صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

تأبين بعد عشرِ سنين ...
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتبعثر الكلمات ويخرس التعبير ويحتار القلم ويدم الحبر ويتلعثم اللسان فأي الكلمات يقول واي خطب يصف نعم يفقد البيان وقاره لتنساب الكلمات عفوية كأنها تخرج الروح معها .
ذكرى تمر وخطب فضيع ورزية ألمت بنا ادمعت العيون وأحرقت القلوب لتكوينا بنيران الفقد وأي فقد فقد ليس له وصف ولا تحده العبارات فهو الخسارة بمعناها الحقيقي الخسارة الجامعة بكل شيء فأن تفقد عالما ومجاهدا وقائدا واخ حبيب وأب حنون في أبشع حادثة تفقده لهي الكارثة الكبرى والرزية العظمى .
إنه الاول من شهر رجب الأصب وفي اشرف بقعة ألا وهي جوار أمير المؤمنين علي عليه السلام وفي يوم  مشرف تنطلق رياح الشر وتأتلف قوى البغي من عتاة مردة ومن منافقين وإرهابيون إجتمعوا ليخطفوا منا زهرة لم ننتشي بعبيرها ولم نكتفي من جمال منظرها إجتمعوا لينفذوا ابشع مجزرة في اشرف البقاع ليخطفوا منا الحكيم محمد باقر , الرجل العالم والعالم العامل ذاك الشخص الفذ الذي حمل العراق وأهله هما في قلبه ليخلصه من أيدي بغاة العفلقية وشرار الصدامية .
 لا أريد هنا أن اترجم لحياتك ايها الحكيم أو اذكر جهادك فمهما كتبت فيك فلن تفي كلماتي حتى لو جف حبري وأُفني ورقي فحياتك ملؤها الجهاد والعمل والإيمان , نعم سيدي رحلت لتترك قلوبنا الظمآى لك تستعر بنار الفقد سيدي يا أبا صادق تركتنا ونحن بأمس الحاجة لك , رحلت عن عراقك التائق لعودتك وأنت الذي كنت تحمله في قلبك وتحبه أكثر ما تحب في هذا الوجود .
أي خطب أصف وأي مُلِمَةُ أَلَمَتْ بِنا أم ماذا أقول وهل تسعفني الحروف لأَنظِم منها ما يتناسب وهول المصيبة أم ما يوافيك حقك إن اردت أن أذكرك , نعم سيدي فلا وقار يبقى لنا بهذه المصيبة نعم لقد تشتت عباراتنا فصارت دامعة قبل أن ندمع , نحن حزانى ووريقاتنا التي نوردها كلماتنا باكية ,كليلة أيادينا أن تكتب ما يتناسب وهذا المصاب فهو أعظم مما نقول ونكتب
أتراءاك أيها الحكيم وانت تخطب في الناس في مسير عودتكم وكانت مشاعرك تسبقك ودمعات عينيك المتلألئة على خديك لتبل لحيتك الكريمة وأنت تقول "اود أن أقبل أياديكم واحدا واحد" وتقول "أود أن أكون بينكم" . نعم أنهم العراقيون الذين حملت همهم هاه م بين يديك ,وكيف كنت تبادلهم تلك الكلمات الفائضة بمشاعر المحب المخلص والوفي لهؤلاء المساكين الذين رزخوا تحت وطأة ظلم البعثية , اتذكرك يا حكيم وأنت تقول " أنا جندي من جنود السيد السيستاني وأقبل أيادي جميع العلماء"
سيدي أبا صادق كنت بهذه الروح المتواضعة التي رسمت لنفسها نهج الأجداد فنسبك الحسني وسيرتك الحسينية وشموخك العلوي وخلقك النبوي  سموت لتخطف القلوب لتهوى شخصك حبا لله ليس لمصلحة أو ملك , التمسنا فيك بساطتك ورأفتك وحبك لنا فأحببناك بكل جوارحنا .
سدي تمر السنون سراعا وها نحن نقف على اعتاب ذكرى رحيلك العاشرة لكنما نستشعرك روحا توحي لنا أن نلتمس سيرتك العطرة وعطائك الرائع يوم حملت فكر المقاومة الاسلامية وشعار ثورتنا الإسلامية التي تحترم كل طوائف الشعب العراقي , نستشعرك وأنت تلهم فينا حب عراقنا ورؤيتك لمستقل هذا البلد المضرج بدمائه على طول تاريخه العريق .لقد ناديت بكتابة الدستور بأيدي عراقية وبإنتخابات نيابية ودعوت الى تأسيس قوات أمنية عراقية وأن تبنى المؤسسة العسكرية بيد العراقيين . كل مشاريعك هذه وأطروحاتك التي لم تأتي الا من شعور صميمي ورؤية فاحصة لإحتياجات الشعب العراقي , أَلْهَمْتَنَا كل هذا ونحن نعاهدك سيدي إننا بدربك سائرون نستنير بفكرك ونستلهم عطائك ونسلك مسارك الذي أرسيت دعائمه لمستقبل عراق جديد .
فرحمك الله سيدي أبا صادق وسلام عليك يوم ولدت ويوم أُسْتِشْهِدتَ ويوم تبعث حيا في الشهداء والصالحين .
ذي قار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/12



كتابة تعليق لموضوع : تأبين بعد عشرِ سنين ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net