صفحة الكاتب : حافظ آل بشارة

أنقذوا الانتخابات من خطر التزوير
حافظ آل بشارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اغلب الناس يتوقعون حدوث تزوير في انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة ، توقع مبني على مقدمات ومعرفة مسبقة وليس مجرد سوء ظن ، فالصراع السياسي القائم هو صراع على المواقع والمنافع ، وعضوية مجالس المحافظات تعد في نظر الاوباش والسوقة موقعا سياسيا يحقق لصاحبه الثروة والاحترام ، والعاقل يدرك ان هذه المواقع هي خنادق للقتال يواجه فيها الشرفاء جحافل الفساد والارهاب وعشاق السلطة الملعونين على لسان الله ورسوله ، ومن يصلها اما ان يكون ضمن جبهة اعداء الله والشعب او ضمن جبهة المجاهدين في سبيل الله ، والمشتاق الى هذه المواقع الخطيرة اما ان يكون مشتاقا لمكاسب محرمة او مشتاقا للاصلاح واداء التكليف ، وليس هناك اي مبالغة في هذا الوصف ولا توجد منطقة محايدة بين المعسكرين ، فتصبح اهداف تزوير الانتخابات واضحة ، ولا توجد وسيلة لمنع التزوير سوى مراعاة القوانين واستخدامها في ضبط اجراء الانتخابات ، ثم تحديد الجهات ذات العلاقة وهي : المفوضية وبرنامجها وضوابطها ، المرشحون ومشاركتهم في اجراء الانتخابات ، المراقبون التابعون للكتل المشاركة ، اشاعة ونشر وشرح قانون الانتخابات ، وبعد ان تصبح هذه الجهات واضحة وكل منها يعرف واجباته ، يجب كشف اساليب التزوير واهمها : 1- التدخل المباشر من قبل الافراد الذين يساعدون الناخبين في ملء الاستمارة الخاصة بالتصويت ، حيث يعمدون الى جعل الناخب الجاهل يصوت لفرد او قائمة معينة وهو لا يدري ان في ذلك سرقة لصوته ومخالفة قانونية . 2- تهيئة استمارات اضافية مؤشرة وجاهزة يمكن بحركة سريعة وخلسة استبدال البطاقات المؤشرة بها ووضعها في الصناديق . 3- استخدام البطاقات الزائدة التي تتوفر بسبب تضاؤل الاقبال على صناديق الاقتراع ، وقد يجري نوع من التواطؤ بين المراقبين انفسهم للقيام بعمليات تزوير متقابلة ، وقد يكون التزوير المتقابل من اقل انواع التزوير خطورة لانه قد ينتج زيادات متساوية في الاصوات للكتل المشاركة في مركز واحد . 4- استثمار اللحظات الاخيرة اثناء تمديد الوقت في نهاية اليوم الانتخابي حيث تخلو المراكز من الناخبين تدريجيا ويؤثر التعب على المراقبين فتتوفر فرصة لدى من يريد التزوير في هذه اللحظات . 5- عملية نقل الصناديق الى مكان آخر احيانا لأجل الفرز يوفر فرصة ايضا للتزوير واستخدام بطاقات اضافية او بديلة . 6- قد يعمد الخصوم الى ابطال بطاقات خصومهم باضافة اشارات وكتابات الى البطاقات المستهدفة خلافا للتعليمات لتكون ضمن البطاقات الباطلة . 7- في بعض البلدان تستخدم البطاقة الدوارة في التزوير وهي بطاقة خالية يتداولها اكثر من ناخب بتوجيه من مشرف انتخابي محدد يتسلم البطاقة ويعطي الناخب بطاقة جديدة مؤشرة وجاهزة ، مقابل مبلغ من المشرف يسلم في الحال . 8- اجبار الناخبين على التصويت لقائمة ما او مرشح ما بالضغط عليهم او تهديدهم بمصادر رزقهم او تغيير قناعاتهم في اماكن عملهم وتوجيههم توجيها جماعيا ، وتستخدم هذه الطريقة لدى القوائم ذات النفوذ الحكومي وفي وحدات القوات المسلحة في التصويت الخاص ، بجعل الموظف او العسكري يعتقد ان صوته للقائمة التي يقررها مسؤولوه او آمروه . 9- عملية شراء الاصوات المسبقة وهي عملية يقوم بها المرشحون او من يمثلهم بتوزيع اموال او هدايا واخذ تعهد شفوي من الناخب المستفيد ببيع صوته ، وهي عملية غير مضمونة احيانا لعدم قدرة المشتري على السيطرة على البائعين لحظة التصويت . 10- استخدام بعض القوائم والمرشحين حالة التوجيه الجماعي ذي الطابع العاطفي وفيها يستثمر الانتماء والتعصب للفئة وهو على انواع : الأسري ، العشائري ، الطائفي ، المناطقي ، الشخصي (كحب مجموعة من الناس لمغن او ممثل او شاعر او شخصية اجتماعية حبا لا علاقة له بالكفاءة او النزاهة ) فيدفعهم اعجابهم الى انتخابه بنفسه او انتخاب من يؤيده او القائمة التي يوجد ضمنها . وبالاعتبارات العشرة المذكورة يكون مفهوم التزوير اوسع مما نتصور فهو تزوير فوري باستخدام البطاقات ، وتزوير مسبق بالشراء او التأثر العاطفي ، وكلاهما يؤدي الى النتيجة نفسها اي وصول مرشحين الى مواقع الخدمة لا تنطبق عليهم شروط الكفاءة والنزاهة والمهنية . المواطن هو اصل العملية الانتخابية وهو الوسيلة والهدف في آن واحد ، الجميع يعتقد ان الانتخابات تريد بلوغ غاية شريفة وهي خدمة المواطن ، والغايات الشريفة يجب الوصول اليها بوسائل شريفة فشرف الوسيلة من شرف الغاية العليا ، ولا يمكن الوصول الى اهداف راقية باستخدام اساليب متدنية وغير مشروعة ، ولا يطاع الله تعالى من حيث يعصى ، التزوير كفعل احمق يسرق ليتصدق بما سرق !! ولا فرق بين الحالتين . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حافظ آل بشارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/05



كتابة تعليق لموضوع : أنقذوا الانتخابات من خطر التزوير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net