الرئيس الفاشل
محمد ابو طور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ألقاب أقرب للصفات طبعها الشعب المصري بجوار أسماء زعمائه الجمهوريين ، "الرئيس المعتقل" .... كان من نصيب أول حاكم جمهوري مصري غدر به و أعتقله تلاميذه وزملائه فى مسيرة البحث عن السلطة والنفوذ، ..."الرئيس الخالد" .... ذهب لرجل له ما له وعليه ما عليه ، ولكن يكفيه فخراً أن نهضة مصر الزراعية والصناعية فى العهد الحديث كانت على يديه فحولت رئاسته لزعامة خالدة ، ثم كان "الرئيس المؤمن" .... حكراً على صاحب أشهر زبيبة رئاسية عربية ، أفتتح خطبه واختتمها بآيات من كتاب الله ، وبصيحة " الله أكبر" عبر جنوده ضفتي القناة فتحررت أرضهم المحتلة ، ثم خلق ونحت وصنع الجماعات المتطرفة فاغتالته و صَدَّرَت بعد ذلك إرهابها ليقض مضاجع العالم أجمع ، أما لقب " الرئيس المخلوع" .... فقد أكتسبه أطولهم عمراً وحكما ، وأكثرهم إنجازا في البنية التحتية وفساداَ في الذمم المالية، صبر الشعب عليه حتى مل الصبر من صبرهم ، وفي صبيحة يوم مشهود ثاروا عليه وخلعوه.
ثم رزقهم الله برئيس أراد أن يكون "الخالد" الثاني فى سجل الرؤساء ، ففتح الجاكت في الميدان وسط الملايين الهادرة ، وأزال الحواجز والسدود بحثا عن الزعامة الخالدة ، ومرت بسرعة مائة من الأيام الغابرة ، اكتشف بعدها الشعب منطق اللئام ، وزور الكلام في برنامج نهضة اقتنص به منصب كبير الحكام ، وتبين الناس وَهْم سطوره وخيال حروفه ، فأُسْقِط في يده وفتش فى ألقاب الرؤساء عن لقب "يقترضه" فلم يجد إلا "الرئيس المؤمن" ، فبسط لحيته سنتيمترات ، ورفع أكفه بالدعوات ، وعاير خصومه بصلاة الفجرية ، وحفظه لآيات الله القرآنية، وذهب فى رحلات بحثا عن مساجد للصلاة الإعلامية ، وخطب فيهم فصال وجال وأخلط الهزل بالجد في المقال، ففضح الشعب كذب ورعه ، ورياء عمله ، فتمردوا عليه.
وبات الرئيس وقد فشل فى تحقيق وعوده والالتزام ببرنامجه ، وفشل في حل مشاكل شعبه ورفع المعاناة عنه ونحقيق أهداف ثورته ، وفشل في التصدي لمشكلة تعطيش وتجويع أمة بحجم مصر ، إذن الرئيس فشل فشلاً فهو فاشل ، ويستحق لقب الرئيس الفاشل مع مرتبة الإخفاق والتردي ، والفاشل في اللغة هو من كسل وتراخى وذهبت قوته ، وهو يلوم ظروفه ولا يلوم نفسه أبداً.
ولما كان الرئيس الفاشل هو أول مرشح احتياطي يفوز بالرئاسة ، وأول رئيس جمهورية مدني ، وأول رئيس بلحية بيصلي الفجر حاضر ، ، فسيكون له السبق أيضا فى الحصول على لقبين معاً الرئيس الفاشل المخلوع إذا لم ينقذ نفسه من الآن حتي اليوم الموعود 30/06/2013 مستمعاً بحق لصرخات وآهات الشعب ملبياً لطلباته قبل أن يرفعها المتمردون عند باب قصره ، فإذا استمر فى عناده ولم يشعر بآلام الناس لأن جلده تخين كما أعلن بنفسه من قبل وقمع التمرد بغباوة الداخلية وبطشها فأعتقد أن لقب الرئيس الفاشل المعتقل سيكون من نصيبه ، والله الموفق والمستعان.