العلمانية علاج لمرض الطائفية
مهدي المولى
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهدي المولى

طرحت دعوة تقول لقحوا العلمانيين من الطائفية السؤال الذي نطرحه ان هذه الدعوة موجهة لمن من هي الجهة التي تلقح العلمانيين وما هو هذا التلقيح
المعروف ان العلمانية هي الدواء الشافي للقضاء على داء الطائفية والعلماني هو الطبيب الوحيد لانقاذ الشعب من وباء الطائفية
لو شخصنا الطائفي هو كل شخص يتعصب لرأيه لموقفه لحزبه لعشيرته لمذهبه لدينه لقوميته ويرى في كل ذلك الافضل والاحسن وينظر الى الاخرين نظرة ازدراء ويعمل على الغائهم والقضاء عليهم
ولو دققنا في وضع هذا الطائفي لاتضح لنا انه مصاب بحب الذات بحب نفسه فقط فهو على استعداد ان يقتل افراد عائلته من اجل نفسه عناصر دينه مذهبه قوميته الا انه وجد في كل ذلك وسيلة للوصول الى اهدافه الخاصة ومصالحه الذاتية ولا يهمه شرعيتها ولا الوسيلة التي تحقق له ذلك
فالعلماني لا يريد الغاء رأي الانسان ولا فكره ولا قوميته ولا مذهبه ولا حزبه ولا دينه بل يرى ذلك امر طبيعي ويشجع عليه بشرط ان يحترم اراء ومعتقدات الاخرين وان ينطلق من فائدة ومنفعة الاخرين
فالعلماني يقف الى جانب مثلا المسيحي الصابئ اذا تعرضا الى اي مضايقة في اقامة طقوسهم الدينية ويقفون الى جانب الشيعة او السنة اذا تعرض اي منهما الى اساءة من اي طرف اخر
فالعلماني هو الذي يضع العلاج لكل سلبية في المجتمع بدون ان يسيء لهذا الطرف او ذاك الطرف على خلاف الطائفي الذي ينطلق دائما من منفعة ذاتية على حساب خسارة الطرف المقابل
السؤال الذي يطرح نفسه هل في العراق علمانيون من خلال اطلاعي ربما المحدود لم اجد نعم هناك اراء وجهات نظر تطرح الا اننا لم نجد موقف عملي ملموس وواقع على الارض فالذي يطرح تلك الاراء يعيش في بروج عالية يريد من الاخرين الصعود اليه
لان العلماني المتعالي والمتعصب لعلمانيته ويسخر بالاخرين فهو اكثر طائفية من اي طائفي اخر لهذا يتطلب من العلماني
اولا ان يفهم الواقع فهما عميقا وواسعا
ثانيا الاعتراف والاقرار بهذا الواقع لا يجوز الغائه وحرقه او التجاوز عليه
ثالثا النزول الى مستوى ذلك الواقع ثم العمل على رفعه على تغييره بحيث يكون هذا الرفع وهذا التغيير طبيعي وبدون اي اصطدام وهذا يتوقف على مستوى علم وتضحية العلماني
رابعا يتطلب من العلماني ان يستند على مرجعية واضحة في احكامه على هذا الطرف او ذاك وهذه المرجعية في العراق مثلا العملية السياسية السلمية الدستور الديمقراطية والتعددية ويكون الحكم على الاطراف السياسية المتنازعة من خلال قربها او بعدها عن الدستور الديمقراطية العملية السياسية السلمية
خامسا ان يبتعد عن اسلوب التهدئة بين الاطراف وخاصة اذا كانت على حساب الدستور الديمقراطية ويكون جريء وشجاع في موقفه لا تأخذه في الحق لومة لائم
للاسف ليس هناك اي موقف واضح ومحدد للتيار العلماني خاص في المواقف المطروحة المتنافسة والمتصارعة كان بأمكانه ان يكون له موقف واضح وبأمكانه ان يكسب الجماهير الشارع العراقي وكان بأمكانه ان يحول هذه الصراعات الطائفية والعنصرية الى صراعات اخرى بين القوى الديمقراطية وغير الديمقراطية تتجاوز العنصرية والدينية والمذهبية
لكن التيار العلماني ولو مجازا ان اسميه لانه لا يوجد تيار علماني لم يتخذ اي اجراء واي خطوة من اجل ذلك فبقي يدور مع الجهات الاخرى في الصراعات الطائفية والعنصرية على شكل افراد مع هذه المجموعة او تلك المجموعة من اجل الحصول على مصالح خاصة ومنافع ذاتية
لهذا يتطلب وحدة انصار ودعاة العلمانية في تجمع في تيار واحد ويحدد موقفه ووجهة نظره في برنامج ونهج واضح ويدخل بقوة الى الشارع للدفاع عن الجماهير عن الشعب فهناك فرص كثيرة يمكن ان يستغلها لصالحه
مثلا تصريحات رئيس الحكومة التركية اردوغان المعادية للشعب العراقي وتدخله في الشؤون الداخلية للعراق تدخل الرياض والدوحة
اعتماد بعض الاطراف السياسية على جهات خارجية معادية للشعب العراقي معادية للعملية السياسية السلمية التي تجري في العراق معادية للديمقراطية والتعددية
تصريحات بعض المسؤولين المنافية للدستور والمضادة لوحدة العراق الديمقراطي التعددي الموحد
الازمات المتتالية والمتفاقمة والمصحوبه بالفساد المالي والاداري وغيرها المفروض بالقوى العلمانية ان تستغل كل ذلك وتخرج بمظاهرات سلمية مطالبة بوضع الحلول والعلاجات واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالقضاء عليها والدعوة الى الالتزام بالدستور والتمسك به وحل الازمات والمشاكل وفق الدستور ورفض اي اتفاق يتعارض مع الدستور
للاسف ان العلمانيين لم يتخذوا موقف واضح من الاعتصامات الطائفية التي تجري في المناطق الغربية والتي تدعوا صراحة الى الغاء الدستور والغاء المؤسسات الدستورية مهددة ومتوعدة الشعب العراقي بالموت وهي رافعة اعلام اعداء العراق معلنة زحفها على بغداد لتحريرها من بقايا الساسانيين العجيب ان بعض الذين يدعون العلمانية ايدوها واعتبروها شرعية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat