صفحة الكاتب : نبيل محمد سمارة

حصان تشيخوف
نبيل محمد سمارة
هطلت الامطار , وتوقف بائع النفط عن النداء ,ولاذ والعربة بالسقوف القريبة , لكن المرأة التي اطلت برأسها من احد البيوت القريبة , مناد\ية بالحاح ملوحة بصفيحة كبيرة فالاغة جعلته في حالة تردد , لا سيما ان الدرب المؤدي الى المرأة زلق . وثمة تخسفات ارضية وكان المطر يتكاثف 
صاح في محاولة لامتصاص تردده  : ما الامر يا خالة ؟ اشارت له ثانية بالصفيحة الفارغة . وهزت رأسها وقالت شيئا لم يسمعه . وفكر ان يلبي طلبها , فأن ثمن صفيحة كهذه , يمنعه تسويغ الانفلات من جو كهذا , حيث يلوذ بدفء البيت , والاستمتاع بالمسرحية التي قيل انها ضاحكة . اشارت المرأة ثانية , فانصاع للاشارة . ولم يكترث للتخسفات الارضية ولا للطين الذي صار كالصمغ تحت قوائم الحصان الذي بدا ثقيل الحركة .
لوحت المرأة بيدها تشجعه على التقدم , فانصاع ثانية ,وان بدا هذه المرة مترددا . فقد شعر بثقل حركة الحصان الذي كان يتقدم بحذر .
في اللحظة التالية , واذ اصبح على مسافة خطوات من المرأة , زلق الحصان , وكبا الى امام مفردا قائمتيه الاماميتين فأنكفأت العربة تاركة ثقلها على ظهره.
كان البائع الشاب قد قفز من العربة ليصبح الى جوار الحصان الذي طفق يشخر , جاحظا عينين بيضاويين وكانت المرأة التي رأت المشهد قد ندت عنها شهقة مفاجئة . لطمت خدها مولولة , ثم اختفت وراء الباب لائذة .
تأمل البائع عيني الحصان الجاحظتين وقد اغروقتا بالدمع . مد يده في محاولة لفعل ايما شئ يحرك اعربة او الحصان , واذ  لم يقدر , وكانت السماء ما زالت تلقي بمطر ثقيل , والناس يهرولون , ولم يكن ثمة من يسعفه , شعر بالوحدة وبضالة قدرته .
لكنه وفي اللحظة التالية شعر بالندم وبسخافة ما يفعل , نهض مزمجرا هاتفا بغضب وضع سترته فوق رأسه , وغادر المكان محتميا بالسقوف القريبة , مهرولا باتجاة البيت حيث الدفء والمسرحية التي قيل انها ضاحكة وكان بطلها تشيخوف..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد سمارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/22



كتابة تعليق لموضوع : حصان تشيخوف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net