صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

شعوب غاضبة ودكتاتوريات غاصبة
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(ماقاتلتكم لكي تصوموا أو تصلوا ولكن قاتلتكم لكي أتأمر عليكم. ) هذا ماقاله الطاغية معاوية بن أبي سفيان قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وهو نموذج صارخ للطاغية الذي يرى كل قبيح حسنا وكل رذيلة فضيلة من أجل أن يتسلط على رقاب العباد  فجعل من نظرية الحكم ملكا عضوضا لأبنائه وأحفاده من ملوك وأمراء بني أمية الذين ابتعدوا حتى عن نظرية الشورى فطغوا              وعاثوا في بلاد المسلمين فساداوأهلكوا الحرث والنسل من أجل ملكهم العضوض ويستثني منهم التأريخ الخليفة عمر بن عبد العزيزرض .وحين أمر يزيد العهر والفسوق والأجرام عمر بن سعد لمقاتلة حفيد رسول الله وسبطه الطاهر الأمام  الحسين ع ووعده بأن يمنحه ملك الري  نازعته نفسه الأمارة بالسوء فقال :
أأترك ملك الري والري منيتي؟
أم ارجع  مأثوما  بقتل  حسين ؟
فاستولت عليه شهوة  الحصول على تلك المغنمة الدنيوية بعد أن نزغه الشيطان وارتكب جريمته الشنعاء بقتل الحسين من أجل السلطة والجاه والحكم وشهوة الملك وكتب في سجل الآثمين ألى يوم  الحساب العسير. يوم يعض الظالم  على أصابعه  يوم لا مناص من حكم الله العادل القاطع بسم الله الرحمن الرحيم( ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون ألا بما كنتم تكسبون. )52-يونس.
ومعظم حكام الوطن العربي اليوم هم من  ذلك الطرازالمتهرئ والهاتك لحرم الله ومقدساته الذي ذكرته    فهم لم يأتوا لحكم شعوبهم بالطرق المشروعة  من خلال صندوق الانتخابات النزيه في هذا العصر لكنهم على الأغلب يضعون مدة أربع أو خمس سنوات يجرون فيها أستفتاء شكليا يزوّرون فيه أصوات الناس لكي يبقوا ألى النفس الأخير في دفة الحكم ويصادرون الوطن وكل شيئ في الوطن لصالحهم وصالح عصابات مخابراتهم وأجهزتهم الأمنية القمعية التي تدين بالولاء لهم ولأبنائهم وأسرهم وكأنهم عبيد أذلاء في سوق النخاسة يتوجهون لقتل الناس بأمر الحاكم المستبد الغاصب للسلطة  حين ينتفض هؤلاء الناس على الظلم الفادح الذي تراكم عبر السنين وأطبق على حياتهم وحولها ألى جحيم لايطاق لأنهم تربوا على موائد الطغاة وأتخموا بالمال الحرام الذي يسلبه الحاكم من قوت الشعب ويمنحه لهم. والدكتاتوريات الشرسة التي اغتصبت السلطه  جعلت من الحكم ملكا عضوضا مقدسا لها ولأسرها وحاشيتها وأذنابها لابد أن تهرم وتضعف وتسقط أخيرا في مزبلة التأريخ نتيجة غضب الشعوب وتذمرها وأرادتها الفولاذية المصممة على التخلص من نير العبودية والظلم والظلام  ولكن بعد أن   تقدم  الكثير من الدماء  على مذبح الحرية   ويزرع الحكام الطغاة  الخراب والدمار في كل زاوية وساحة من الوطن المنكوب بهم وبأزلامهم قبل أن يتركوا السلطة مرغمين . وهذا مافعله الكثير من الطغاة والمستبدين عبر التأريخ والنموذج الصدامي مازال حاضرا أمام كل ذي بصيرة فالدكتاتوريات المتحجرة لاتدرك الأمر ألا بعد فوات الأوان وتدغدغ رغبتها الجامحة في الحكم الاستبدادي حين ترى جوقة المداحين حولها والتي تجعل منها نصف أله مقدس في حالة تنافس محموم للحصول على الهدايا والمكاسب المحرمة   في الوطن المذبوح على حساب ملايين المقهورين الذين  لاقوا مالاقوا من الويل والثبور وعظائم الأمور على أياديهم الآثمه وهناك من هؤلاء المرتزقة المداحين يخاطب الدكتاتور قائلا :
قد شّرف الله أرضا أنت حاميها
فليهنأ الشعب في شتّى روابيها !!!
ومرتزق   آخر يخاطبه منشدا:
الأمر أمرك والنفوس خواشع
وبدونك الوطن البهي بلاقع!!!
وثالث على شاكلتهم يهتف:
فأنت المجد والأمل الرحيب
وأنت  لعلة  الدنيا  طبيب!!!
وحال المدارس والصحف والمحطات الفضائية وكل وسائل الدعاية الحديثة التي يديرها هؤلاء تردد تلك الأسطوانة  الجوفاء ويتبعهم وعاظ السلاطين ويزيدون في مدحهم وأطرائهم للدكتاتور حيث يقول علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين : (كان السلاطين في عهودهم الغابرة يستخدمون نوعين من الجلاوزة : جلاوزة السيف والقلم . وهم كانوا يبذلون من الأموال في رعاية جلاوزة السيف والقلم  على حد سواء فيبنون  الثكنات        والقلاع ومرابط الخيل في نفس الوقت الذي يبنون فيه المدارس والمساجد ورباطات الدراويش . والواقع أن الحكم الظالم لايستتب بقوة السيف وحدها . أنه يحتاج ألى القصائد والفتاوى والكتب والمواعظ كذلك. ) ويقول في مكان آخر من الكتاب : (أن الحاشية التي تحيط بالحاكم تستطيع أن تجعل الأسود في عينه أبيضا فأذا هاج الناس يريدون خبزا قالت الحاشية أنهم يريدون  (البقلاوة )وأذا جاء متظلم يشكو ظلامته قالت عنه أنه (زنديق )يريد هدم الإسلام!!! ويعم البلاء حين يحف الحاكم مرتزقة من رجال الدين فهؤلاء يجعلونه ظل الله في الأرض ويأتون بالملائكة والأنبياء ليؤيدوه في حكمه الخبيث . وبهذا يمسي الحاكم ذئبا في صورة حمل وديع. )  وهذه هي عملية الزيف الكبرى التي تمارس في أرض الدكتاتوريات  العربية التي  نكبت الأمة  وسامت شعوبها  بألوان الخسف والظلم والعذاب وأرجعتها ألى الوراء قرونا .فقد قالوا سابقا للطاغية العراقي الذي سعى شعبه لأسقاطه بعدة أنتفاضات شعبية  وأكثرها شهرة وعنفوانا  وقوة هي ثورة آذار  1991 بعد احتلاله للكويت  وشعر بالزهو والجبروت فأسمعوه (ياصدام أحنه وياك وين أتريد ودينه ) و(تقدم واحنه وياك اثنين جيشين لصدام حسين . ) و(مانريد الهوه والماي بس يسلم أبو عداي . ) و(أشكد أنته رائع سيدي أشكد انته رائع)في الوقت الذي كان فيه آلاف الشباب يقتلون في جبهات القتال لأرضاء غرور الطاغية والأطفال والنساء والشيوخ يبادون بالأسلحة الكيمياوية ويدفن الآلاف منهم أحياء في أماكن نائية  في  جنح الظلام ولا من مغيث يقول للظالم كفاك ظلما وقهرا وتقتيلا أيها السفاح. وكان الجلاوزة يلقبونه ب(الطبيب المداوي  وانه الروح والكلاوي . )
فلا طبيب ولا منقذ ولا حام ولا رائع ولا عظيم لم تلد النساء مثله ألا في  عقول زبانية السلطان وفي الحقيقة أنه كان الداء ورأس البلاء.  فالسجون   تغص بالأحرار من أصحاب الرأي والفقر  والمرض يفتك بالعشرات من الآلاف والفساد منتشر في كل مفاصل الدوله والملايين تعيش في  بيوت من الصفيح  وأكثر من 40% يعيشون تحت خط الفقر وهناك من يملك عشرات الفلل  والقصور الرحبة والشركات والطائرات الخاصة   ومليارات الدولارات في بنوك أوربا أستعدادا ليوم الهروب من غضبة الشعب المقهور وهذا مانشهده اليوم في مصر وغير مصر حيث يتعامى الدكتاتور    عن كل هذا الذي يجري في وطنه   ويصدق     كلام الدجالين والأنتهازيين والأذناب الذين هم جزء منه ومن نظامه وحينها تحل  الكارثة ويستيقظ الدكتاتور من حلمه الوردي الذي صنعه الأذناب من حوله ولكن  بعد خراب البصرة كما يقولون   فيلجأ حينذاك ألى الترقيعات ووسائل التجميل فيفصل هذا ويأتي بذاك ويجعلهم أكباش فداء لسلطته المطلقة التي يريدها أن تستمر حتى النفس الأخير كما يحدث في مصر العزيزة اليوم بعد أن هب شعبها عن بكرة أبيه يصرخ بوجه الدكتاتور الهرم والعنيد والمتمسك بالملك يعض عليه بأسنانه كفاك ياحسني لقد ظلمت كثيراوأطلقت علينا كلابك البوليسية تنهش لحومنا ونحن أحياء وحرمتنا من لقمة العيش  فدعنا نتنفس هواء الحرية ونأكل رغيف الخبز في بلدنا بكرامة  بعد هذا العناء الطويل الذي دام أكثر من ثلاثة عقود تحت سلطتك الفاسدة. لكن الدكتاتور أبى واستكبر وخطب خطبة باهتة لاطعم فيها ولا لون ولا رائحه . أنه يريد أن يبقى ويبقى (للحفاظ على مكاسب الشعب العظيمة ) ولكن الحقيقة تقول سأبقى على الكرسي الذي  أهم  من الشعب وصرخاته الغاضبة مادامت النار بعيدة عن قصري المنيف وقلاعي الحصينة حتى الآن رغم كل هذه المأساة ورغم كل هذه النداءات من أهل الرأي والعلماء وقادة الفكر في مصر الحبيبة أم الفطاحل وأم الدنيا التي لايتمنى أي عربي أو مسلم أن يراها تحترق والدكتاتور غارق في استكباره وعنجهيته وطغيانه ولا يختلف عنه علي عبد الله صالح الذي لم تظهر طائراته المقاتلة في سماء اليمن ألا لقصف المحرومين والضعفاء من الحوتيين الذين طالبوا بحقوقهم كبشر فجرب عليهم مختلف القنابل التي اشتراها بدم الشعب اليمني المحروم من أبسط حقوقه وساعده في  جرائمه المنكرة تلك  ( خادم الحرمين الشريفين ) فأرسل طائرات أف 16 الأمريكية  لقصف أماكن أولئك المساكين الفقراء المضطهدين المظلومين.وقس على ذلك على القذافي والبشير  وهلم جرا من الطغاة والظالمين الذين لايستحون من الله ولا من الشعب ولا من أنفسهم  فيحللون الحرام ويحرمون الحلال ويبغون ويفسدون من أجل بقائهم في السلطة حتى النفس الأخير. 
وحين يدخل الأنسان ألى أي وطن من أوطان الشرق الأوسط المنكوبة بهذه الدكتاتوريات الهرمة التي أكل الدهر عليها وشرب فأن أول شيئ يلفت أنتباهه عند النقطة الحدودية  هي جدارية كبيرة للرئيس أو الملك    
وكأن لسان حال تلك الجدارية  يقول لكل من يقع نظره عليها (أنا هبة السماء لشعبي وعلى الجميع أن يهتفوا باسمي ويصنعوا لي المزيد من التماثيل والجداريات في كل مكان من أرض الوطن ليثبتوا ولاءهم وصدق نواياهم وحبهم الصادق  لي   وفي هذا الصدد يقول الشاعر الراحل نزار قباني في مقطع من أحدى قصائده:
هم يقطعون النخل في بلادنا
ليزرعوا مكانه 
للسيدالرئيس.. غابات من الأصنام 
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا يوما له 
مليون تمثال من الرخام!! .
يقول أحد الفلاسفة الكبار : (من يكشف عيوبي أعتبره سيدي ولو كان خادمي . )
ويقول الأمام جعفر الصادق ع (الفقهاء أمناء الرسل وأذا ركنوا ألى السلاطين فاتهموهم . )
ومن الحقائق الواضحة كنور الشمس أن هؤلاء الحكام العرب لايرون ألا أنفسهم وكل قبيح يرتكبونه يرونه حسنا وصالحا  وأذا تجرأ أحدهم ليقول له من بعيد      (كفاكم ظلما وقهرا وبغيا على العباد أيها الرئيس أو الملك  وقد آن الأوان لتراجعوا أنفسكم وتتركوا الحكم لغيركم من الصالحين الذين يزخر بهم الوطن قبل الأنفجار الكبير الذي سوف يحصل. )حينذاك  يجن جنونه  ويقول لهم (كيف  أترك الوطن للقتلةوللصوص   والبلطجية والغوغاء  وهذا من المستحيلات . )      وخذ من الأوصاف مالايعد ولا يحصى والحقيقة المرة تقول أن قوى الأمن والمباحث التي سمنت في  موائد الحاكم هي التي أخرجت المجرمين من السجون لكي ينهبوا ويدمروا ويخربوا ثم تُتهم الأنتفاضة الشعبية العارمة بتخريب الوطن لكي يستمر الدكتاتور في الحكم.ولكن حين يقول أحد  مرتزقته (أن  توجيه الرصاص ألى صدورالمتظاهرين الغاضبين العارية    هي حالة أبداعية خلاقة وأفق جديد للمفهوم الديمقراطي في دولة القانون والنظام.!!! ) يصدق ذلك .
لقد جاعت الملايين وفقدت الحريات وكثرت السجون لعباد الله المقهورين وضاقت البلاد بأهلها وهرب مئات الألوف من الوطن الجحيم  بعد أن غرق الحكام في مفاسدهم وسرقت أموال الشعوب من قبل أصحاب الامتيازات الكبرى في الوطن وبدأت هذه الشعوب تتململ وتثور لكن هذه الدكتاتوريات لم تعي الدرس بعد ولم تتعظ من ثورة الشعب التونسي البطل وقد سمعت وزير خارجية مصر المدعو أبو الغيط  يصرح  بعد أن هرب طاغية تونس (أن من يدعي أن مصر كتونس فكلامه محض هراء. !!! )وقال طاغية  اليمن الذي يحكم بالنار والحديد منذ أربعين عاما أيضا( اليمن ليست كتونس ونحن ضد الفوضى الخلاكه.!!! ) لكن الحقيقة الناصعة تقول أنها ليست الفوضى (الخلاكة)كما يدعي هذا الصنم وأنما هي غضبة الشعوب المقهورة التي تطالب بالخبز والكرامة والعدالة التي فقدت في هذه البلدان  والتي ينكرها القذافي وعلي صالح وحسني مبارك ومن لف لفهم من الطغاة العتاة المدعومين بالقوى الأمنية والبوليسية التي صرف عليها هؤلاء الطغاة المليارات من الدولارات لكي تحمي عروشهم التي بدأت تهتز نتيجة  أنتفاضات هذه الشعوب الغاضبة  التي فقدت الأمل بأن يصلح هؤلاء الحكام من أنفسهم ولا يصلح العطار ماأفسد الدهر. 
لقد قال ذلك الرجل العظيم بطل العدالة الأنسانية علي بن أبي طالب ع   : (أيها الناس أعينوني على أنفسكم ، وأيم الله لأنصفن المظلوم ولأقودن الظالم بخزامته حتى  أورده منهل الحق وأن كان كارها . والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا أو أُجر في الأغلال مصفدا أحب ألي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد أو غاصبا لبعض الحطام. ) ويقول ع في  صفحة أخرى   من نهج البلاغة  (أما الإمرة البرة فيعمل فيها التقي ، وأما الإمرة الفاجرة فيتمتع فيها الشقي ألى أن تنقطع مدته ، وتدركه منيّتهُ. )ويبدو  أن هؤلاء الحكام العرب قد اختاروا الثانية رغم كل هذه الثورات الغاضبة التي هبت كالراكين الغاضبة في وجوه طغاة العصرالذين عموا وصموا عن رؤية الحق المبين .
لقد قالت يوما أمرأة كنانية شجاعة للطاغية معاوية الأجن الذي لم يشبع الله بطنه من السحت ألى أن لفظ أنفاسه النتنة  وقد كشفت من المحجة البيضاء التي كان يسير عليها أبو الفقراء والمساكين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في حكم الرعية والتي قالت عنه (والله أن علي لن يعطني وبرة واحدة من مال بيت المسلمين حتى أمدحه . لقد أحببته على عدله في الرعية ، وقسمه بالسوية ، وعنايته بالمساكين ، وأعظامه لأمر الدين . وعاديتك لقتالك من هو أولى  بالولاية منك  ، وطلبك ما ليس لك بحق ، وسفكك الدماء ، وجورك في القضاء . ) صارحته بما فيه ولم تأبه لظلمه وجبروته .تلك هي المرأة البطلة الشجاعة (سودة ابنة مالك الأشتر)  أن شعوب الغضب المقهورة الغاضبة بحاجة ألى المزيد من  الرجال والنساء مثل شجاعة سوده ليقولوا للحاكم أرحل ألى الجحيم لقد  ضاق الشعب ذرعا بظلمك وفسادك وفساد أجهزتك وسفكك لدماء الأحرار المطالبين بالخبز والكرامة . لقد زورتم أرادة الشعب وجئتم بما يسمى بمجلس شعب لايعرف غير التصفيق والهتاف لكم وسرقتم لقمة العيش من أفواهنا وأفواه أطفالنا ودمرتم أجيالا بكاملها وهي لم تر غير حكمكم البغيض الفاسد ولن يرهبنا بعد اليوم رصاص جلاوزتكم الذين هرب قسم منهم ب  (تسعة عشر طائرة خاصة) وسرقوا ماخف حمله وغلا ثمنه من المال الحرام هيا ارحلوا واغربوا عن وجوهنا لقد رفضتكم حتى الأرض التي تمشون عليها فأنتم أعداء للحق والعدل والأنسانية المعذبة في الوطن الجريح. ولا أعتقد برايي المتواضع أن دكتاتورا وفرعونا هرما كحسني مبارك سيرضخ لأرادة الشعب خلال أيام رغم هول الغضبة  . وهو يحاول اليوم أن يلتف على  ثورة الشعب المصري البطل بمختلف الوسائل الشيطانية ويبقى هو في السلطة بدعم أمريكي صهيوني رغم تصريحات أوباما الأستهلاكية .  لأن هذا النظام وكل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة تحظى بالحماية الأمريكية والغربية وليس من صالح  الاستكبار العالمي بقاء هذه الدكتاتوريات المستبدة التي تتحول ألى ضباع جائعة أمام شعوبها وتتحول ألى خدم أذلاء أمام من يحميهم ويحمي عروشهم . لقد بدأت رسائل التعاطف  والمساندة تترى من (خادم الحرمين الشريفين ) ومن القذافي وغيرهم من الدكتاتوريات الهرمة التي لم  تفهم  الدرس بعد . ولكن أذا استمر الشعب المصري البطل في ثورته بقيادة ائتلافية واعية منظمة من كل الأحزاب الوطنية في مصر تستطيع مخاطبة العالم بالوقوف معها ألى أن يسقط الدكتاتور الهرم  رغم كل الوسائل القمعية التي  يسلكها في سبيل بقائه في السلطه بتغيير الحكومة من جهة ونأليف حكومة تنفذ مخططاته  على رأسها الجنرال أحمد شفيق واللواء عمر سليمان مدير   المخابرات العامة نائبا له  وحجبه للأنترنيت ووسائل الأعلام التي تفضحه وتفضح أجهزته الفاسده   وأذا وقف الجيش المصري مع الشعب وقفة جدية وأجبر  الحاكم على التخلي  عن  السلطة فسيهزم الشعب الدكتاتور المتشبث  بالسلطة ألى النفس الأخير منذ أكثر من ثلاثة عقود وستسقط معه  العديد من  الدكتاتوريات أمام الغضبة  العارمة لشعوبها وبغير ذلك لاتتحقق أمنية الشعب المصري بالخلاص وأذا أخمدت الثورة لاسامح الله فسيزداد بطش الدكتاتور ووحشيته وأجرامه وستعود أجهزته القمعية للأنقضاض على الشعب المصري والتنكيل به وقد عشت تلك التجربة القاسية في العراق حين ساعد الأمريكان  وحكام نجد والحجازالدكتاتور المتوحش صدام على أخماد تلك الأنتفاضة الشعبية العارمة  التي قام بها الشعب العراقي واتبع الطاغية المقبور أشرس الوسائل القمعية في الأنتقام من الشعب العراقي  وكل الدكتاتوريات لاتختلف عن بعضها في قمع الشعب.وأن غدا لناظره قريب وكما قال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
جعفر المهاجر/السويد.
30/1/2011 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/30



كتابة تعليق لموضوع : شعوب غاضبة ودكتاتوريات غاصبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جعفر المهاجر من : السويد ، بعنوان : رد على المدعو أبو خلدون في 2011/02/01 .

أيها المدعو أبو خلدون الذي أكل الحقد الأموي البغيض قلبك وأعمى بصيرتكفرحت تتخبط خبط عشواء بمجرد أنني ذكرت حقائق بسيطة عن الصعلوك المجرم معاوية وأبنه الفاجر الفاسق يزيد وطغاة بني أمية الساقطين في مزابل التأريخ.ماجنت أيديهم من جرائم منكرة أن لساني ليس بذيئا ولم أتفوه بكلمة واحدة في غير محلها كما تدعي وأذا كنت قد جاهلا لاتقرأ التأريخ وأنت كذلك فهذا شأنك وأذا كنت بهذا العمق من الجهل فاقرأ أوليات التأريخ التأريخ بتمعن وروية وتجرد ودون تعصب طائفي لعرفت من هو معاويه ومن هو يزيد ومن هي تلك العصابة الأموية الضالة المضلة التي سودت وجه التأريخ وهاهم أحفاد ولئك الطغاة البغاة يرتكبون أبشع الجرائم بحق من يقول أشهد أن لاأله ألا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . أنظر في الفضائيات التي يتفوه بها من هم على شاكلتك من الطائفيين ثم أصدر أحكامك المتهافتة أنا لم أذكر الخليفة أبا بكر وعمر وعثمان رض ولكني كتبت عن تلك الشجرة الأموية الملعونة في القرآن . وأطالبك بشيئ قليل من الموضوعية دون أن تخلط الحابل بالنابل وتتعامى عن ر}ية الحق المبين أما عن بشار الأسد لم أذكره فهذا ظن آخر من ظنونك وهواجسك المريضة السقيمه فهو رئيسكم وأذا كنت بطلا فاسقطه مع الآخرين وأنت لم تكن لديك الشجاعة حتى بذكر أسمك الصريح أما عن أيران فليست لي علاقة بها ولا بحكامها وكتبت عدة مقالات عن سوء تصرف بعض الجهات الحاكمة فيها ولا ألومك لأنك لم تقرأ ووجدت فقط ضالتك لتفرغ حقدك الطائفي فقط وليس غير ذلك أما خطاب الأمام علي ع واتهمت به أهل العراق فأهل العراقاليوم هم ليسوا أحفاد يزيد ومعاوية والوليد وعبد الملك بن مروان ملوك الفسق والفجور الذين تربوا هناك في أرضكم وناصبوا العداء لأهل بيت النبوة وحاربوهم وسبوا أمام المتقين وسيد الغر المحجلين علي بن أبي طالب لسبعين عاما على المنابر واليوم ترسلون أليهم أوباش التكفير والجريمة والقتل من بعض مساجدكم التي يعلم بها النظام الحاكم تمما ويغض الطرف عنها لقتلهم في الشوارع والأسواق والمساجد وبأشراف مخابرات بشار الأسد الذي اتهمتني بأنني أحبه . ألا تعسا لظنونك وهواجسك وأكاذيبك التي ماأنزل الله بها من سلطان .وأذا كنت لاتستحي فقل ماشئت.

• (2) - كتب : ابن خلدون من : سوريا ، بعنوان : الرويبضة في 2011/02/01 .

لاادري كيف بالحسن ابن علي رضي الله تعالى عنهما وهو الامام المنصوص من قبل الله تعالى يفرط في امر دينه ويتنازل عن الخلافة ويرضى ان يبايع لرجل لم يشبع الله بطنه من السحت ألى أن لفظ أنفاسه النتنة كما يقول الكاتب الذي اسال الله تعالى يعامله بعدله لا برحمته ....
الحسين ابن علي ايضا بايع الرجل الذي لم يشبع الله بطنه من السحت ألى أن لفظ أنفاسه النتنة .... سبحانك هذا بهتان عظيم
لكن هي عادتكم ودينكم في سب وايذاء الجيل الاول من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
لم يسلم من لسانكم البذي ابو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن وخالد وطلحة والزبير والكثير الكثير
حتى عرض النبي لم يسلم من قذفكم وطعنكم لن نستغرب قولكم في حق معاوية رضي الله تعالى عنه وارضاه وقد رضي الحسن والحسين بامامته

لم اتعجب عندما ذكر كاتب المقال الطغاة واستثنى منهم طاغية الشام الاسد ولم تكن سقطة من الكاتب حاله حال الجميع لانه له نفس الانتماء المذهبي مع كاتب المقال
ولم يذكر جمهوريته **** ايران وطغيانهاوايذائها لكل القوميات الواقعة تحت حكمها ايضا لنفس الانتماء الفكري الذي ينتمي اليه كاتب المقال
ولكون الكاتب من اهل العراق فقد صدق فيه قول امير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه وارضاه
يا أهل العراق؛ يا أهل الشقاق والنفاق! الكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات ، والنزوة بعد النزوات! إن بعثتكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم، وإن أمنتم أرجفتم، وإن خفتم نافقتم. لا تذكرون حسنة، ولا تشكرون نعمة.
هل استخفكم ناكث، أو استغواكم غاو، أو استفزكم عاص، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم خالع إلا اتبعتموه وآويتموه، ونصرتموه وزكيتموه! يا أهل العراق؛ هل شغب شاغب، أو نعب ناعب، أو زفر كاذب، إلا كنتم أشياعه وأتباعه، وحماته وأنصاره! يا أهل العراق؛ ألم تزجركم المواعظ! ألم تنبهكم الوقائع! ألم تردعكم الحوادث! ثم التفت إلى أهل الشام وهم حول المنبر، فقال: يا أهل الشام: إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه، ينفي عنها القذر ويباعد عنها الحجر، ويكنها من المطر، ويحميها من الضباب، ويحرسها من الذئاب! يا أهل الشام؛ أنت الجنة والرداء، وأنتم العدة والحذاء.

 






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net