صفحة الكاتب : محمد الكوفي

.: بطلة كربلاء زينب بنت علي.)ع(فيض النبوة و عطاء الإمامة :.
محمد الكوفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ند ولا ولد ثم الصلوات على نبيه المصطفى، وآله الميامين الشرفا،الذين خصهم الله بآية التطهير.
يقول تعالى : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراَ»
******
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمة والمهدييــن وسلــم تسليمــاً 
السيدة زينب الكبرى : ثاني أعظم سيدة في سيدات أهل البيت المحمدي ، كانت حياتها تزدحم بالفضائل والمكرمات ، وتموج بموجبات العظمة والجلالة ، والقداسة والروحانية ، وتتراكم فيها الطاقات والكفاءات والقابليات ، ومقومات الرقي والتفوق.
كثيــراً اسعد الله أيامكم وهنيئا لكم هذه الولادة العطرة.
ولادة سيدتنا ومولاتنا عقيلة بني هاشم. زينب الكبرى.
بهذه المناسبة السعيدة، أحب أن أهنئ كل طاقم الادارى في موقـــع كتابات في الميزان الموقرة المحترمة وبألخصوص الإخوة العاملين و المسؤول والكادر العام المحترمين .
******
  الجزء الأول من نص الحلقة الأولى.
******
اَلسَّلامُ عَلي مَن ْلَمْ تَنَمْ عَيْنُهـا لاَِجْلِ حِراسَةِ آلِ رَسُولِ اللهِ فيطَفِّ نَيْنَواءَ، وَصـارَتْ اَسيراً بِيَدِ الاَْعْداءِ،" كفى بزينب فخرا إنها أخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة أبيها علي ومن صلابة أمها فاطمة ..ومن حلم أخيها الحسن ..ومن جهاد أخيها الحسين. فأصبحت ملتقى فضائل أهل البيت (عليهم السلام).جميعاً .
******
. لا يقاس بمحمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله) أحد
قول الإمام علي عليه السّلام: «لا يقاس بآل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من هذه الأمة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً»(1). وهذه كلمة جامعة وعبارة مطلقة: «لا يُقاس بآل محمّد»، أي: في شيء من الأشياء. «من هذه الأمة»، أي: ومن غيرها بالأولوية، لأنّ هذه الأمّة (خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(2). «أحد» أي: كائناً من كان. «ولا يسوّى بهم»، أي: فضلا عن أن يفضَّل عليهم. «من جرت نعمتهم عليه»، والنعمة هنا عامّة. «أبداً» تأبيد للنفي، أو: إنّ كلّ ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم. وهذا معنى دقيق جليل سنتعرض له ببعض التوضيح في شرح قوله عليه السّلام: «إنّا صنائع ربّنا والناس صنائع لنا». وكلام الإمام هذا يسدّ باب المفاضلة بين «أهل البيت» وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقرّبين، فضلا عن أصحاب رسول ربّ العالمين، ولقد أنصف وأحسن بعض المحقّقين من أهل السنّة فقال بأنّ من يفضّل فلاناً على سائر الصحابة لا يقصد تفضيله على عليّ، لأنّ عليّاً من أهل البيت. فأفضل الخليقة بعد محمّد ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ آلُهُ، وهذا هو الواقع والحقيقة، لأنّهم فاقوا كالنبي كلّ النبيّين ـ وهم أشرف المخلوقات ـ في الخلق والخلق والكمالات. أمّا في «الخلق» فقد خلقوا والنبي صلّى اللّه عليه وآله من نور واحد ومن شجرة واحدة، كما في الأحاديث المستفيضة المتّفق عليها.
 
إذن أبناء عليّ (عليه السلام) من فاطمة (عليها السّلام) هم أبناء النبي (صلّى الله عليه وآله) حقيقة لا مجازاً. فهل يحق بعد هذا لأحد يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر أن يقايس بنسب محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم مهما علا وسما؟! عن أنس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحدً. فإذا وجدت من يقايس بهم فشك في دينه وعقله، بل أجزم بكفره. قال الدميري: محمّد خير جميع الخلق دعوة إبراهيم الخليل الطيب الأصول والفروع آباؤه قد طهرت أنساباً من أبى أو شك في هذا كفر جاء من الحق لنا بالحق بشارة المسيح في التنزيل الطاهر المجتهد الينبوع وشرف من الورى أحسابا وذنبه فيما جناه ما اغتفرً هذه مقتطفات قصيرة اقتطفناها من الأريج الفواح لسيرة سيد الكائنات محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) وهو جد الصديقة الكبرى زينب (عليها السّلام.( وهذا النسب السامي لايوفقه، بل لا يجاريه ولا يقاس به نسب ولا مزيد عليه. (1).
******
نسبها الطاهر: (عليهم السلام): قال تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
أبوها:فهو: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذي رباه (صلى الله عليه وآله) طفلاً، وعلمه علم ما كان وما يكون شاباً، ونصبه من بعده علماً لأمته كهلاً، وفضائله لا تحصى، ومناقبه لا تستقصى، وبحار علمه لا تنزف، وأطواد حلمه لا تتزعزع، أعلم الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأحلمهم، وأجودهم وأكرمهم، وأزهدهم وأشجعهم، وأعبدهم وأوفاهم، وأورعهم  وأقضاهم.
أمها (عليها السلام)
زينب بنت عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ... ابن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن (عليهم السّلام) . ورثة المجد والعلو والكمال والرفعة كابر عن كابر. فالقلم يقف عاجزاً والبيان قاصراُ عن الدرك والإحاطة بنسب هذه الصديقة الطاهرة والذي تتقاصر دونه الأنساب مهما علت وشمخت. كيف لا وهي من مختارات الله سبحانه وتعالى؟ قال تعالى: (وربّك يخلق ما يشاء ويختار وماكان لهم الخيرة) وقال الله تعالى في آية أخرى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة في أمرهم). وبلا أدني شك ولا ريب أنّ محمّداً وآل محمّد صلوات الله عليهم ممن أختارهم وأختصّهم واصطفاهم الله تعالى لنفسه من جميع الخلائق. قال تعالى: (إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم هم ممن أختارهم واصطفاهم الله سبحانه على الخلق ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم هم ممن أختارهم وأصطفاهم الله سبحانه على الخلق ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) يا فاطمة! أما تعلمين أن الله - تعالى - إطلع إطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتخذه نبيا (5) صفيا، وبعثه (6) برسالته وائتمنه على وحيه. يا فاطمة! أومآ (7) تعلمين أن الله اطلع إطلاعة ثانية (8) من سمائه إلى أرضه فاختار منها بعلك وأمرني أن أزوجه إياك (9) و [أن] أتخذه وصيا؟ يا فاطمة! أومآ (10) تعلمين أن العرش سأل (11) ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها شيئا (12) من خلقه فزينه بالحسن والحسين ركنين (13) من أركان الجنة (14)؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر: «وجويبرا الجبلي».(2) في المصدر: «بينا».(3) في المصدر: «فدخل فوضع».(4) في المصدر: «ثم إن فاطمة بكت».(5) لا يوجد في المصدر: «نبيا».(6) في المصدر: «وابتعثه».(7) في المصدر: «أما».(8) لا يوجد في المصدر: «ثانية».(9) في المصدر: «أزوجكه».(10) في المصدر: «أما».(11) في المصدر: «شاك».(12) في المصدر: «بشرا».(13) في المصدر: «بركنين».الأمالي للطوسي: 406 المجلس 14 حديث: 58. ـ(2).
 
******
السلام على ابنة الدلائل الوآضحآت والآيات البينآت والمعجز آت البآهرآت والبرآهين الظآهرآت.
السلآم على المولودة في معقل العصمة والتقى ومهبط الوحي والهدى والموروثة عظيم الفضل والندى.
سلآمٌ على المرأة الصالحة والمجآهدة النآصحة والحره الأبية واللبوه الطآلبيه والمعجزة المحمدية والذخيرة الحيدرية والوديعة الفاطمية.
سلآم على سيدتنآ ومولآتنآ زينب بنت أمير المؤمنين علي ابن أبي طآلب ورحمة الله وبركآته.(3).
******
كانت زينب صوت الحسين وصولته..ودم الحسين وديمومته. وشخص الحسين وشخصيته.. وبصر الحسين وبصيرته. كانت هي الحسين، في قالب امرأة!
" كفى بزينب فخرا إنها أخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة أبيها علي ومن صلابة أمها فاطمة ..ومن حلم أخيها الحسن ..ومن جهاد أخيها الحسين.. فأصبحت ملتقى فضائل أهل البيت (عليه السلام). جميعاً, (4).
******
تاريخ ميلاد السيدة زينب: (عليه السلام): قال ابن الأثير: إنها ولدت في حياة النبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم)، وكانت عاقلة، لبيبة، جزلة، زوجها أبوها ابن أخيه عبد اللَّه بن جعفر فولدت له أولادا، وكانت مع أخيها لما قتل، فحملت إلى دمشق،
حول سيرة السيدة زينب، رضي الله عنها، أوضح الدكتور علوي أمين  بجامعة الأزهر قائلا: ولدت السيدة زينب في حياة جدها النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وآله في العام الذي شهد استقرار الأمر للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه وخروجه على ناقته القصواء ثم العودة ظافرا بصلح الحديبية مع قريش فكان فتحا مبينا. وضعتها والدتها السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة بنت خير البشر وابنة خديجة الكبرى في سنة خمس هجرية بعد الإمام الحسين رضي الله عنه بسنتين مثله في شهر شعبان ويقال في جمادى الأولى.
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) مسافرا فلم يسموها حتى يأتي جدها (صلى الله عليه وسلم) وآله فطلب علي رضي الله عنه من النبي تسميتها فسماها زينب على اسم خالتها إحياء لذكراها التي لم ينسها (صلى الله عليه وسلم) وآله. وزينب بمعنى الفتاة القوية الودود العاقلة و الزينب شجر جميل له بهاء سميت به النساء. 
 في غضون السنة السادسة من الهجرة استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور ، وغبطة وحبور ـ الطفل الثالث من أطفالهم ، وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام) . 
 ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب ، (1) وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله ، وعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة سيدة نساء العالمين ، صلى الله عليهم أجمعين . هذا هو القول المشهور بين الشيعة ـ حالياً ـ وهناك أقوال
(1) المصدر : زينب الكبرى ، للعلامة الشيخ جعفر النقدي ـ رضوان الله عليه ، المتوفى سنة 1370 هـ ـ ص 17 ، باب أسمها وتاريخ ولادتها . زينب الكبرى (ع) من المهد إلى اللحد.
تاريخة أخرى في تحديد يوم وعام ميلادها المبارك . (1) 
 و يجدر ـ هنا ـ أن نشير إلى جريمة تاريخية ارتكبها عملاء الأمويين وأعجب بها المنحرفون الذين وجدوا هذه الجريمة ـ أو الأكذوبة التاريخية ـ تلائم شذوذهم الفكري ، وانحرافهم العقائدي . 
 فقد ذكرت الكاتبة بنت الشاطئ في كتابها «بطلة كربلاء» ما نصه : 
 «إنها الزهراء بنت النبي ، توشك أن تضع في بيت النبوة مولوداً جديداً ، بعد أن أقرت عيني الرسول بسبطيه الحبيبين : الحسن والحسين ، وثالث لم يقدر الله له أن يعيش ، هو المحسن بن علي . . . . » (2). 
 من الثابت أن المحسن بن الإمام علي هو الطفل الخامس لا الثالث ، وهو الذي قتل وهو جنين في بطن أمه بعد أن عصروا السيدة فاطمة الزهراء بين حائط بيتها والباب ، وبسبب الضرب المبرح الذي أصاب جسمها وكان السبب في سقوط الجنبن . 
 ولكن هذه الكاتبة المصرية تستعمل المغالطة والتزوير ، وتحاول إحقاق الباطل وإبطال الحق وتقول : إن السيدة زينب ولدت بعد المحسن بن علي الذي لم يقدر له أن يعيش ! 
 فانظر كيف تحاول بنت الشاطئ تغطية الجنايات التي قام بها بعض الناس بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واقتحامهم بيت السيد فاطمة الزهراء (عليها السلام) لإخراج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليبايع خليفتهم ، ودفاع السيدة فاطمة عن زوجها ، وعدم سماح لهم باقتحام دارها ، وماجرى عليها من الضرب والركل والضغط ، فكانت النتيجة سقوط جنينها الذي سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ في حياته ـ محسناً ، وهو ـ يومذاك ـ جنين في بطن أمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) لمعرفة تفاصيل ذلك يمكن لك مراجعة كتاب (زينب الكبرى) للنقدي ص 17 ، وكتاب (رياحين الشريعة) للمحلاتي ج 3 ص 33 . (2) لمحقق كتاب (بطلة كربلاء) لعائشة بنت الشاطئ ، ص 16. زينب الكبرى (ع) من المهد إلى اللحد. ! !
 وقد ذكر بعض ما يتعلق بتلك المأساة في كتابه : (فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد) . زينب الكبرى (ع) من المهد إلى اللحد.
وفيها عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). من سفره، وأشرق بيت فاطمة (عليها السلام ).بقدومه، واحتضن رسول الله الحفيدة وسمّاها زينب و كلمة زينب تعني أصل الشجرة الطيبة.
عُرفت بالعقيلة أو عقيلة بني هاشم لأنها كريمة قومها وعزيزة بيتها.
فعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا الرسول (صلى الله عليه وسلم) «زينب»؛ إحياءً لذكرى ابنته (زينب) التي استشهدت في (بدر) بعد أن طَعَنَهَا مشرك في بطنها، وهي حامل، ومعنى زينب: الفتاة القوية المكتنزة الودودة العاقلة. واشتهرت زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها. لما ولدت زينب (عليها السلام) جاءت بها أمها الزهراء (عليها السلام). إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام). وقالت: سم هذه المولودة، فقال: ما كنت أسبق رسول الله (صلى الله عليه وسلم ). وكان في سفر له- ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم وسأله علي (عليه السلام (عن اسمها، فقال: ما كنت لأسبق ربي وكانت تسميتها من الله تعالى إذ هبط جبريل الأمين يقرأ على النبي السلام من الله تعالى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وقال له: ـ سم هذه المولودة زينب. فقد اختار الله لها هذا الاسم. ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب, فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال من بكى على مصائب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين (عليهما السلام).
وهي أوّل بنت ولدت لفاطمة (صلوات اللّه عليها ).في أشهر الأقوال، وقيل: أول بنات فاطمة اسمها رقية، وكنيتها أم كلثوم،
وماتت في حياة أخيها الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام). ومّما يدلّنا على أنها أكبر بنات فاطمة: أنّ الرواة في أيام الاضطهاد كانوا إذا أرادوا الرواية عن علي (عليهما السلام). يقول الرجل منهم: هذه الرواية عن أبي زينب، كما نقل ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج، وإنما كنّوا أمير المؤمنين (عليه السلام). بهذه الكنية، لأنّ زينب (عليهما السلام). كانت الأكبر من ولده بعد الحسنين (عليهما السلام)، ولم يكن يعرف بهذه الكنية عند أعدائه.(5).
******
عقيلة بني هاشم : (عليها السلام): عُرفت بالعقيلة أو عقيلة بني هاشم لأنها كريمة قومها وعزيزة بيتها. كان أمير المؤمنين (عليه السلام.( يرد الطالبين بزواجها وعندما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الكفؤ لعقيلة بني هاشم الذي لُقب بـ(بحر الجود)، وافق أمير المؤمنين (عليه السلام .(على زواجه منها.. فأبوه جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية من المهاجرات المؤمنات المعروفة بالتقي والصلاح والتي عبّر عنها الإمام الصادق (عليه السلام). بالنّجيبة. وزينب عقيلة بني هاشم رغم أنها تزوجت وانتقلت إلى بيت ابن جعفر إلاّ أنها لم تتخل عن المسئولية لتدير بيت أبيها وتهتم بشئون أخويها وتصبح المسئولة بهم أولاً وآخراً، فقد انتقلت من المدينة إلى الكوفة تبعاً لانتقال مركز الخلافة وكان بمعيتها زوجها وأولادها لتعيش على مقربة من الإمام بصفتها الإبنة الكبرى لعلي (عليه السلام.( بعد وفاة أمها فاطمة (عليها السلام). وزينب بحكم مركزها في البيت العلوي تختلف عن باقي النساء، فصُورُ مأساة فقدِ جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم .(وأمِها الزهراء عليها السلام ما زالت عالقةً في ذهنها، وقد شاركت بذلك الأحداث ومشاكل الحركات التي ثارت في وجه أبيها التي كان آخرها رؤيتها له صريعاً في محرابه بسيف الشقي بن ملجم، كما قد سمعت وصية أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام.( بأن رسول الله أمره أن يوصي إلى ابنه الإمام الحسن (عليه السلام.( بالإمامة وولاية الأمر، ويأمره أن يدفعها لأخيه الحسين (عليه السلام .(من بعده ثم لابنه علي بن الحسين (عليه السلام.( ثم لابنه محمد (عليه السلام ).. فلم تكن زينب (عليها السلام.( بمعزل عن هذه الوصية ووعتها جيداً. - (6).
******
اللغة معاني عديدة لكلمة «العقيلة» ، فمنها : المرأة الكريمة ، النفيسة ، المخدرة (1).  ومعنى الكريمة : المحترمة .
(1) كما في كتاب «لسان العرب» لابن منظور . وقال ابن منظور ـ أيضاً ـ : «عقيلة القوم : سيدهم ، وعقيلة كل شيء : أكرمه» . وقال ابن دريد في «جمهرة اللغة» : فلانة عقيلة قومها : أي : كريمتهم . آل ابن زكريا في «مجمل اللغة» والجوهري في «صحاح اللغة» : العقيلة : كريمة الحي من النساء» .
اء في «المعجم الوسيط» : «العقيلة : السيدة المخدرة» . وجاء في «الموسوعة العربية في الألفاظ الضدية» للسماوي اليماني ما معناه : العقيلة ـ من النساء ـ سيدتهم ، يقال: عقيلة قومها . وقال الخليل بن أحمد في كتابه (العين) : «العقيلة : المرأة المخدرة ، وجمعها : عقائل» . أقول : هذا ما ذكره علماء اللغة ، وقد يتبادر إلى الذهن أن «العقيلة» صيغة مبالغة ، مشتقة من العقل ، بمعنى كثرة العقل والنضج ، وقد ظهر للعالم ـ بكل وضوح ـ أن السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) كانت في درجة عالية جداً وجداً من العقل الوافر والحكمة والحنكة ، فبعقلها استطاعت أن تدير «قافلة آل الرسول» من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، وأخيرا من الشام إلى المدينة المنورة . وفي المدينة ـ أيضاً ـ قامت بدور كبير بالتنسيق مع الإمام زين العابدين (عليه السلام) في إدارة المجالس العزائية ، والحفاظ على حرارة مقتل سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، وكشف الغطاء عن الملف الأسود ل «يزيد» الحاقد ، وبني أمية ومن يدور في فلكهم.(7).
******
أسماها جدها (صلى الله عليه و سلم ): زينب إحياء لذكرى ابنته الراحلة زينب التي كانت قد توفيت قبل ولادة الطفلة بقليل والتي حزن الرسول (صلى الله عليه و سلم .(لموتها حزنا مؤلماً ثقيلا وقد ولدت رضي الله عنها في المدينة في العام السادس من الهجرة و كانت أمها الزهراء أحب بنات المصطفى أليه و أشبههن به في الخلقة و الخلق و التي كتب لها أن تكون الوعاء الطاهر للذرية الطاهرة و المنبت الطيب لدوحة الأشراف في آل البيت و أبوها علي بن أبي طالب بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم النبي (صلى الله عليه و سلم .(و ربيبه و أول من آمن به صبياً و فتى قريش شجاعة و تقي و علماً
******
عفاف  أللسيد زينب الكبرى ( عليها السلام ): حديث عن يحيى المازني قال : كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدة مديدة, وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته, فلا والله ما رأيت لها شخصا و لا سمعت لها صوتاً, وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها و أمير المؤمنين أمامها, فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل, فسأله الحسن مرة عن ذلك ؟ فقال : أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب .
وكان الإمام الحسين (عليه السلام) إذا زارته زينب يقوم إجلالاً لها, وكان يجلسها في مكانه . وروى الشيخ سليمان الحنفي في كتابه (ينابيع المودة) حديثاً طويلاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله), جاء فيه : ( .... وهذا الحسين خير الناس أباً وأماً وأخاً وأختاً : أبوه علي, وأمه فاطمة, وأخوه الحسن, وأخته زينب ورقية ... ) .
وروى الشيخ الصدوق في كتابه (إكمال الدين) بسنده عن أحمد بن إبراهيم قال : دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن العسكري, في سنة 262 هـ بالمدينة, فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها, فسمت لي من تأتم بهم, ثم قالت : فلان ابن الحسن العسكري (عليه السلام) فسمته, ... فقلت : فإلى من تفزع الشيعة ؟ قالت : إلى الجدة أم أبي محمد (عليه السلام), فقلت لها : أقتدى بمن في وصيته إلى امرأة ؟ فقالت : اقتداء بالحسين بن علي بن أبي طالب إن الحسين بن علي أوصى إلى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب في الظاهر, وكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب إلى زينب بنت علي, ستراً على علي بن الحسين . وروى هذا الخبر أيضاً الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة) عن محمد بن يعقوب الكليني .
ومن مواقف عقيلة بني هاشم ما رواه الشيخ المفيد في (الإرشاد) من أن عائشة كتبت من البصرة إلى حفصة تخبرها بنزول علي (عليه السلام) بذي قار مستهزئة بجيشه, فجمعت حفصة الصبيان وأعطت جواريها دفوفاً وأمرتهن أن يضربن الدفوف ويقلن : (ما الخبر ما الخبر علي في ذقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر), فخرجت زينب (سلام الله عليها) متنكرة مستصحبة جواريها متخفرات, فدخلت عليهن, فلما رأت ما
هن فيه من العبث والسفه كشفت نقابها وأبرزت وجهها, ثم قالت : ( إن تظاهرت وأختك على أمير المؤمنين فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله من قبل, فأنزل الله عزوجل فيكما ما أنزل, والله من وراء حربكما ), فانكسرت حفصة وأظهرت خجلا قالت : إنهن فعلن هذا بجهل, وفرقتهن في الحال, وانصرفت من المكان .
هذه نبذة مختصرة ومواقف سريعة ذكرناها لكم, وإلا فتسليط الضوء على حياة عقيلة الطالبيين ومواقفها يحتاج إلى كتابة الكتب والمؤلفات .(8).
ودمتم في رعاية الله.
******
كنيتها: (عليها السلام): وتكنى بأم كلثوم، كما تكنى بأم الحسين أيضاً، ويقال لها زينب الكبرى، للفرق بينها وبين من سميت باسمها من أخوتها وكنيت بكنيتها.
ألقابها: ألقاب السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) :
اللقب هو ما يسمى به الإنسان بعد اسمه العلم من لفظ يدل على المدح اوالذم ولما كانت هذه السيدة المباركة جامعة لكل الفضائل الحميدة والصفات الخيرة كان البيان عاجزاً والقلم قاصراً عن ذكر قليل من كثير ما اتصفت به (سلام الله عليها). من الفضائل والمناقب فالمدح في حقها (عليها السلام (يكون كما قال الشاعر :ألا أن ثوبا خيط من نسج تسعة. وعشرين حرفاً من معاليه قاصر. (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أهم ألقابها: (عليها السلام): حملت السيدة زينب (عليها السلام). تدبير أمور أهل البيت, بل الهاشميين جميعا, بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام), فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم, وعقيلة الطالبين. وهي التي لقبت بالصديقة الصغرى ، للفرق بينها وبين أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليهما السلام). والعقيلة ، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين, - والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها،والمؤثقة, والعارفة, والعالمة غير معلمة, والفاضلة, والكاملة, وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي أذا أطلق لا ينصرف إلا عليها, وهي كريمة الدارين, جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية, وكانت عند أهل العزم أم العزائم, وعند أهل الجود والكرم أم هاشم, وكثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وأخوتها في الرأي, فسميت صاحبة الشورى, كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج, فلقبت بأم العواجز. كما لقبت بصاحبة الشورى، حيث كانت لها مكانة خاصة في البيت العلوي.وتكنى بأم كلثوم ، وأم الحسن وهي أول بنت ولدت لفاطمة (صلوات الله عليها).
وألقابها ألأخرى: المسبية، الزاهدة، العابدة، العاقلة، الكاملة، الصابرة، الباكية، المحدثة، المخبرة، الوحيدة، الغريبة، البليغة، الأسيرة، الشجاعة، المظلومة، أمينة الله، عقيلة حيدر، أم المصائب، عقيلة قريش، نائبة الزهراء، بطلة كربلاء، كعبة الرزايا، كعبة الأحزان، كافلة الأيتام، العقيلة الكبرى، ولية الله العظمى، محبوبة المصطفى، قرة عين المرتضى، عقيلة خدر الرسالة، رضيعة ثدي الولاية، الغيورة على الدين، الخالصة في المودة، الممتحنة، الصابرة، المجاهدة، المحتسبة، العالمة غير المعلمة، الفاهمة غير المفهمة، شقيقة الحسن المجتبى، كاملة اليقين والمعرفة، صاحبة النيابة الخاصة، الراضية بالقدر والقضاء، شريكة الحسين سيد الشهداء.
وزينب فوق ذلك - وبالموثّقة، والعارفة، والعالمة غير المعلّمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة.(10).
******
ذكر أبو الفرج الأصفهاني ـ المتوفى سنة 356 هـ في كتابه (مقاتل الطابيين) صفحة 60 طبع النجف الأشرف ، عام 1385 هـ ـ في ترجمة عون بن عبد الله بن جعفر ـ ما يلي : " أمه : زينب العقيلة ، والعقيلة : هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في "فدك" فقال : حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي (عليه السلام) .
******
السيدة زينب بنت الإمام علي (ع): جاء في (معجم رجال الحديث) لآية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) ما يلي: ([1])
.: زينب بنت علي (عليه السلام) :. روت عن أمها سلام الله عليها، وروى عنها جابر. ([2]) وروى عنها عباد العامري، ذكره في المشيخة: في طريقه إلى إسماعيل بن مهران. أقول: إنها شريكة أخيها الحسين (عليه السلام) في الذب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدها سيد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبارة، ولا تخشى غير الله سبحانه تقول حقا وصدقا، لا تحركها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقا هي أخت الحسين (عليه السلام) وشريكته في سبيل عقيدته وجهاده.
وكتب آية الله سماحة السيد محسن الأمين (أعلى الله مقامه) في كتابه (أعيان الشيعة) عن بعض أهم المواقف التي مرَّت بها سيدتنا زينب الكبرى (ع)(11).
******
فضائلها(عليها السلام): اتّصفت(عليها السلام) بمحاسن كثيرة، وأوصاف جليلة، وخصال حميدة، وشيم سعيدة، ومفاخر بارزة، وفضائل طاهرة.
كانت(عليها السلام). عالمة غير معَلّمة، وفهِمة غير مفهّمة، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأُمّها الزهراء(عليهما السلام). قال الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية: «وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوّة جنان». وكانت في فصاحتها وزهدها ‏وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأمّها الزهراء ( عليهما السلام ) . اتّصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، وأوصاف ‏جليلة، وخصال حميدة ، وشيم سعيدة ، ومفاخر بارزة ، وفضائل طاهرة . حدّثت عن أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، ‏وكذلك عن أسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمّد بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، وفاطمة بنت الإمام الحسين ( ‏عليه السلام ) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وعَبَّاد العامري . عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، شأنها ‏في ذلك شأن جدّها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) . وروي عن الإمام زين العابدين ( ‏عليه السلام ) قوله : ( ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها ‏وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير ‏يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل ) . وذكر بعض أهل السِيَر : أنّ زينب ( عليها السلام ) كان ‏لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء ، وأنّ دعاءها كان مستجاباً‎.‎
وكانت زينب ( عليه السلام ). من فضليات النساء. وفضلها أشهر من أن يذكر وأبين من أن يسطر. وتعلم جلالة شانها وعلو مكانها وقوة حجتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتى كأنها تفرع عن لسان أبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ). من خطبها بالكوفة والشام واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما حتى لجا إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجة.
وليس عجيبا من زينب أن تكون كذلك وهي فرع من فروع الشجرة الطيبة النبوية والأرومة الهاشمية جدها الرسول وأبوها الوصي وأمها البتول وأخواها لأبيها وأمها الحسنان ولا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله.(12).
******
مؤمن قريش جدها لأبيها: (عليهم السلام):
أما جدها لأبيها فهو مؤمن قريش، وشيخ البطحاء، وحامي رسالة سيد الأنام ، أبو طالب (عليه السلام): وأسمه عبد مناف. ويكفيه فخراً أنه(عليه السلام) المدافع والمحامي للإسلام في بداية دعوة سيد الأنام (صلّى الله عليه وآله). حتى عُدّ هذا من المسلّمات عند الفريقين ـ شيعة وسنة ـ ونظرة سريعة إلى سيرته تكشف لك ذلك بجلاء، حتى البعض من الذين طبع الله على قلوبهم وأعماهم لا ينكرون هذه الحقيقة، بل يؤولون ذلك بتأويلات واهية نتيجة حقدهم وابتعادهم عن الحق ولكن الحق مهما أثار البعض الغبار عليه يبقى في النتيجة هو الأعلى والأسمى. قال تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).(13).
******
فاطمة بنت أسد (عليها السّلام): جدتها لأبيها
أم علي بن أبي طالب (عليها السّلام).
تُرى من هي هذه السيدة الجليلة التي اعتبرها النبي صلى الله عليه و سلم أمًّا له؟ أم رسول الله (صلى الله عليه و سلم,( بالكفالة نسبها (رضي الله عنها).
 أما جدّتها لأبيها فيه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً من أبوين هاشميين وهي امرأة صالحة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية، وهي أوّل إمرأة بايعت الرسول بمكة بعد خديجة.). فهي زوجة أبي طالب عم رسول الله (صلى الله عليه و سلم). و أم أولاده طالب وعقيل جعفر وعلي، وهي أول ثلاث نسوة هاشميات ولدن خلفاء فهي أم الخليفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليها السّلام).ومن بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت الحسن عليه السلام، ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الأمين وهي أم رسول الله (صلى الله (عليه و سلم.( بالكفالة، فلما مات عبد المطلب ما كان يشغله إلا أحب أبنائه إليه محمد صلى الله عليه وسلم، فأوصى به من توسم فيه الخير من أبنائه في حسن رعايته لما عرف عن أبي طالب من حب لابن أخيه ولكون امرأته تعتبر عمة هذا اليتيم؛ فكفله أبو طالب وأحبه وأحبته زوجته أكثر من أبنائها وكانت له أمًّا بعد أمه ولقد أحبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم.( وأحب أبنائها واعتبرهم (صلى الله عليه.( وسلم أخوته. (14).
******
خديجة الكبرى (عليها السّلام): جدتها لأمها
أما جدتها لأمها فهي (عليها السلام): خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصّي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر(1)، جدّها «خويلد» كان بطلاً مغواراً دافع عن حياض الكعبة المشرّفة في يوم لا ينسى. والدتها «فاطمة» بنت زائدة بن أصمّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر(2)، كانت سيّدة جليلة مشهود لها بالفضل والبرّ(3). إذن، فهذه السيّدة العظيمة خديجة الكبرى سلام الله عليها تنتسب إلى قبيلة قريش، ويلتقي نسبها بنسب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله.( عند جدّها الثالث من أبيها، وعند جدّها الثامن من أمّها.
زوجة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الأولى، وأحب نسائه إليه، أم ولده جميعاً إلا إبراهيم(عليه السلام) فإنه من ماريه القبطية، وهي أول من آمنت برسول الله (صلّى الله عليه وآله) من النساء، وصدقت دعوته، وبذلت مالها وثروتها الطائلة في سبيل الله تعالى ونشر دعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله).
أسماؤها وألقابها (عليها السلام): للسيّدة خديجة (عليها السلام.( ألقاب كثيرة تعكس عظيم نبلها وشديد قدسها، من هذه الألقاب: الصدّيقة، المباركة، أمّ المؤمنين، الطاهرة، الراضية، المرضية ...إلخ. كانت تعطف على الجميع، وتحنو عليهم كأمّ رؤوم بأولادها، فكانت «أمّاً لليتامى»، و«أمّاً للصعاليك» و«أمّاً للمؤمنين»، وهي كوثر الخلق، وسمّيت أيضاً «أمّ الزهراء» أو ينبوع الكوثر. (15).
******
والدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام):
أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وسيد المسلمين ويعسوب الدين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب (عليه السلام).باب مدينة العلم الذي حير العقول وبهر النفوس وأنار القلوب ولولاه – بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). – لما قام للدين عمود. نفس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وابن عمه، وربيبه، أول المسلمين أسلاماً وأثبتهم جناناً، أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، الليث الهمام والفارس الذي لا يضام، فتى بني غالب عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، التي فاقة فضائله جميع فضائل الأولين والآخرين خلا ابن عمه الرسول الأمين (صلّى الله عليه وآله).(16).
******
أُمها فاطمة الزهراء (عليها السّلام):
أمّا أمها فهي فاطمة الزهراء (عليها السّلام). الحورية الإنسية، الراضية المرضية، بهجة قلب المصطفى، وزوجة المرتضى، وأم السبطين الحسن والحسين، الصديقة الطاهرة، المظلومة المقهورة، المباركة الزكية، المحدثة المعصومة، سيدة نساء العالمين، فاطمة بنت محمّد (صلّى الله عليه وآله).
السيدة زينب الكبرى وافتقدت(عليها السّلام). فقدت  أمها الزهراء (عليها السلام). بعد حوالي ( 75 يوماً ) عاشتها فاطمة الزهراء في وضع مأساوي يصعب تصويره ، وكانت زينب هي الأقرب لأمها ، والمشاركة لها في آلامها وأحزانها ، خاصة وأنها تلحظ تدهور صحة أمها الزهراء وازدياد توجعها . . . وفي اليوم الأخير من حياتها تحاملت الزهراء على مرضها وقاومت أوجاعها لتقوم بخدمة وداعية حانية لأطفالها الذين سيصبحون يتامى بعدها . . فقد قامت الزهراء تتكئ على جدار المنزل ودعت أطفالها الأربعة الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم لتغسل أجسامهم ورؤوسهم بالماء والطين ، وهي تملأ عينيها نظراً الى أجسامهم النحيفة ، وتذرف من أعماق قلبها دموع الحزن على فراقهم ، وفوجئ علي ( عليه السلام ) حينما أقبل ورأى فاطمة وقد غادرت فراش مرضها ، وكاد أن يمتلكه الفرح والسرور لأن فاطمة استعادت صحتها وعافيتها ، لكنه رآها كزهرة يكتنفها الذبول ولاحظها تستعين بالجدار لتواصل خطواتها البطيئة ، فسألها عن سبب أجهاد نفسها بغسل الأولاد ، فأجابته بصوتها الخافت : « لأن هذا اليوم آخر يوم من أيام حياتي ، قمت لأغسل رؤوس أطفالي وثيابهم لأنهم سيصبحون يتامى بلا أم » (17) .
 
******
اسمها :(عليها السّلام):اسمها زينب في اللغة : اسم شجر حسن المنظر طيب الرائحة وبه سميت المرأة أو أن اسم مأخوذ من :
زين أب يعني زينة أبيها وبهذا الاعتبار عبر البعض عنها بأنها (عليها السلام).
زين أبيها كما أن الزهراء (عليها السلام). أم أبيها وهو تقابل جيد حسن ..
وعليه فلو أخذ الحوراء زينب من زين أب بعد سقوط الألف: منها للتخفيف أو لكثرة الاستعمال ،فهو مما يناسبها لأنها كانت بإيمانها وتقواها وعلمها وفضلها زينة وفخراً في التاريخ لأبيها أمير المؤمنين عليه السلام بل لأهل البيت (عليهم السلام أجمعي .(18).
******
السر في اسم السيدة زينب الكبرى (عليها السلام ):
السلام على سيدتنا ومولاتنا العقيلة الصابرة (الحوراء زينب (عليها السلام)!.( لا يخفى أن السيدة الحوراء زينب (عليها السلام ( رضيعة الرسالة والعصمة، وربيبة الوحي والقرآن، وأول ابنة لقسيم الجنة والنار وساقي الكوثر يوم الحشر والنشر، سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب (عليها السلام ).وابنة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ( عليهم السلام).
من أسرار اسم ألسيده الحوراء زينب (عليها السلام ,(أن كل حرف من حروف الهجاء الأربعة لاسم الحوراء زينب يرمز إلى عظيم من العظماء ويشير إليه
وينبئ عنانها قد ورثت العظمة منهم ، فكانت خير وارث لمحاسنهم والخلف الصالح لهم والدليل الصادق على مآثرهم.(19).
******
نشأتها: (عليها السلام ): وبذلك نشأت هذه الكريمة في حضن النبوة، ودرجت في بيت الرسالة، ورضعت لبان الوحي، فنشأت نشأة قدسية، ورُبّيت تربية روحانية.
أوضح الدكتور علوي أمين الأستاذ بجامعة الأزهر قائلا:
 نشأت السيدة زينب رضي الله عنها في كنف النبوة والرسالة في تلك البقعة المباركة مع أبويها فاطمة الزهراء والإمام علي رضي الله عنهما في عهد جدها صلوات الله عليه وسلامه فنهلت من علمه وحكمته وفقهه في الدين فحفظت القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتلقت عن والدتها الزهراء الدروس الأولى في الحياة ونبهت فوجدت أباها الفارس أمير البيان كلماته حكما، وعالما بأمور الدين وأخويها الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدي شباب أهل الجنة والصحابة الكرام من حولها حفظة القرآن والحديث المتفقهين في أمور الدين فنشأت الصبية الحلوة كاملة الخلق والخلق في بيئة دينية وبالتالي تربية دينية فنشأتها الأولى لم تفز بها من مثلها في جيلها ولاغيره، فالإنسان كما هو ابن أبيه وأمه وأهله هو ابن بيئته وجيرانه وحيه وأصحابه الذين عاشرهم، قل لي من صديقك أقل لك من أنت؟ ويكفيها كرمها وشجاعتها عند وفاة جدها المصطفى ووفاة أمها الزهراء واستشهاد أبيها ثم حضورها كربلاء واستشهاد أخيها الحسين وولديها وحملها إلى يزيد وكأنها أسيرة.
لقد كان وجودها بالمدينة بعد استشهاد الإمام الحسين مشكلة كبرى حيث إنها أثارت جموع المسلمين عليه وحفزتهم لنصرة دينهم وللأخذ بالثأر، فجمع يزيد كبار رجال بني هاشم وقال لهم: اعرضوا على السيدة زينب أن تقوم برحلة تهون بها على نفسها، ولها أن تختار أي بلد ترضاه: فأبت السفر في بادئ الأمر وقالت: قد علم والله ماصار  ألينا مثل خيرنا وسيق الباقون كما تساق الأنعام وحملنا على الأقباب فو الله لا خرجنا وإن ريقت دماؤنا فكيف تسافر وتترك البلاد التي شهدت ميلادها وصباها ونزول الوحي وترحل إلى بلاد وأناس لم تتعامل معهم من قبل ولكن جاءتها ابنة عمها زينب بنت عقيل بن أبي طالب فقالت لها: يا بنة عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء فطيبي نفسا وقري عينا وسيجزي الله الظالمين أتريدين هوانا بعد هذا الهوان؟
ارحلي إلى أي بلد آمن ثم اجتمعت عليها نساء بني هاشم واقترحن عليها الشام أو مصر ولكنها اختارت مصر.
أشار الدكتور علوي أمين خليل الأستاذ في جامعة الأزهر إلى أن السيدة زينب تعتبر من أول نساء أهل البيت رضي الله عنهن اللائي شرفن أرض مصر بالمجيء فوصلت مصر مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد مضي ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين فدخلتها ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين.
واستقبلها أهل مصر ثم احتملها واليها إلى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهري حي السيدة الآن فأقامت في تلك الدار عاما ونصف عام زاهدة في الدنيا عابدة لله سبحانه وكانت موضع تقدير من المصريين جميعا.
 
وتوفيت رضي الله عنها في مساء الأحد 15 من رجب سنة 62 هجرية ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار سلمة التي أصبحت الآن مسجدها المعروف.(20)..
******
شبا هتها - وعبادتها: (عليها السلام): كانت السيدة زينب (عليها السلام), في اللغة : اسم شجر حسن المنظر طيب الرائحة ربه سميت المرأة أو أن اسم مأخوذ من : زين أب يعني زينة أبيها وبهذا الاعتبار عبر البعض عنها بأنها (عليها السلام), زين أبيها كما أن الزهراء (عليها السلام), أم أبيها وهو تقابل جيد حسن .. كانت(ع) تشبه أباها وأمها(ع) بالعبادة.. فكانت تؤدي النوافل كاملةً في كل أوقاتها، ولم تغفل عن نافلة الليل قط. فكانت من القانتات العابدات، اللواتي وقفن حركاتهن وأنفاسهنّ للباري عزّ وجل.(21).
******
أما نشاطها: (عليها السلام):الاجتماعي والسياسي، فحدّث ولا حرج، فهي زينب بطلة كربلاء، ومتممة دور أبي عبد الله(ع)، وخطبها في الكوفة والشام، لا تزال تدوِّي مدى الدهر.(22),
******
مسلمات: الطاهرة(زينب بنت علي) (عليها السلام):
من أقوالها: "من أراد أن يكون الخلق شفعاءه إلى اللَّه فليحمده.. ألم تسمع قولهم: سمع اللَّه لمن حمده.. فخف اللَّه لقدرته عليك! واستحِ منه لقربه منك".
ومن خطبها: (عليها السلام): (هذه الخطبة العملاقة لسيدتنا زينب بنت أمير المزمنين (عليه السلام.(التي هزت كيان العرش الاموي اليزيدي الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه كذلك يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسراء أن بنا هوانا على الله ، وبك عليه كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة . والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات رسول الله ( ص ) سبايا قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمى ؟ وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والإضغان ؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم : لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل). (23).
******
زوجها : (عليها السلام): زوجها عبد الله بن جعفر، وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة، ونشأ وترعرع في حجر عمه أمير المؤمنين(ع) إلى أن زوّجه ابنته زينب(ع)، وكان عبد الله جواداً كريماً يكنّى بأبي محمد، وأبوه هو جعفر الطيار شهيد مؤتة.
وزينب عقيلة بني هاشم رغم أنها تزوجت وانتقلت إلى بيت ابن جعفر إلاّ أنها لم تتخل عن المسئولية لتدير بيت أبيها وتهتم بشئون أخويها وتصبح المسئولة بهم أولاً وآخراً، فقد انتقلت من المدينة إلى الكوفة تبعاً لانتقال مركز الخلافة وكان بمعيتها زوجها وأولادها لتعيش على مقربة من الإمام بصفتها الإبنة الكبرى لعلي عليه السلام بعد وفاة أمها فاطمة عليها السلام.
توفي عبد الله بالمدينة المنورة سنة 80هـ، وخلف من زينب(ع) أربعة أولاد هم: عون الأكبر، محمد، علي، وأم كلثوم.
وقد استشهد محمد وأخوه عون مع خالهما الحسين(ع) في كربلاء، وأمهما زينب تنظر إليهما.
أجمع المؤرّخون على أنها(ع) سافرت، أولاً، مع أبيها أمير المؤمنين(ع) من المدينة إلى الكوفة، عاصمة حكمه. ثم رجعت مع الحسن(ع) إلى المدينة. وفي عام 60هـ سافرت مع أخيها الحسين(ع) إلى كربلاء، حيث أُخِذت سبيّة مع باقي سبايا أهل البيت(ع) بعد الواقعة، إلى الشام، حيث مكثت أسيرة لمدة رجعت بعدها مع ابن أخيها السجاد(ع) إلى كربلاء، ومنها إلى المدينة.
والرحلة الأخيرة، كانت مع زوجها عبد الله بن جعفر حين جاء إلى دمشق ليتعاهد أمور ملكه في قرية راوية، وفي هذه السفرة توفيت ودُفنت في تلك القرية، التي تُعرف اليوم بمنطقة الست.
فسلامٌ عليها يوم وُلِدت، ويوم ناصرت أخيها، ويوم تُوفيت، ويوم تُبعث حية. 
وأخبار عبد الله بن جعفر في الكرم كثيرة ، وكان يدعوه النبي ( ص ) من أيسر بني هاشم وأغناهم ، وله في المدينة وغيرها قرى وضياع ومتاجرة عدا ما كانت تصله من الخلفاء من الأموال ، وكان بيته محط آمال المحتاجين ، وكان لا يرد سائلا قصده ، وكان يبدأ الفقير بالعطاء قبل أن يسأله فسئل عن ذلك فقال : لا أحب أن يريق ماء وجهه بالسؤال ، حتى قال فقراء المدينة بعد موته : ما كنا نعرف السؤال حتى مات عبد الله بن جعفر. (24).
******
سيرتها وفضائلها: (عليها السلام): كانت ( عليها السلام ) عالمة غير معَلّمة ، وفهِمة غير مفهمة ، عاقلة لبيبة ، جزلة ، وكانت في فصاحتها وزهدها وعبادتها كأبيها أمير المؤمنين وأمّها الزهراء ( عليهما السلام ) . 
اتّصفت ( عليها السلام ) بمحاسن كثيرة ، وأوصاف جليلة ، وخصال حميدة ، وشيم سعيدة ، ومفاخر بارزة ، وفضائل طاهرة . 
حدّثت عن أمّها الزهراء ( عليها السلام ) ، وكذلك عن أسماء بنت عميس ، كما روى عنها محمّد بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، وفاطمة بنت الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وعَبَّاد العامري . عُرفت زينب ( عليها السلام ) بكثرة التهجّد ، شأنها في ذلك شأن جدّها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) . وروي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قوله : ( ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر ) ، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة ، بحيث أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها : ( يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل ) . وذكر بعض أهل السِيَر : أنّ زينب ( عليها السلام ) كان لها مجلس خاص لتفسير القرآن الكريم تحضره النساء ، وأنّ دعاءها كان مستجاباً. (25).
******
عبادتها(عليها السلام): عُرفت(عليها السلام) بكثرة التهجّد، شأنها في ذلك شأن جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام). قال الإمام علي زين العابدين(عليه السلام): «رأيتها تلك الليلة ـ أي ليلة الحادي عشر من المحرّم ـ تصلّي من جلوس»(2)، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة، بحيث إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها: «يا أُختاه، لا تنسيني في نافلة الليل»(3)؛ لأنّ دعاءها كان مستجاباً. (26).
******
ممّن روت عنهم(عليه السلام): أبوها الإمام علي(عليه السلام)، أُمّها السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، أخويها الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام)، السيّدة أُمّ سلمة، السيّدة أُمّ هاني، السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية. (27).
******
الراوون عنها: (عليه السلام): ابن أخيها الإمام علي زين العابدين(عليه السلام)، زوجها عبد الله بن جعفر، بنت أخيها السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين(عليه السلام)، جابر بن عبد الله الأنصاري، عبد الله بن عباس، محمّد بن عمرو، عطاء بن السائب، عَبّاد العامري، زيد بن علي. (28).
******
تسميتها(عليها السلام) بأُمّ المصائب(عليهم السّلام):
سُمّيت أُمّ المصائب، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وشهادة أُمّها فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وشهادة أبيها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وشهادة أخيها الإمام الحسن(عليه السلام)، وأخيراً المصيبة العظمى، وهي شهادة أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة ألطف مع باقي الشهداء(رضي الله عنهم). (29).
******
إخوتها : إخوتها لأُمها وأبيها أما إخوتها لأُمها وأبيها فهم: الإمام الحسن والإمام الحسين سيدي شباب أهل الجنَّة، والمحسن وأم كلثوم (عليهم السّلام).
وصفها: (عليها السلام ): كانت زينب صوت الحسين وصولته.. ودم الحسين وديمومته.. وشخص الحسين وشخصيته.. وبصر الحسين وبصيرته.. كانت هي الحسين، في قالب امرأة!
" كفى بزينب فخرا إنها أخذت من علم جدها رسول الله ..ومن شجاعة أبيها علي ومن صلابة أمها فاطمة ..ومن حلم أخيها الحسن ..ومن جهاد أخيها الحسين.. فأصبحت ملتقى فضائل أهل البيت (عليهم السلام ).  جميعاً. (30).
******
عبادتها:(عليها السلام): عُرفت(عليها السلام) بكثرة التهجّد، 
شأنها في ذلك شأن جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام).
قال الإمام علي زين العابدين(عليه السلام): «رأيتها تلك الليلة ـ أي ليلة الحادي عشر من المحرّم ـ تصلّي من جلوس»(2)، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة، بحيث إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها: «يا أُختاه، لا تنسيني في نافلة الليل»(3)؛ لأنّ دعاءها كان مستجاباً. (31).
******
ينبغي ألا تنحصر معرفة آل بيت النبي (ع) في هذه الأيام فقط، وإنما يجب أن تكون أخبارهم وتاريخهم هي الإثراء الثقافي والفكري لجميع المسلمين، ومعظم الناس يجهلون من هم آل البيت وعطاءهم وأبناءهم ومواقفهم، وحتى منزلتهم وقدرهم، لذا..فمن الضروري بمكان أن تحوي مناهجنا الدراسية معلومات أولية تفتح الأذهان وتنير الطريق، ومن يريد الاستزادة فالمكتبة الإسلامية والمرئية والصوتية مليئة بها.
******
المصادر من الكتب العربية والفارسية ومكاتب الانترنت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـــ القز ويني, السيد محمد كاظم. زينب الكبرى عليها السلام من المهد إلى اللحد. ص. 31.
2ـــ النقدي,جعفر. زينب الكبرى. ص. 17. 2.
3ـــ ألمحلاتي,ذبيح الله. رياحين الشريعة - ج3. ص. 33
4 ـــ بنت الشاطئ,عائشة عبد الرحمن. بطلة كربلاء. ص. 16. 2.
51 ـــ زينب الكبرى من المهد إلى اللحد ، للسيّد محمّد كاظم القز ويني: ص 43 ـ 49 .
6 ـ سورة النور/36.
7 ـ البرهان في تفسير القرآن ، للسيّد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية الكريمة.
 8 ـــ المعاجم العربية - معنى ألزينب.
9ـــ القز ويني,محمد كاظم. زينب الكبرى من المهد إلى اللحد. ص. 38.
10ـــ الأصفهاني,أبو الفرج. مقاتل الطالبين. ص. 60.
11ـــ من كتاب "مراقد أهل البيت في القاهرة" لفضيلة الشيخ محمد زكي إبراهيم, 
12ـــ المعاجم العربية - معنى العقيلة.
13 ـــ بحار الأنوار ج28 ص55 ب2 ح23.
14 ـــ مصادر البحث: 2. أُسد الغابة 5/469. 3. مثير الأحزان: 80. 13. 1. اُنظر: أعيان الشيعة 7/137. أعيان الشيعة 7/137. 4. معجم رجال الحديث 24/219 رقم15659. 5. المصدر السابق: 477. 7. المصدر السابق: 436. 8. المصدر السابق: 437. 9. اللهوف في قتلى الطفوف: 78. 11. المصدر السابق: 477. الاحتجاج 2/31. 10. وفيات الأئمّة: 435. 6. الأمالي للمفيد: 321. 12. وفيات الأئمّة: 442. 14.
15 ـــ أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 7 - ص 140 - 141
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1    ــ (1) نهج البلاغة: 47.(2) سورة آل عمران: الآية 107. 
ـــ زينب الكبرى عليها السلام من المهد إلى اللحد.
2    ـــ المجلس 14 حديث: 58.
3    ــــ زينب الكبرى من المهد إلى اللحد.
4    ــــ زينب الكبرى من المهد إلى اللحد.
5    ـــ http://www.aqaed.com/mosabeqe/mosah-mosha/10/006.html
6    ـــ http://www.al-kawthar.com/husainia/zeinab.htm
7    ـــ http://rafed.net/booklib/view.php?type=c_fbook&b_id=115 - زينب الكبرى عليها السلام من المهد إلى اللحد.
8    ـــ (6) ( زينب الكبرى ) جعفر النقدي ص 22 . (7) ( في رحاب السيدة زينب ). 
9    بحر العلوم ص 37 . (8) ( السيدة زينب ) عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ ص 50
10                ـــ موقع الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام يستخدم برنامج وورد بريس - النسخة العربية.
11                ـــ في كتابه (أعيان الشيعة) عن بعض أهم المواقف التي مرَّت بها سيدتنا زينب الكبرى
12           ـــ http://alqaaem.com/seera/hazrate_zinab/ -سيرة حياة السيّدة زينب عليها السلام - قائم آل محمد, مرکز آل البيت العالمي للمعلومات: al-shia.comhttp://alqaaem.com/seera/hazrate_zinab
13ـــ فاطمة بنت أسد - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. 
14 ـــ ترجمه إلى العربية: مؤسسة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الثقافية.
15ـــ 1. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 8. 2. نفس المصدر. 3. السيلاوي، الأنوار الساطعة، ص 10. 4. إذ أنّ قصي هو الجدّ الرابع و لؤي هو الجدّ الثامن للرسول الكريم (ص).
 
16 ــــ الشيعة هم آهل السنة" الدكتور محمد ألتيجاني السماوي,
 
17 ـــ ( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد ) القز ويني ص 607 .
18ـــ ولائيات آهل البيت (ع) مجموع المشاركات = 120
19 ـــ ولائيات آهل البيت (ع) مجموع المشاركات = 120
20 ـــ عقيلة بني هاشم . لمؤلفه: علي بن الحسن الهاشمي الخطيب.
السيدة زينب رضي الله عنها - أهلا بكم في موقع نور النبي.
 
21 ـــ   http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=278375d5e63dae70
22 ـــ ماذا تعرف عن العقيلة زينب بنت علي ابن أبي طالب بطلة كربلاء مع ذكر.
 www.erfan.ir/arabic/occasion/occ.php?id=7&oid=52
23 ــــ http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=6ea5b2d9cef68928
24 ـــ www.erfan.ir/arabic/occasion/occ.php?id=7&oid=52
من هي السيدة زينب عليها السلام - شبكة السراج.
25 ـــ السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليهما السلام - شبكة السادة ...
 
26 ــــ السيدة زينب الكبرى -ع - أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 7 - ص 140 – 141
27 ـــ من هي السيدة زينب عليها السلام - شبكة السراج.
28 ـــ شبكة الإمام المهدي العالمية للمعلومات: السيدة زينب الكبرى (ع).
29 ـــ بمناسبة ولادة السيدة الكريمة زينب العقيلة عليها السلام - مرکز الإسلام ...
30 ـــ سيرة حياة السيّدة زينب عليها السلام - قائم آل محمد.
31 ـــ شبكة الإمام المهدي العالمية للمعلومات: ولادة السيدة زينب بنت الإمام علي ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
abo_jasim_alkufi@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الكوفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/20



كتابة تعليق لموضوع : .: بطلة كربلاء زينب بنت علي.)ع(فيض النبوة و عطاء الإمامة :.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net