قراءه : دور المرجعيه في العمليه السياسية
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد ابتلى الله تعالى السيد السيستاني دام ظله ، هذا الرجل الطيب و الصالح بأصناف شتى من البلاء، و مصاعب نالت منه أشد المنال و أرادت أن تفت في عزمه و صبره ، في الوقت الذي نرى الملايين من أبناء الشعب تشد بالأنظار إليه بعد الاعتصام بالله تعالى.
ولم تكن تلك المصاعب متأتية من الطرف المتضرر من التغيير الذي رفع شعارات "الموت للحرية" و "الموت للكرامة"، فحسب بل إن الأمر تجاوز إلى الأطراف التي اشتركت بالتغيير(وهنا تسكب العبرات). لقد كشف واقع التغيير للشعب العراقي، الكثير من المتناقضات والقصور الذي تعاني منه النخب التي اشتركت و ما تزال في عملية بناء العراق الجديد. فبعدما قامت مرجعية السيد السيستاني بدعم هذه الأطراف وتوجيهها و إسنادها بكل ما يحمل من ثقل بدون التمييز بينها (لا طائفيا ولا عرقيا) على أمل أن يساهموا في بناء مرتكزات الوطن الجديد و يعوضوا الشعب ما هدر من دمائه وكرامته و ثرواته و يقدموا للمواطن ما غاب عنه طوال عقود، من حقوق و رعاية و خدمات. ظهرت لنا تلك الأطراف على حقيقتها وأمام الشارع و هي مهلهلة و مليئة بالتناحرات والتناقضات، فها هي النخب التي أراد منها السيد السيستاني (ومن ورائه أبناء الشعب) أن تقدم النموذج الناصع والمسار الصحيح لإدارة شؤون البلد، هاهي تفشل فشلا ذريعا وتعجز عن تحقيق أدنى المتطلبات. و هي نفسها التي ملأت الدنيا ضجيجا و زعيقا و شعارات عن بسط الأمن و سلطة القانون ومحاسبة الإرهاب و مكافحة الفساد والمحسوبية ولابد أنها قبل ذلك قد وعدت المرجعية بهذا ، لكنها لم تنجح، وكيف تنجح وهي مازالت على نفس أسلوبها وأدائها الميداني البائس. لقد استمرت تلك (النخبوية العائلية المناطقية الدكتاتورية) وقياداتها منغلقة على نفسها و متخندقة بخطاب نخبوي سقيم و محصور بشريحة ضيقة، تاركة بقية شرائح الشعب تواجه كل ضرائب الحياة المرة. و كل ذلك بسبب منطلقاتها الضيقة و ومنافعها الشخصية ومشاعر التفرد مما أفقدها الشعبية بشكل فضيع وعزلها بشكل تام عن أبناء الشعب وأفقدها المقدرة على توظيف قواه الجبارة في دعم وإنجاح عملية التغيير، حتى باتت عاجزة حتى عن تحشيد بضع عشرات من أبناء المقابر الجماعية (بكل ما يحملوه من مظالم ضج لها سكان السماوات و الأرض) في مظاهرة رمزية تطالب بإنزال القصاص العادل بالطاغية الجرذ، وكلنا شاهد ذلك خلال الأيام الماضية.
وفي كل مرة تمر أحزاب السلطه بامتحان ما واستحقاق معين، نراها تفزع إلى السيد السيستاني طالبة منه (باسم الشعب) أن بساندها ويدعمها و يباركها، وكل عراقي يعلم (المؤيد لعملية التغيير والمعارض لها) و معه كل العالم أنه لولا السيد السيستاني لما رأينا قوائم موحدة ولا انتخابات ولا جمعية وطنية ولا دستور ولا استفتاء و لا حتى عملية سياسية، كيف بحزب السلطه وتوابعها التعيسة موغلة بالتخبط وضيق الأفق وقصر النظر وحب الذات ونعرة التحزب.
فكأني أرى السيد السيستاني وقد أحاط به البلاء من كل جانب.
فعينه تراقب الإرهاب والذبح المجاني و الدسائس التي تحاك (من الداخل والخارج)
على هذا الشعب المظلوم، و يداً تقبض على جمرة الغضب والمرارة من أن تؤدي إلى انزلاق الوطن لحرب الأخوة، وأخرى تقلع الأشواك من طريق البناء و تدفع بالمسيرة إلى الأمام، وقلب حزين يتفطر لأنين الشعب و أذن تسمع بشعارات و خطابات أولئك الذين ائتمنهم على الشعب من دون أن يرى منهم الأفعال. نعم هكذا إذا أحب الله عبدا ابتلاه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ابواحمد الكعبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat