صفحة الكاتب : عبد الناصر جبار الناصري

عقد القمة العربية في بغداد خسارة حقيقية للعراق الجديد
عبد الناصر جبار الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن العراقيين الذين أكتوينا بنيران الدكتاتورية والبطش وسفك الدم والمقابرالجماعية والقتل العشوائي والحصار السياسي والأقتصادي وخط الفقر وأنهيار التربية والتعليم وزيادة التخلف وأنتشار الجريمة المنظمة ووووو الخ من الصفات اللاأنسانية التي يندى لها جبين الأنسانية كل هذه الصفات ذاق مرارتها الشعب العراقي المغلوب على أمره وكل هذه الجرائم الخطيرة كانت تمر على العراقيين أمام أنظار ومسامع الحكام العرب الذين لم تتحرك لهم شعرة في رفض وأدانة الذي كان يحصل للعراقيين والأغرب من ذلك أن هذا القتل للعراقيين كان يمر ويحصل بمباركة الحكام العرب الذين كانوا يساندون ويرحبون بجميع أعمال رفيقهم المناظل في القتل والتعذيب وتدمير العراق رفيقهم صدام حسين 
وبعدما تخلص الشعب العراقي من حزب البعث الدموي وصدام حسين الدموي بالرحمة الأمريكية تنفس الشعب العراقي الحرية التي لم تدم  كثيرا وأنتهت هذه الحرية بأنتهاء حكم المستشارالأمريكي والحاكم المدني الأمريكي بول بريمر فعندما كان بريمر على سدة الحكم كنا لم نرى أن الكهرباء تنطفيء وكنا لم نرى ان الراتب لم يكفي للموظف ولم نرى التفجيرات والمفخخات ولم نرى القتل بالكواتم ولم نرى المليشيات الدموية ولم نرى القتل على الهوية ولم نرى كل المشاهد الدموية التي نراها الان 
نستنتج من هذا أن القتل والدمارالحاصل في العراق  يتم بمباركة الحكام العرب فالطائفية الدينية لم تنمو بالعراق بدون دعم عربي فجميع الحكام العرب كانوا ولازالوا يرتعشون  خوفا من التجربة العراقية الجديدة ولم يقتنعوا أبدا بوجود عراق تعددي  ديمقراطي قائم على صناديق الانتخابات ولذلك حاربوا العراق بكل السبل الممكنة 
 
وبعد عودة مايسمى القيادة العراقية المعارضة السابقة بدأنا نسمع منهم الكثير من التصاريح التي تثلج الصدور ومنها على سبيل  المثال أن العراق أمة مستقلة بحد ذاتها  وان العراق سوف يكون نموذج ممتاز يختلف عن باقي الدول العربية   وأن العراق لايمكن أن يسير على نهج الحكام العرب وأن العراق ليس جزء أساسي من الأمة العربية ونريد أن نخرج العراق من هذا العمق العربي الدكتاتوري وكنا نحن العراقيين المظلومين عندما نسمع بمثل هذه التصاريح الرنانة نشعر بالفرح الشديد وكنا نقول بأن جميع آمالنا وطموحاتنا سوف تتحقق في العراق الجديد 
ولكن وللأسف الشديد كانت هذه التصاريح  هي عبارة عن أستهلاك أعلامي فقط وأن قادة العراق الجدد في حقيقتهم وفي نواياهم معجبين جدا جدا بالأنظمة العربية وبالأسلوب الدكتاتوري الذي تسير عليه الحكام العرب وتحكم الشعوب العربية به  فكل قيادي عراقي عندما عاد للعراق الجديد يفكر بأن يكون هو صدام حسين وهو دكتاتور العراق الجديد لأن الأنسان لايمكن أن يخرج من محيطه ومن عادته وتقاليده بسهولة وسلاسة ألا أذا كان هذا الأنسان صاحب وعي ودراية وبصيرة في مجريات الأمور 
وهذا بلا شك أن الحكام العرب لم يوافقوا على عقد القمة في بغداد الا حينما شعروا جميعا بأن العراق الجديد عاد الى  طريق الصواب وهو طريق الدكتاتورية والبطش وأخشى ما أخشاه أن يشيطنوا كافة قادة العراق وبالفعل سوف يشيطنوا الجميع عند أنعقاد القمة في بغداد 
لأن القمة هي بمثابة لقاء وبمثابة ندوة وبمثابة محاضرة يلقيها المحاضرون لكي يستفيد الجالسون والمراقبون من حديثهم في المحاضرة القيمة ولو سألنا أنفسنا منهم هؤلاء المحاضرون الذين يحاضرون في القمة ؟ وماذا نستفيد منهم ومن محاضراتهم 
هؤلاء الحكام العرب لم يستفد العراقيون منهم الا لغة  الدكتاتورية ولغة القمع ولغة السجن ولغة تكميم الأفواه ومضايقة الحريات  ولغة نشر المخابرات والتجسس على المواطنين ومراقبة غرف نوم الموطنين ومراقبة خطوط الانترنت وحجب المواقع الالكترونية المعارضة لسياسة الحكام العرب 
فعندما نسمع هذه اللغة من الحكام العرب هل يستفيد الشعب العراقي منها ؟ بالتأكيد لايستفيد الشعب العراقي منها بل على العكس تماما سوف تصدرلحكام العراق الجديد معاني القتل  والتخويف والدكتاتورية وكافة الوسائل الوحشية لقمع الشعوب 
ولو سألنا أنفسنا أيضا من هو الحاكم العربي الشرعي الذي يأتي للعراق لكي نتعلم منه الحياة السياسية والقيادية فهل يوجد حاكم عربي شرعي يمثل كافة أطياف شعبه لكي نستنسخ تجربته داخل العراق ؟
وأنا أخشى من هذه القمة أن تقوم بدعم المالكي وتعلمه أساليب الدكتاتورية لقمع الشعب العراقي  لأني أعتقد جازما بمقولتي القائلة \" أذا قبل الحكام العرب بحاكم عراقي فأن هذا الحاكم يصبح دكتاتور مثلهم \"  ولذلك قال العرب من شيمة العرب الترحيب بالضيوف 
وبما أني لاأؤمن بشعارات العرب فأقول لاأهلا ولا سهلا بكم ياحكام العرب .
  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر جبار الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/25



كتابة تعليق لموضوع : عقد القمة العربية في بغداد خسارة حقيقية للعراق الجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net