الشكوى لغير الله مذلة
علي محسن الجواري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي محسن الجواري

مساكين وفقراء وطيبون يبكون لاي موقف بسيط ربما يبكون على انفسهم ويتذكرون مأساتهم ، ورغم فقرهم الا انهم كانوا سابقا ً لا يشتكون الا لربهم ترى احدهم باسم الوجه ضاحك السن وعندما تسأله عن حاله يقول: الحمد لله والشكر بنص الخير، اما الان وبعد كثرة الضربات وزيادة الوجع الذي لم يعد يحتمل وتعدد وتنوع وسائل الاعلام وتخصيص الفضائيات برامج عن مشاكلهم ومعوقات حياتهم فهم اخذوا يشكون وتبقى شكواهم لله تعالى ولكن يحتاج الانسان احيانا ان يتاوه وان يصرخ من شدة الالم ، ولكن ما يؤلم حقا ً هو منظر الذل الذي يُرى على وجوههم وكأنهم يدفعون ضريبة توجههم لغير خالقهم ، وما يؤلم ايضا هو قيام الكثير من الفضائيات من استحداث برامج في الظاهر والنية انها تقدم المساعدة للناس الذين يحتاجون لها ، ولكن يبدون ان الوسيلة او الطريقة فيها الكثير من الاشكاليات ، حيث تتصفح الكاميرات وجوه الايتام والارامل وقد غاصت في حمرة الخجل وذل السؤال ومع الاسف الكثير من هذه القنوات دينية والاغرب من ذلك ان هناك الكثير من الدول التي تعاني فقرا اكثر من بلدنا لا نجد فيها مثل هذه البرامج والتي لا اعرف كيف تصنف او على أي نوع وفي أي خانة توضع ؟
اكتب كلامي هذا وانا استمع الى احد البرامج الاذاعية المحلية والتي يُقدم فيها برنامج يدعي انه يستعرض هموم الناس إلا اني اراه يستعرض ويهين كرامة الناس وسبب ذلك ان الاعلام اصبح مجالا ًمفتوحا ً لكل من هب ودب ، وبما ان فترة البث يجب ان تملاء بالمواد والبرامج التلفزيونية ولعدم وجود مختصيين في ادارة وتخطيط البرامج التلفزيونية ، لقد اصبحت مأسي الخلق مادة تلفزيونية ، لقد أصبحت دموع الايتام ، وحاجات الفقراء ، وظلامات الارامل برامج استجدائية .
تحدثت مع احد معدي ومقدمي البرامج التلفزيونية والاذاعية في احدى القنوات المحلية على (الفيس بوك) واعربت له عن استغرابي من طريقة اعداده وتقديمه للبرامج فطريقته بكائية استجدائية ، وفيها اراقة لماء وجه الفقراء والايتام فقال : بل إنا اريد ان اريق ماء وجه الاغنياء الذين يقصرون في عون الفقراء ، طريقة غريبة فيها الكثير من علامات الاستفهام ؟ وفيها ما يخالف مناهج الاسلام الحنيف وسيرة الرسول الاعظم وال بيته الطاهرين وصحبه المخلصين .
كان اسلوب امير المؤمنين علي عليه السلام في تلقي شكاوى الناس وفي سد رمق حاجاتهم هو الامثل كيف لا وهو نشأ وترعرع وتربى على يد نبي كريم مطاع ثم امين وصفه رب العزة بالخلق العظيم ، فاين نحن من نهجه واسلوبه عليه السلام وصدق فداه ابائي حين قال : الشكوى لغير الله مذلة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat