30 يونيو ...التكفير عن الخطيئة
محمد ابو طور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لمن لا يعرف فإن 30 يونيو 2013 هو يوم التمرد (الديمقراطي) على الرئيس الحاكم الذي فقد شرعيته الأخلاقية والقانونية والسياسية ، ولم يجد نشطاء الشعب حلاً سوى الدعوة للتمرد عليه وسحب الثقة منه والضغط بقوة من أجل تقديم موعد الانتخابات الرئاسية مستخدمين في ذلك طريقة حضارية في منتهى الرقي والإبداع متأثرين بتوكيلات جمعها الشعب فى الماضي للزعيم سعد زغلول ، وتوقيعات على استمارة السبع مطالب للدكتور البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير التي كانت سبباً رئيسياً ضمن أسباب عدة في قيام ثورة يناير 2011 ، فجاءت استمارة تمرد مغلَّفة بروح شباب وطني لم يفقد الأمل مطلقاً في ثورته ، ورأى بعين الحسرة انحرافها عن مسارها فأراد تصحيحه من أجل تحقيق كامل أهدافها.
إذن المطالبة بسحب الثقة من أي رئيس منتخب ولو بعد أشهر من توليه المنصب هو إجراء ديمقراطي مائة في المائة ، ولا يلتفت هنا لأي صراخ باطل يدعو لانتظار نهاية فترته الرئاسية ، فقد يرى البعض أن الرئيس لم يلتزم ببرنامجه الانتخابي ووعوده التي كانت سبباً في انتخابه ، وهذا في الديمقراطيات الحقيقية يُعَدّ سبباً كافياً للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات مبكرة ، فإذا جمع المتمردون ملايين من التوقيعات تزيد بصوت واحد فقط عن العدد الذي حصده الحاكم في آخر انتخابات لابد أن يستجيب ويطرح الثقة في نفسه ، ثم ماذا يضيره في ذلك إن كان يثق في أن الشعب سيعيد اختياره مجدداً.
ولا يستطيع أي متابع أو مراقب منصف عادل ــ يعلم أن الله مُطَّلِع على السرائر وأنه سبحانه وتعالى الحق الذي لا يقبل باطل ــ إنكار أن الكثير من الذين انتخبوا مرسي قد أعلنوا على الملأ ندمهم وحسرتهم وأسفهم على ما اقترفته أيديهم من خطيئة الاختيار ، وفي المقابل لم يفعل مرسى أي شيء ليزيد من شعبيته ويجعله يقتنص أصوات مؤيدة من معسكر معارضيه ، وقياساً على نتائج الجولة الأولي من الانتخابات الماضية التي حصل فيها مرسي على ستة ملايين صوت تقريبا ــ هم من انتخبوه اقتناعاً بشخصه وحزبه وجماعته وبرنامجه ــ فإن جمع حملة تمرد كما أعلنت سبعة ملايين توقيع بسحب الثقة يصبح سبباً وجيهاً وكافياً لاستجابة الرئيس للتبكير بالانتخابات الرئاسية.
ولأن الرئيس ينتمي لدولة من دول العالم الثالث ــ وربما الرابع بعد سنة من حكمه ــ وهو عربي مصري فرعوني مكابر متجبِّر فلن يستجيب بسهولة لتلك الدعوة المحترمة ، ولا لتوقيعات الملايين أو أصوات الغاضبين المحتشدين أمام قصره، وسيحاول استلهام روح التجربة البشَّارية السورية أو الإيرانية في التعامل مع المحتجين من قمع وخطف واعتقال وتعذيب وقتل أملاً في استمراره ساعات إضافية على كرسي العرش.
ولا يبقى إلا أن نطالب الجميع بالمشاركة الجادة في هذا اليوم المشهود ، والصمود أمام بطش الحاكم وأعوانه ، والتصدي لكل محاولات الإحباط والتيئيس ، والنزول بكثافة عددية في كل ميادين مصر وشوارعها مستعدين للاعتصام الطويل من أجل إرغام الرئيس على الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن ، فإذا انصاع الرئيس لأمر شعبه ... فمرحبا بما تقوله الصناديق وكفى الله المصريين شر الاقتتال، أما إذا أرادها هو وجماعته سوريَّة بنكهة إيرانية ...فأهلاً وسهلاً بالمَنُون لتطهير النفس والتوبة النصوح تكفيراَ عن خطيئة اختياره حاكماً لأم الدنيا.
الموضوع السابق
زوجة وإبن بن لادن ..أيام ذهبية في الخرطوم (1-4) (إنه بن لادن ، كل شئ عنه بلسان وإبنه)
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد ابو طور

لمن لا يعرف فإن 30 يونيو 2013 هو يوم التمرد (الديمقراطي) على الرئيس الحاكم الذي فقد شرعيته الأخلاقية والقانونية والسياسية ، ولم يجد نشطاء الشعب حلاً سوى الدعوة للتمرد عليه وسحب الثقة منه والضغط بقوة من أجل تقديم موعد الانتخابات الرئاسية مستخدمين في ذلك طريقة حضارية في منتهى الرقي والإبداع متأثرين بتوكيلات جمعها الشعب فى الماضي للزعيم سعد زغلول ، وتوقيعات على استمارة السبع مطالب للدكتور البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير التي كانت سبباً رئيسياً ضمن أسباب عدة في قيام ثورة يناير 2011 ، فجاءت استمارة تمرد مغلَّفة بروح شباب وطني لم يفقد الأمل مطلقاً في ثورته ، ورأى بعين الحسرة انحرافها عن مسارها فأراد تصحيحه من أجل تحقيق كامل أهدافها.
إذن المطالبة بسحب الثقة من أي رئيس منتخب ولو بعد أشهر من توليه المنصب هو إجراء ديمقراطي مائة في المائة ، ولا يلتفت هنا لأي صراخ باطل يدعو لانتظار نهاية فترته الرئاسية ، فقد يرى البعض أن الرئيس لم يلتزم ببرنامجه الانتخابي ووعوده التي كانت سبباً في انتخابه ، وهذا في الديمقراطيات الحقيقية يُعَدّ سبباً كافياً للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات مبكرة ، فإذا جمع المتمردون ملايين من التوقيعات تزيد بصوت واحد فقط عن العدد الذي حصده الحاكم في آخر انتخابات لابد أن يستجيب ويطرح الثقة في نفسه ، ثم ماذا يضيره في ذلك إن كان يثق في أن الشعب سيعيد اختياره مجدداً.
ولا يستطيع أي متابع أو مراقب منصف عادل ــ يعلم أن الله مُطَّلِع على السرائر وأنه سبحانه وتعالى الحق الذي لا يقبل باطل ــ إنكار أن الكثير من الذين انتخبوا مرسي قد أعلنوا على الملأ ندمهم وحسرتهم وأسفهم على ما اقترفته أيديهم من خطيئة الاختيار ، وفي المقابل لم يفعل مرسى أي شيء ليزيد من شعبيته ويجعله يقتنص أصوات مؤيدة من معسكر معارضيه ، وقياساً على نتائج الجولة الأولي من الانتخابات الماضية التي حصل فيها مرسي على ستة ملايين صوت تقريبا ــ هم من انتخبوه اقتناعاً بشخصه وحزبه وجماعته وبرنامجه ــ فإن جمع حملة تمرد كما أعلنت سبعة ملايين توقيع بسحب الثقة يصبح سبباً وجيهاً وكافياً لاستجابة الرئيس للتبكير بالانتخابات الرئاسية.
ولأن الرئيس ينتمي لدولة من دول العالم الثالث ــ وربما الرابع بعد سنة من حكمه ــ وهو عربي مصري فرعوني مكابر متجبِّر فلن يستجيب بسهولة لتلك الدعوة المحترمة ، ولا لتوقيعات الملايين أو أصوات الغاضبين المحتشدين أمام قصره، وسيحاول استلهام روح التجربة البشَّارية السورية أو الإيرانية في التعامل مع المحتجين من قمع وخطف واعتقال وتعذيب وقتل أملاً في استمراره ساعات إضافية على كرسي العرش.
ولا يبقى إلا أن نطالب الجميع بالمشاركة الجادة في هذا اليوم المشهود ، والصمود أمام بطش الحاكم وأعوانه ، والتصدي لكل محاولات الإحباط والتيئيس ، والنزول بكثافة عددية في كل ميادين مصر وشوارعها مستعدين للاعتصام الطويل من أجل إرغام الرئيس على الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن ، فإذا انصاع الرئيس لأمر شعبه ... فمرحبا بما تقوله الصناديق وكفى الله المصريين شر الاقتتال، أما إذا أرادها هو وجماعته سوريَّة بنكهة إيرانية ...فأهلاً وسهلاً بالمَنُون لتطهير النفس والتوبة النصوح تكفيراَ عن خطيئة اختياره حاكماً لأم الدنيا.
![]() زوجة وإبن بن لادن ..أيام ذهبية في الخرطوم (1-4) (إنه بن لادن ، كل شئ عنه بلسان وإبنه) |
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat