واشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز: إيجابيات وسلبيات احتمال التدخل الأمريكي في سوريا
تصدرت الأنباء حول استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية الصحف الأميركية التي تناولتها من زوايا مختلفة تضمنت تأكيد البيت الأبيض تقارير سابقة حول استخدام دمشق هذه الأسلحة، وتوقعات الكيفية التي ستتصرف بها إدارة الرئيس باراك أوباما، والنتائج المحتملة لمختلف القرارات الأميركية بهذا الشأن. وأوردت لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست إبلاغ البيت الأبيض أعضاء الكونغرس بأن أجهزة الاستخبارات تعتقد بأن نظام الرئيس بشار الأسد قد استخدم غاز السارين -وهو عنصر يؤثر على الجهاز العصبي- بشكل محدود داخل سوريا.
وقد رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إيجابيات وسلبيات احتمالات التدخل الأمريكي في سوريا، بعد إثارة الحديث عن استخدام أسلحة كيماوية فى سوريا من قبل النظام، وقالت إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند إخبارها الكونغرس أمس أن الحكومة السورية ربما تكون استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد الشعب، ذكرت أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة لو أكد دليلا مستقبليا الشكوك المتزايدة. وأوضحت الصحيفة أن تلك الجملة التي تستحضر المواجهة الحالية مع إيران وأخرى سابقة مع العراق، تثير مزيدا من التساؤلات أكثر من الوضوح الذي تقدمه بشأن كيفية تعامل أوباما مع الحرب الأهلية المتفاقمة التي قتلت أكثر من 70 ألف شخص. فهل سيرسل أوباما قوات أمريكية إلى سوريا، لو أثبت تحقيق الأمم المتحدة أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب في بعض المدن المضطربة، ولو لم يفعل ذلك، في الوقت الذي يقول فيه إن "اتجاه الحرب ينحسر" بعد أكثر من 10 سنوات من الصراعات في الخارج، فهل ستتضرر مكانة أمريكا في نظر حلفائها وخصومها على حد السواء. وتؤكد الصحيفة أن الإدارة تقف خلف كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل في التأكيد على أن الأسد استخدم على الأرجح الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وسارع أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى اغتنام الاعتراف لاعتباره تغيرا في قواعد اللعبة بالنسبة للسياسة الأمريكية، وحتى الرأي العام، وفقا لاستطلاع حديث، يوحى بأن الأمر قد يكون هكذا. ونقلت الصحيفة عن زعيم الأقلية بمجلس النواب الجمهوري إريك كانتور، قوله إن الإدارة أكد أن نظام الأسد في سوريا قد تجاوز خطا أحمر خطيرا يغير قواعد اللعبة، وجاء ذلك في بيان دعا الأعضاء إلى حضور اجتماع سرى صباح الجمعة. وأوضحت الإدارة الأمريكية أنها راقبت عن كثب مزاعم استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية منذ كانون الأول الماضي، عندما ظهرت التقارير التي تتحدث في هذا الشأن لأول مرة، إلا أن أوباما سعى إلى التقليل منها بقدر الإمكان، نظرا للعواقب التي تواجه الإدارة الأمريكية لو ثبت صحتها. ونسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل والمسؤول بالبيت الأبيض عن العلاقة مع الكونغرس ميغويل رودريغز قولهما أمس إن الاستخبارات مستمرة في جمع الأدلة، وإن الإدارة تدفع من أجل تحقيق أممي في الأمر، معلقة بأن ذلك يعني أن إدارة أوباما ترغب في الحصول على المزيد من الوقت لإقرار خطواتها القادمة. وقالت إن مواجهة واشنطن المستمرة مع طهران وتعهد أوباما باستخدام كل الوسائل الضرورية لمنعها من إنتاج سلاح نووي، ترميان بثقلهما على القرار الأميركي حول سوريا. فأي عمل عسكري ضد دمشق سيفتح جبهة جديدة لأميركا في العالم الإسلامي، لكنه في نفس الوقت سيؤكد لإيران أن أوباما يعني ما يقوله عندما يضع خطوطا حمراء. وأشارت الصحيفة إلى خيارات أقل من التدخل المباشر وأكثر جاذبية بالنسبة للرئيس الأميركي مثل حشد الدعم الدولي المماثل للتدخل في ليبيا لتفادي إرسال قوات برية، وفي نفس الوقت التأكيد للمعارضة السورية -رغم التأخر في ذلك- دعم أميركا لها. والخيار الثاني هو التصرف على انفراد باستخدام البوارج لإطلاق صواريخ لتدمير المدرجات التي تستخدمها المقاتلات السورية ضد المعارضة المسلحة والمدنيين، وذلك بدلا من فرض منطقة يُحظر فيها الطيران. والخيار الثالث أن تزوّد واشنطن الجيش السوري الحر بالمساعدات العسكرية عبر تركيا والدول العربية.
وقالت لوس أنجلوس تايمز إن هذا الاتهام هو الأول الذي يصدر من الولايات المتحدة ضد نظام بشار الأسد، وإن البيت الأبيض متردد للغاية تجاه التورط في الصراع السوري، "لكن وبعد أن وجهت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الاتهام للأسد خلال الأسابيع الأخيرة، شعرت واشنطن بالضغط من أجل إكمال تقييمها الخاص". وأوردت لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست حيثيات التقييم الأميركي وقالتا إن البلاغ الموجه لأعضاء الكونغرس ذكر أن "مجتمع الاستخبارات يثق بدرجات متفاوتة" بالاتهام ضد الأسد، وعلقت الأولى بأن ذلك يشير إلى خلافات داخل الإدارة الأميركية ليس فقط حول وزن الدليل، بل أيضا حول كيفية الرد. وأوردت لوس أنجلوس أن هناك خمسة أسئلة حول الكيمياوي السوري تتناول المعلومات المعروفة عنه، قائلة إنه من أكبر المخزونات في العالم ويُقدر حجمه بنحو ألف طن مخزونة في 50 مكانا أغلبها بشمال سوريا، وأنه يشمل عناصر مسببة للقرح مثل غاز الخردل والعناصر الأكثر خطورة مثل غازات الأعصاب بما في ذلك السارين والفي.أكس، كما يمكن إطلاقها بالمدفعية ومنصات الصواريخ وصواريخ سكود والطائرات. وتساءلت عن مكان وزمان استخدام النظام هذا السلاح، وأجابت بأن ذلك في الشهر الماضي قرب حلب ودمشق، وفي كانون الأول الماضي في حمص. كما تساءلت عن درجة اليقين في الاتهام الموجه ضد دمشق، وأشارت إلى أن إدارة أوباما قالت إنها تحتاج إلى المزيد من التحقيق والتأييد ودعت إلى تحقيق أممي. وطرحت الصحيفة سؤالا عن أهمية استخدام السلاح الكيمياوي، وذلك بعدما أوضحت أن الخبراء قالوا إن هذا السلاح يُستخدم عادة لإيقاع إصابات جماعية، وأشارت إلى أن البعض قالوا إن سوريا ربما قصدت اختبار أميركا وحلفائها لمعرفة رد فعلها، لكن آخرين تساءلوا عن الحكمة في المخاطرة بجر أميركا وحلفائها إلى تدخل عسكري.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat