صفحة الكاتب : نوفل سلمان الجنابي

ندافع والضحية
نوفل سلمان الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وهل كتب الله علينا أن ندافع إلى الأبد والآخرون يتفرجون؟ حسنا :أولا..إذا كان الله قد كتب علينا أن نعيش إلى الأبد فيجب علينا إذن أن ندافع إلى الأبد! إن حياتنا هى مسؤولية بقدر ماهى ميزة, وهى حياة يجب أن تكون دائما أكثر أمنا وليست مجرد أقدمية زمنية ....ثم من هؤلاء الآخرون ؟؟ سؤال لاداعى للإجابة عليه, لأن إجابته معروفة للقاسى والدانى ,فإذا كنا نعنى بالآخرون العرب فهذا شئ, وإذا كنا نعنى أنفسنا فهذا شئ آخر, وإذا كنا نعنى إسرائيل فهذا عجب العجاب!!! إن الشعوب لاتجامل بعضها بالدماء ...الشعوب ربما تجامل بدموعها وبأحزانها وبمشاعرها, ولكنها تحتفظ بدماء أبنائها لشئ واحـد فقط., هو دفاعها عن بقائها ...هذا الدفاع هو الذى جعلنا نضحى بدمائنا دفاعا عن بقائنا, وليس عن الأخرين...ومثال ذلك إذا جاء قاطع طريق, وسكن فى المنزل المجاور لمنزلك, وبعد أن تعرف عليك وتحدث معك ثم همس فى إذنك قائلا لك : أنت صديقى الجديد, وحبيبى المجيد, فلاتعترض طريقى !..إننى سوف أفرض إتاوة على كل سكان الشارع ,وسأعفيك أنت وأنت فقط فأتركنى وشأنى لكى أتركك وشأنك ,..هنا سوف تسمع فى داخلك صوتين.... صوت يقول لك هذا كلام جائز.... صحيح إنه قاطع طريق وصحيح أنه يفرض إتاوة بالقوة ,ولكنه يفعل ذلك مع الآخرين, وليس معك..... أحمد الله إذن ونم واستريح البال..... وصوت آخــر يقول لك :أنت لاتستطيع أبدا أن تنام هادئ البال طالما أن قاطع الطريق يفعل ذلك مع سكان الشارع... انه الآن يتفرغ للآخرين, ولكنه بمجرد أن يفرغ منهم ...فسيأتى الدور عليك حتما إنه من الأفضل لك إذن أن تضم قوتك إلى قوة الأخرين, وهم يقاومونك الآن .....بدل أن تنتظر فناء الآخرين فتكتشف أنك وحدك حينما يستدير قاطع الطريق.... هذا إليك!!! ..وسوف تفترض حسن نية هؤلاء الذين اعتادوا بين وقت وآخر أن يقدموا البلاغات الكيدية ضد العرب والعروبة ,وحتى أنفسهم ...ما الذى يجب علينا أن نفعله إذن؟ إنهم أشقاؤنا وسيظلوا كذلك لانه قدرهم قبل أن يكون قدرنا, ومصيرهم قبل أن يكون مصيرنا ,وسوف يعود للماء نقاؤه وصفاءه, وليس ذلك على الله ببعيد, وسيظل الشقيق هو الشقيق, وحتى لو افترضنا أننا اكتشفنا فجأة أن الشقيق جاحد وشامت وحاقد وفيه كل الأوصاف الشيطانية!!! ...ماذا تفعل مع شقيقك ؟هل تذهب إلى أقرب مكتب للشهر العقارى تسجل تبرؤك منه ؟وهل أنت تملك أصلا أن تتبرأ منه ؟؟ إننى سأظل أدعوا وأبتهل, وأسعى وأصلى كى يكون شقيقى دائما أفضل مما هو عليه ولكن إلى أن يحدث ذلك فإن هناك حقيقة كبرى تقررت وإنتهى الأمر .. حقيقة انه فى أسوأ حالاته لن يحل دمى ,ولن يرتهن رقبتى,ولن يسير على جثتى ؟؟؟!!! وتوقف القلم وانهمرت الدموع على الحدود ....إن كل هذا يعيدنا إلى الأصل إلى إسرائيل لقد فعلت إسرائيل بنا الكثير قتلت ,ودمرت ,وشردت ,وغزت ,وأبادت ,وقذفت لخمسة وستوت عاما بقنابل كان أخطرها قنابل صبت فى حياتنا كمية لانهاية لها من الكراهية, ليست كراهية لها ولا لأهدافها ,وهو الأمر الطبيعى !!! ولكنها كراهية روجتها هى لبعضنا البعض!! إن هدف إعلام إسرائيل وجهود إسرائيل طوال سنوات قيامها كان تسخيرها لأحداث الوقيعة بين العرب وبعضهم البعض, وبين الأخوة أيضا,وهذا ليس إتهاما ,ولاإدانة ,ولا إحتجاج أخلاقيا فالسياسة لامكان فيها للإحتجاجات الأخلاقية, هذه مجرد وقائع وربما لو كنا مكان إسرائيل ولنا أهدافنا لسلكنا نفس الطريق,!! إن أخطر الأسلحة الأن الموجهه ضدنا نحن... أن البعض منا يفعل ذلك بالإنفعال ,والبعض بعدم المعرفة, ولكن البعض الآخر يفعله بقصد والبعض روج ويروج لمثل ذلك المنطق لانه مقدمة ضرورية تمهد بيننا للإذعان للسلام الإسرائيلى بديلا عن السلام العربى والإسلامى, وهما مفهومان متناقضان تماما ولنأخذ مثلا :فيما يقال :إن علينا أن نقيم السلام مع إسرائيل كما تعرضه علينا, لأننا يجب أن ننبذ طريق الحروب والكراهية والأحقاد !!..ماذا أخذنا من الحروب؟ لماذا لانحاول أن نكون متحضرين من البداية ونلجأ إلى التفاوض مع إسرائيل وإقناعها ولماذا لانسلك طريق السلام من البداية, ومثل تلك التساؤلات الملفقة التى قيلت وتكررت فعلا عن قصد... نفترض أولا أن مكان بيننا وبين إسرائيل منذ عام 1948 هو مباراة كرة قدم ,ولقد كان علينا أن نسجل هدفا فى المرمى فيقتنع الإسرائيليون وينسحبون من الملعب, ولكننا ويالهذا الشر فى نفوسنا أبينا إلا أن نلجأ إلى الكراهية ,والحقد والمدفع, والقنبلة لكى نواجههم بها ..!! أرأيت سفهاء وأشرار مثلنا؟؟؟فقد حان الوقت إذن لكى نصبح متحضرين ...بل ربما نقدم إلى القوم إعتذار عن سوء سلوكنا فى الماضى, وأن كل ماعملناه هو أعمال إرهابية, بل ونحن إرهابيون !وندمنا على مافعلنا!!! وسندك كل من تسول له نفسه بالإعتداء على اليهود وسنقدم بذلك تعهدات وضمانات بحسن سلوكنا فى المستقبل, عندما نستلم المسؤولية والويل كل الويل للإرهابيين !!..لقد تم قبول فعلا مثل تلك الأشياء, وغسلت أدمغة وتم الترويج لها بتبجح منقطع النظير, تبجح لأنه حذف تماما ما كان بيننا وبين ماكان يسمى بالعدو السرطانى ..,والذى تأتى أصوات بيننا لكى تقول لآسر الشهداء والمعتقلين والمعوقين والمنفيين أن الصراع الذى كان بيننا وبين إسرائيل طوال السنوات الماضية ,كان مجرد نكتة سخيفة تلهينا بها وضحكنا بسببها ,وحماقة حان الوقت للإعتذار عن إرتكابها, لقد كانت تلك فى الواقع جريمة فى حقنا جميعا, جريمة فى حق فلسطين!!! ..بالطبع إسرائيل تريد السلام !!ونحن نريد السلام؟ ولكن سلامنا يختلف جذريا عن السلام الذى تريده إسرائيل !!!والصدام بيننا ليس أساسه بين الحرب والسلام, لكنه صدام لأن كل طرف يحاول أن يفرض النوع الملائم له ولأهدافه, وماتريده إسرائيل أولا وقبل كل شئ هو سلام القوة, ...والإحساس بالقوة له منطق خاص به, يجعل صاحبه يتصور دائما انه على كل شئ قدير!!! ....وللحديث بقية ..يتبع

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نوفل سلمان الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/28



كتابة تعليق لموضوع : ندافع والضحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net