متى تحل الازمة السياسية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحقيقة ان حل الازمة السياسية ليس مستحيل بل سهل جدا اذا كانت نوايا المسؤولين صادقة وامينة وهدفهم خدمة الشعب والوطن اذا انطلقوا من مصلحة العراق كل العراق من مصلحة الشعب العراقي كل الشعب
للاسف ان المسؤولين يمثلون انفسهم مصالحهم الخاصة لكنهم وجدوا في الطائفة في القومية وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية ليس الا فكل واحد يصرخ باسم الطائفة باسم القومية باسم العشيرة باسم الحزب لا تجد من يصرخ باسم العراق لا تجد من يذكر اسم العراق فالعراق ذبيحة والمسؤولين كواسر كل واحد يريد الهبرة الاكبر
نسمع الكثير من المبادرات ومن المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات وتبديد الاموال والاوقات لكنها لم تخرج بأي نتيجة تذكر وتستمر الازمة ويستمر الفساد المالي والاداري ويتفاقم العنف والارهاب ويزداد المسؤولين تخمة وثروة ويزداد المواطنين جوعا وفقرا وكأن هناك اتفاق بين المسؤولين على مثل هذه الحالة واستمرارها لانها تصب في مصلحتهم لهذا فان حل الازمة يضر بمصالحهم فبفضل الازمة السياسية يسرقون ويفسدون وينهبون ما يحلوا لهم بدون رقابة ولا رقيب وكل شي في خدمتهم ومن اجلهم وتحت الطلب
فحل الازمةالسياسية لا تطلب دخول هذا الطرف الخارجي او ذاك فدخول اي طرف من خارج العراق لا يحل الازمة ابدا بل سيعرقلها او يخفي لغما بين طياتها معرض للانفجار في اي وقت
فحل الازمة يتطلب نية صادقة مخلصة والانطلاق من مصلحة العراق والالتزام بالدستور واحترامه وتقديسه واعتباره المرجعية الاولى التي يعتمد عليها في حل اي عقدة
فشعبنا نفذ صبره ووصل الى حالة محرجة ربما يؤدي الى حالة الانفجار والانفجار لا سامح الله اذا حدث لا يذر ولا يبقي شي من العراق والعراقيين فالحذر الحذر من هذه المرحلة للاسف بعض المسؤولين يتمنون ويرغبون في ذلك معتقدين انهم سيكونون في مأمن من ذلك وربما سيحققون الكثير من الامور لصالحهم لذلك انهم غير عابئون وغير مبالون بكل ما يحدث من سلبيات ومن مفاسد ومن عنف وخراب وكأن لسان حالهم يقول الا من مزيد
المواطن العراقي ماذا يريد يريد امن وامان لا يريد ان يسمع تفجيرات واغتيالات يريد ان يطمئن على حياته وحياة افراد عائلته يريد القضاء على القتلة والمجرمين وعصابات الارهاب والخطف والسرقة لا يهمه نوع الوسيلة او اسمها فهل القوى السياسية درست الاوضاع ووضعت الطرق والاجراءات بهذا الشأن
المواطن العراقي يريد تطبيق القانون والنظام يريد الجميع تحت طائلة القانون يريد ان يشعر انه انسان محترم يريد اذا راجع دائرة لا يرى فساد ولا رشوة يريد المسؤول في خدمة المواطن ومن اجله يريد الجميع سواسية كأسنان المشط يريد الحاكم خادم والمواطن هو السيد
ليت المسؤولون عند حسن ظن الشعب ويحققون امنياته وطموحاته فان الشعب وصل الى قناعة تامة بانهم جميعا كاذبون ضالون مخادعون هدفهم مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وان هذه الخلافات والصراعات بينهم مجرد عصابة كل واحد من افرادها يريد الحصة الاكبر
هناك من يقول ان الامريكان طلبوا من مسعود البرزاني طرح مبادرة لعقد مؤتمر وطني لحل الازمة في اربيل
لماذا الامريكان طلبوا من مسعود ان يقدم مبادرة ولم يطلبوا من جميع الاطراف ولماذا طلبوا منه ان يعقد المؤتمر في اربيل ولم يعقد في يغداد لا شك ان عقد المؤتمر في بغداد يحل نصف الازمة فبغداد عاصمة العراق فهناك اطراف لا تعترف بذلك بل لا ترغب حتى في رؤيتها بل حتى سماع اسم يغداد
لهذا الاتفاق على عقد مؤتمر المصالحة في بغداد دليل على ان هناك رغبة من قبل الاطراف في التوصل الى حل للازمة المتفاقمة
لا شك ان الشعب يعاني الكثير من المشاكل والازمات وله مطالب عديدة وكثيرة فعلى المسؤولين ينطلقون من الاهم الى المهم بجد واخلاص وتضحية فبناء العراق وسعادة الشعب لا يأتي بالشعارات والخطابات وانما بالعلم والعمل الصادق والتضحية ونكران الذات والمصالح الذاتية والعمل في اليوم 72 ساعة وليس 24 ساعة
هل تصدقون ان الشعب الياباني انتشر بين ابنائه مرض اسمه عشق العمل فالياباني يرفض اي اجازة حتى لو كان مريضا بل يفضل الموت وهو يعمل على الاجازة حتى عندما يعلن الاضراب محتجا يغلق باب العمل ويستمر يعمل في عمله لا يترك عمله ولو دقيقة واحدة
هل تدرون كيف تكونت هذه العادة التي اصبحت جزء من دم الياباني ولحمه والتي اصبحت دينه وقيمه لصدق المسؤول وامانته وتزاهته وتضحيته التي لا حدود لها ولا شروط
قيل لاحد المسؤولين كيف استطعت ان تقضي على الفساد المستشري وعلى العجز المالي الكبير في مدة قصيرة فرد بجملة صغيرة
لاني لم اسرق نعم لانه لم يسرق فويل للشعوب اذا كان مسؤولوها يسرقون
قال الرسول الكريم محمد ص اذا فسد المسؤول الحاكم فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون واذا صلح المسؤول الحاكم صلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون