فيما بينهم أصبح اللقاء عسيرا عليهم ،وتحولت الرئاستان التنفيذية والتشريعية والتي من المفترض أن تكمل أحدهما الأخرى وكأنهما رئاستان لدولتين مختلفتين إن أرادوا اللقاء يجب التمهيد له وبوساطات شتى،وعندما يتصافحان يهلل الحضور ويكبر الآخرون،ويصلي البعض الآخر على الرسول وعلى آل بيته ؟ أما الأزمة السياسية والحرص على بث الحركة في جسم (العملية السياسية) المشلولة ،وسبب الشلل ،عدم الثقة بين الفرقاء ،لا بل أن هناك مدعي ومدعي عليه بين رئيسي السلطتين ،فرئيس مجلس الوزراء يدعي على البرلمان بأنه يعطل عمل الجهة التنفيذية بتعطيل الكثير من القوانين والمتهم الأول في ذلك رئيس البرلمان ،الطرف الثاني في عملية العناق والمصافحة،كما أن كتلة رئيس الوزراء تقاطع ومنذ مدة اجتماعات مجلس النواب بزعم أن الرئيس لا يدرج قانون تجريم البعث،في مقابل ذلك أن أسامة النجيفي يتهم رئيس الحكومة بتهميش أهل السنة،وبين هذا وذاك تعطل عمل البرلمان،فيا ترى هل زالت تلك الأسباب بحضورهم أم ماذا وهل أصبح البرلمان محركا أساسيا للقوانين ،وهل اتفق على تجريم البعث ،وهل اقتنع رئيس البرلمان بذلك ،وهل التهميش زال بنظره ،وهل اقتنع كل من (دولة القانون) و(العراقية) بزعامة الزعماء المتعددين ،يتقدمهم أسامة النجيفي بالعودة للحكومة والبرلمان وإعادة الحياة إليهما؟ أما مسألة (التظاهرات) والتي عمقت الجراح أكثر فأكثر بسبب الخطاب المتشدد فيها ودعوات الحرب المنطلقة منها واتهام الحكومة الصفوية في بغداد باغتصاب النساء واعتقال الأبرياء ، لا بل أن هدفهم الأول تحرير بغداد التي يترأس برلمانها السني المتشدد أسامة النجيفي والذي يقود بواسطة أخيه محافظ نينوى حيزا من هذه (التظاهرات) من الاحتلال الإيراني ،فيا ترى هل حررت بغداد ،وعاد الأعداء ليتآخوا من جديد ؟ وأين هي الملفات التي بحوزة السيد رئيس مجلس النواب على العديد من البرلمانيين حتى إنه لم يحضر للبرلمان كي لا يحدث عراكا بالأيدي نتيجة فتحها ،فهل تحقق من برائتهم وزال اللبس بين الطرفين ؟ فإذا لم يتحقق لا هذا ولا ذاك ،فعلام إذاً حضروا لاسيما قيادات الأزمة منهم؟ أنني اعتقد ان السبب الذي يعزى إلى حضورهم هو توصلهم إلى يقين بأنهم قد أوصلوا البلد ليس إلى حافة الهاوية بل إلى الهاوية نفسها فأرادوا بحضورهم هذا أن يظهروا للناس وأن يقنعوا أنفسهم قبل كل شيء بأنهم إنما طلاب حل وليس حكام أزمة ،ولذلك سارعوا للقبول والموافقة والحضور أسرع من غيرهم ،هم الذين باتهاماتهم لبعضهم كرسوا الشرخ الاجتماعي في البلد وراحوا يضعون لأنفسهم صفات حماة المذهب يحضرون لمجرد الدعوة ولم يناقشوا في توصيفه وتسميته كالمؤتمر الوطني أو المنتدى الوطني .أنهم أرادوا أن يبعدوا عنهم تهمة إيصال العراق إلى حرب أو اقتتال هم بشروا بها وليس غيرهم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
رائد عبد الحسين السوداني

لو تمعنا قليلا في المدة التي تمت فيها تلبية دعوة السيد عمار الحكيم لعقد اجتماع في 1/6/2013 أطلق عليه وصفا كما علقنا عليه في مقالنا الأخير عن نفس الحدث بالوصف (الدقيق) ،بأنها كانت تلبية سريعة جداً فكثيرا ما دعا الفرقاء الآخرين إلى اجتماع من هذا النوع ،وكان آخرهم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ،ولكن دون استجابة لهذه الدعوات ،فلماذا لبى هؤلاء الفرقاء الدعوة سريعاً ،مع إنه (رمزي) والرمزية هنا حسب فهمي لا يتعلق برمزية الحضور وكأنهم رموزا للبلد ،بل يمكن القول بأن هذا الوصف جاء على أن هذا الاجتماع دعي إليه بأنه فقط للحضور دون قرارات ،فلطالما اجتمع هؤلاء والذين سبقوهم منذ 2003 ولكن دون نتائج إيجابية على الأرض ،وإن اتفقوا على الورق أو على شاشات التلفزيون مع ابتسامات عريضة سرعان ما تنعكس هذه الاتفاقات إلى أزمة شديدة في الشارع العراقي .إذاً لماذا السرعة في الحضور إلى منزل السيد الحكيم ؟ هل مكانة السيد الحكيم هي التي حدت بهم لهذا الحضور السريع ؟ وهل الحرص على اللقاء والحوار هو الذي جعل هؤلاء للإسراع بقبول الدعوة ؟ وهل الأزمة السياسية والتي وصلت حداً خطيرا من الشلل التام في مفاصل البلد الرئيسة كمجلس النواب مثلا ؟ أو أن التظاهرات في المناطق الغربية جعلت الفرقاء يسرعون للحضور،وهل تهديدات خطباء الجمعة في هذه المناطق بالزحف على بغداد هي التي حثتهم على أن يحضروا إلى بيت السيد الحكيم ،أو أن خيارات الجمع الماضية ومنها خيارات المواجهة المسلحة ،بما فيها خيارات (النائب) أحمد العلواني أو الخيارين التي أعلنهما هذا النائب ومنها خيار الحرب ألزمتهم بالحضور ؟ أو أن الدماء التي سالت في بغداد وبعض المحافظات الأخرى وحرصا منهم على إيقاف نزيفها لبوا الدعوة وحضروا الاجتماع ؟ ولو تركنا إجابة السؤال الأول جانبا ، ونجيب على بعض الأسئلة الأخرى ،بأسئلة أيضا من قبيل ،مالذي يمنع الفرقاء أن يلتقوا ويتحاوروا وهم شركاء ،فبمجرد أن التقوا في أربيل لتقاسم (غنيمة) الانتخابات فيما بينهم أصبح اللقاء عسيرا عليهم ،وتحولت الرئاستان التنفيذية والتشريعية والتي من المفترض أن تكمل أحدهما الأخرى وكأنهما رئاستان لدولتين مختلفتين إن أرادوا اللقاء يجب التمهيد له وبوساطات شتى،وعندما يتصافحان يهلل الحضور ويكبر الآخرون،ويصلي البعض الآخر على الرسول وعلى آل بيته ؟ أما الأزمة السياسية والحرص على بث الحركة في جسم (العملية السياسية) المشلولة ،وسبب الشلل ،عدم الثقة بين الفرقاء ،لا بل أن هناك مدعي ومدعي عليه بين رئيسي السلطتين ،فرئيس مجلس الوزراء يدعي على البرلمان بأنه يعطل عمل الجهة التنفيذية بتعطيل الكثير من القوانين والمتهم الأول في ذلك رئيس البرلمان ،الطرف الثاني في عملية العناق والمصافحة،كما أن كتلة رئيس الوزراء تقاطع ومنذ مدة اجتماعات مجلس النواب بزعم أن الرئيس لا يدرج قانون تجريم البعث،في مقابل ذلك أن أسامة النجيفي يتهم رئيس الحكومة بتهميش أهل السنة،وبين هذا وذاك تعطل عمل البرلمان،فيا ترى هل زالت تلك الأسباب بحضورهم أم ماذا وهل أصبح البرلمان محركا أساسيا للقوانين ،وهل اتفق على تجريم البعث ،وهل اقتنع رئيس البرلمان بذلك ،وهل التهميش زال بنظره ،وهل اقتنع كل من (دولة القانون) و(العراقية) بزعامة الزعماء المتعددين ،يتقدمهم أسامة النجيفي بالعودة للحكومة والبرلمان وإعادة الحياة إليهما؟ أما مسألة (التظاهرات) والتي عمقت الجراح أكثر فأكثر بسبب الخطاب المتشدد فيها ودعوات الحرب المنطلقة منها واتهام الحكومة الصفوية في بغداد باغتصاب النساء واعتقال الأبرياء ، لا بل أن هدفهم الأول تحرير بغداد التي يترأس برلمانها السني المتشدد أسامة النجيفي والذي يقود بواسطة أخيه محافظ نينوى حيزا من هذه (التظاهرات) من الاحتلال الإيراني ،فيا ترى هل حررت بغداد ،وعاد الأعداء ليتآخوا من جديد ؟ وأين هي الملفات التي بحوزة السيد رئيس مجلس النواب على العديد من البرلمانيين حتى إنه لم يحضر للبرلمان كي لا يحدث عراكا بالأيدي نتيجة فتحها ،فهل تحقق من برائتهم وزال اللبس بين الطرفين ؟ فإذا لم يتحقق لا هذا ولا ذاك ،فعلام إذاً حضروا لاسيما قيادات الأزمة منهم؟ أنني اعتقد ان السبب الذي يعزى إلى حضورهم هو توصلهم إلى يقين بأنهم قد أوصلوا البلد ليس إلى حافة الهاوية بل إلى الهاوية نفسها فأرادوا بحضورهم هذا أن يظهروا للناس وأن يقنعوا أنفسهم قبل كل شيء بأنهم إنما طلاب حل وليس حكام أزمة ،ولذلك سارعوا للقبول والموافقة والحضور أسرع من غيرهم ،هم الذين باتهاماتهم لبعضهم كرسوا الشرخ الاجتماعي في البلد وراحوا يضعون لأنفسهم صفات حماة المذهب يحضرون لمجرد الدعوة ولم يناقشوا في توصيفه وتسميته كالمؤتمر الوطني أو المنتدى الوطني .أنهم أرادوا أن يبعدوا عنهم تهمة إيصال العراق إلى حرب أو اقتتال هم بشروا بها وليس غيرهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat