مجموعة 5+2
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكل يعرفون او على اقل تقدير سمعوا عن مجموعة ال 5+1 والتي يقصد بها الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن والحاملة لحق النقض المسمى ب(الفيتو) دون باقي دول العالم!, اضيف لهم مؤخرا دولة المانيا الاتحادية غير الحاملة للفيتو والطامحة الى الحصول عليه بكل الطرق.
الاسباب الحقيقية لاجتماعات الدول الخمسة معروفة لكل مراقب , فهي تجتمع من اجل الحفاظ على مصالحها في العالم اولا و مصالح حلفائها ثانيا, ومن ثم تناقش باقي الامور الاخرى والتي يجب ان تسير ضمن مجرى مصالح احدى هذه الدول على اقل تقدير.
الدول الخمسة المهيمنة على مقدرات العالم تتقاسم العالم بينها بطرق استعمارية حديثة عن طريق هيمنة المصالح وقوة الفيتو, وتسعى الى استمرار هيمنتها على العالم اطول مدة ممكنة ,ولا لوم عليها في ذلك في عالم السياسة..بدقة اكثر هي تحتجر الكعكة لها وتعطي حصة لاتباعها(كل حسب صلة قرباه), وتكسر الصحون على رؤوس معارضيها او اعدائها ..هذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان نتعامل معها كما هي من اجل مصالح دولنا.
اما المانيا فهي دولة ساعية لاعادة امجادها (الاحفاد يسيرون على خطا الاجداد) على الرغم من ان بلادهم تسير نحو الشيخوخة, فهم قوم لاياس عندهم,وكذلك فان المانيا تسعى ان تدخل قسمة الكعكة العالمية مع الدول الخمسة من خلال حصولها على حق النقض(الفيتو) وبذلك تستطيع ضمان بقائها وعدم افول نجمها ,فهي تتوقع ان تصبح في وقت ليس ببعيد بلد العجائز الاول في العالم وكل وارداتها لن تسد رمق الملايين من العجائز القاطنين فيها.
حضور المانيا مع الدول الخمسة يذكر العالم دائما برغبتها في الحصول على الفيتو ,ويجعل منها بلد يحسب حسابه,ويصور موضوع حصولها على الفيتو وكانه امر واقع لامحالة (بطريقة نفسية ذكية لغسل عقول العالم) ..وكذلك هي تحضر الاجتماعات من اجل الحفاظ على مصالحها في دول العالم ومن اجل تطبيق قاعدة من حضر القسمة فليقتسم .
اما نحن العرب فننسى انفسنا دائما ونساهم في ان نجعل العالم ينسانا ولا يهتم لمصالحنا..وحتى جامعتنا العربية عرجاء عوراء شبه مشلولة تبحث عن علاجها في صيدليات الاخرين دائما.
سؤالي لقادة امتنا العربية هو..لماذا لم تفكر الجامعة العربية بان تفعل فعل المانيا وان تجعل المجموعة عبارة عن 5+2 بدلا من 5+1 وتضمن مصالح جميع اعضاء هذه الجامعة ؟؟..ولماذا لم تقدم احدى الدول العربية الغنية على هذه الخطوة الجبارة لصالحها وصالح امتها؟؟.
فقضية حضور اجتماعات الدول الخمسة لاتحتاج سوى الى المبادرة في حضور الاجتماعات وطرح النفس كفاعل حقيقي في الاجتماعات من خلال مندوب يمثل الدولة المعنية حتى لو تطلب الامر ان تحشر تلك الدولة نفسها حشرا بين الدول الخمسة لكي تحظر كل اجتماعاتها..وطبعا يتطلب الامر ان تساهم ببعض تكاليف تلك الاجتماعات..وربما يتطلب الامر الدخول تحت عباءة احدى الدول الخمسة الى حين .
وشكرا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat