صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

العمارة : قصة نجاح في زمن عزّ فيه النجاح(2)
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في هذه الحلقة وقبل الاسترسال في حديث الخدمات المقدمة من قبل الحكومة المحلية في العمارة على لسان رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ميسان الأستاذ سعدون معلة العقيلي لابد من القول أن أهالي العمارة يشعرون أنهم ورثة مملكة ميسان (311ق.م)، وهذا تاريخ له شأن في التأثير على السلوك الفردي والجمعي ،وفي التاريخ الحديث يشعرون إنهم مدينة المفكرين والعلماء والشعراء ،وبلد التصدير  الأول في العالم للرز بأنواعه الثلاث ،والطيور المهاجرة ،والأهوار وأهلها الذين يعدهم علماء الآثار والتاريخ بأنهم يحملون سمات السومريين.وغير ذلك من المزايا التي تنفرد بها العمارة ،ولم تنكسر روح التوثب في أهالي العمارة على الرغم مما عانت من السياسات القمعية على مدى تاريخ العراق الحديث فقبل المد الإسلامي كان أهل العمارة متهمون بالشيوعية ،وفي الثمانينيات اتهموا بأنهم يناصرون الجمهورية الإسلامية ،وفي التسعينيات الحصار الثنائي ،الدولي،والحكومي .واليوم وكما يذكر الأستاذ سعدون معلة بأن العمارة تصنع وزراء بغض النظر عن خلفياتهم السياسية فهم من المحافظة وأبنائها، وكذلك وكلاء وزارات وبرلمانيين فاعلين ،ويشير الأستاذ سعدون معلة باعتزاز أن مدير مجاري ميسان نقل إلى السماوة لإنقاذ واقع المجاري المزري هناك فأحدث انجازا كبيرا فيها ومتقدما جدا،واليوم يشغل منصب مدير عام في الوزارة،وكدلالة على صورة من صور التقدم العمراني والاجتماعي في العمارة يذكر المهندس سعدون معلة نسب مقارنة على حالة المدينة المعاشية في 1985والتي يغالط البعض أنفسهم بقولهم أن تلك سنوات الخير ،ويقول أن نسبة السيارات في المدينة في السنة المذكورة أعلاه كانت لكل 50فرد سيارة واحدة ،أما اليوم فلكل خمسة أفراد سيارة ،وبطبيعة الحال أن هذا أيضا يحتاج إلى بنية تحتية ومرافق حيوية تفك الاختناقات التي تحصل جراء هذا التوسع لذلك تم العمل بإنشاء مرآب متعدد الطوابق بطاقة استيعابية 350سيارة وفيه عدة أمور أخرى (مول تجاري) على الطراز الفرنسي وما يقرب من 23عيادة طبية،ومكاتب ضخمة ،ووجدنا الحاجة ماسة كما يذكر السيد سعدون معلة للجسور فتم إنشاء 13جسرا منها جسرين جبارة على تعبيره وأيضا عملنا على إنشاء الطرق الحولية لتخفيف الزخم عن مدينة العمارة .وبما أن العمل الفعلي بدأ بعد سنتين من عمر المجلس الحالي يركز الأخ سعدون معلة  ويؤكد على أن موازنة 2011كانت 600مليار دينار عراقي و(500) مشروع صغير وكبير،أما موازنة 2012كانت بحدود 550مليار دولار في 400مشروع و2013بحدود 645مليار ولا نعرف كم يمنحونا منها .وما يتعلق بلجنة الخدمات فيكمن عملها على  الماء ،والمجاري، والاتصالات، والبلدية، والبلديات وتشمل 14 قضاء وناحية وأما بلدية المركز فقد أُلحق بالوزارة مؤخرا كما كان معمولا به في ستينيات القرن العشرين،وللدلالة على حجم انجاز لجنة الخدمات الكبير يؤكد المهندس سعدون معلة على سبيل المثال،من موازنة 2012والتي كما ذكر سابقا تبلغ550مليار كانت حصتنا كلجنة خدمات 187مليار يعني ثلث الميزانية توزعت على  4-5دوائر وهذا الرقم يعطينا انطباعا على أن مجلس المحافظة برئيسه وأعضائه ولاسيما لجنة الخدمات فيه يولون أهمية قصوى للخدمات علما إن المفهوم الخدمي هو عام لكن كخدمة مركزة  لا أستطيع بناء حي إن لم تبن فيه مدرسة، ومركز صحي ،وهكذا العكس صحيح،وأكد أننا أولينا اهتماما خاصا بالخدمات،هذا وقد  وزعت حصة 187مليار على النحو الآتي ، كانت حصة الماء 38مليار دينار، 47مليار  للمجاري و 39مليار خصص للبلدية ، و61مليار للبلديات ومليارين للاتصالات، وهي أرقام كبيرة جدا بطبيعة الحال مع نسب انجاز شبه كاملة ،إن لم نقل كاملة، ولدينا 850قرية في العمارة استطيع الجزم 80%وصلها التبليط ومجمعات الماء ،ولدينا88مجمع ماء في العمارة وأكثر 60-70اسالة وبشكل عام أقضية العمارة موزعة على الشكل التالي اكبر قضاء المجر بحدود 110000نسمة ثم القلعة ثم علي الغربي والكحلاء ونواحي ككميت يتراوح سكانها بين 42الى 50000ألف نسمة و 42قرى وأرياف ،والآن كمركز ليس لدينا أي مشروع فقد خرجنا للأطراف النائية  لنهاية العمل فيها فقد بدأنا نخرج من المراكز في أغلب أقضية ونواحي المحافظة،وتبنت لجنتا الطاقة والتي تشمل النفط والكهرباء ولجنة الخدمات العامة موضوع منطقة (الجدية) فقد كانت الكثير من النساء يفقدن حياتهن من عسر الولادة فالطريق طيني يبلغ22كم تعزل هذه المنطقة عند المطر عن العالم الخارجي فتبنت لجنة الطاقة جانب الكهرباء والوقود حتى أن الأهالي أخذوا يزرعون بعد توقف طويل ناتج عن عدم وصول الماء إليهم لانعدام الطاقة الكهربائية إليهم، ولجنة الخدمات تبنت جانب التبليط. وكذلك عملنا على الكثير على الطرق ففي قرى كصيبة الأولى وكصيبة الثانية وكصيبة الثالثة ، قمنا بتبليط20كم ،ودائما يؤكد المهندس سعدون معلة أن كل أعضاء مجلس محافظة ميسان عملهم مهني حرفي بعيد عن الولاءات،وإطارنا خدمي من أجل الناس،هذا وقد تحققت مشاريع كبيرة جدا في حقيقة الأمر،مشاريعنا في 4سنوات للبلدية 93مشروع،61مشروع للبلديات،41مشروع للماء،44مشروع للمجاري 57للاتصالات أي بمجموع 269مشروع للخدمات تم انجاز 90% منها ومع ذلك نشعر بتقصير تجاه أبناء مدينتنا ،وأضاف ،هناك 136كم شبكات ماء تم انجازها داعمة لمشروع الوزارة المتلكأ ،ولدينا مشاريع تكلفتها بحدود 313مليار متوفرة الآن قيد الانجاز .وجوابا عن سؤالنا حول المدارس الطينية وهل  انتهت أم باقية كما تشكو باقي المحافظات ،أجابنا بالآتي ،بعد أن كانت هناك 20مدرسة طينية لحد العام الماضي لم يتبق سوى واحدة ستزول بنهاية النصف الأول من 2013وحلت هذه المشكلة أما بالبناء أو بالكرفانات ،والحقيقة أن كل أعضاء المجلس يعملون بشكل فعال من اجل المدينة ،وبرقابة ومتابعة حثيثة للجنة الطاقة الآن العمارة الكهرباء تعمل فيها بشكل جيد جدا ،ولم تنقطع الكهرباء فيها إلا ما ندر حسب تعبيره ، ولا يفوتني أن أذكر مرة أخرى أن هذه المنجزات قام بها مجلس المحافظة لاسيما لجنة الخدمات العامة ،وأن هذه الانجازات وكما فهمت من رئيس اللجنة تمت على الرغم من أن المحافظة والمدينة تعاني كحال المحافظات الأخرى من قلة الأراضي الممنوحة لإقامة المشاريع عليها ولعدة أسباب ،أهمها أن العمارة منطقة نفطية ويجب أن تستأنس برأي وزارة النفط حول هذا الموضوع ،والعمارة منطقة آثارية وعليها أخذ موافقة السياحة والآثار ،والعمارة منطقة زراعية ،لكن الإصرار على النجاح جعلهم لا يقفون عند حد المعرقلات ،فالنجاح يظهر بتحدي الصعاب والمعرقلات   ،وأكد الأستاذ سعدون معلة أن العمارة قطعت شوطا كبيرا في مجال الحوكمة الالكترونية وقد تبنته عضو مجلس المحافظة الأخت سهير مالك من كتلة الأحرار ،وتعد العمارة السباقة والرائدة في العراق على هذا الصعيد ،هذا فضلا عن مشروع الزائر الطبي التي تبنته لجنة الصحة والبيئة وسأترك الأستاذ ميثم الفرطوسي رئيس اللجنة  يتحدث بنفسه عن هذا المشروع الذي يعد من مفاخر محافظتنا وقد أنجز بأيد من أبناء العمارة في مجال الهندسة الالكترونية ،وعلى الجانب الاجتماعي ارتأى مجلس محافظة ميسان تشكيل لجنة التكافل الاجتماعي برئاسة السيد حيدر آلوس من الأحرار والذي أخذ على عاتقه مهمة زيارة مرضى السرطان في المحافظة وتقديم المساعدة لهم على الرغم من كبر سنه ويبلغ عدد المرضى المصابين بهذا المرض 850شخص. وفي نهاية هذه الحلقة لابد لنا من القول حول بعض الأقوال الصادرة التي تريد أن تبقي المركزية المقيتة على حالها كي تبقى مقدرات البلد بأيديها وتحولها إلى مادة مساومة مع أبناء العراق ،أن اللا مركزية حل جذري للوضع المتردي في البلد لاسيما إذا وضعت الأمور بيد أفراد مخلصين كما يحدث الآن في العمارة ،وما ذكرناه في هذه الحلقة ،والحلقة السابقة يتعلق بعمل لجان مجلس المحافظة وفي مقدمتها لجنة الخدمات العامة ،دون ذكر ما تقوم به (محافظة ميسان) من عمل كبير جدا سواء في عهد المهندس عادل مهودر ،الذي يعده أهل العمارة أنه الذي اللبنة الأولى لما يحدث حاليا في العمارة بقيادة محافظها الحالي علي دواي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/02



كتابة تعليق لموضوع : العمارة : قصة نجاح في زمن عزّ فيه النجاح(2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net