صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الديمقراطية .... البعث يعود بحلته الجديدة
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

ان الديمقراطية الجديدة في العراق  التي يقودها بعض الساسة الذين لازالو يحلمون بالمناصب وكراسي الحكم ولا يعلمون ماذا يحاك وراء ظهورهم وظهر الشعب العراقي المسكين والذي اصبح سكوتهم واضح على الغزو الكبير للبعثية في العراق وعودتهم الى السلطة كل ذلك يجعلنا امام رؤية ان الشعب العراقي يتعرض للخيانة كبرى من بعض الاحزاب التي حسبت على الاسلام بلا مبرر  

  الديمقراطية الجديدة التي ننشدها ونحن نرى القتلة والمجرمين من اعضاء حزب البعث المجرم وضباط المخابرات والأمن والاستخبارات الصدامية الذين جعلوا من العراق مقبرة كبيرة يتبوءون المناصب العليا في الدولة من جديد و لايستطيع المواطن العراقي الوطني والكفوء ان يحصل حتى على وضيفة لائقة في وطنه.

  ان القيادة التكريتية  للعراق  على مدى اربعة من العقود  لم تكن من قبيل الصدفة بل جاءت  مدروسة بإحكام ومدفوعة من قوى عالمية لكسر شوكة هذا الشعب الصامد الصابر ، اليوم البعث يمثل للعراقي القتل وحرب الابادة ، والمقابر الجماعية، والمجاعة والحصار والأسلحة الكيماوية الكيماوية وعمليات الأنفال وتجفيف الأهوار ، وتدمير البيئة، وتشريد خمسة ملايين في الدول ، وتهجير مئات الألوف من الكرد الفيلية والشيعة العرب بتهمة التبعية لإيران بعد مصادرة ممتلكاتهم، وتجريدهم من جميع وثائقهم التي تثبت عراقيتهم وشهاداتهم الدراسية،  وسجن شبابهم في المعتقلات وإبادتهم فيما بعد، وإلقاء المهجَّرين على الحدود العراقية-الإيرانية المزروعة بالألغام أيام الحرب العبثية،

البعث بالنسبة للعراقي يعني إرغام كل مواطن أن يتجسس على غيره من المواطنين يحصي عليهم أنفاسهم وحركاتهم، ويتجسس حتى على أفراد عائلته، كما ويعني تمزيق شمل العائلة بإرغام الأزواج تطليق زوجاتهم لأسباب طائفية قذرة بتهمة التبعية لإيران. وإذا كان هذا السلوك البعثي العنصري ليس فاشياً وعنصرياً فليت شعري ما هي العنصرية والفاشية؟

اليوم البعثيون عائدون إلى السلطة برؤية عصرية ، وهم تحينوا الفرص خلال السنوات التسع الماضية ليجدوا لهم منفذا للعودة ، وقد وجدوه أخيرا في الأرتباك والفوضى والصراعات الطائفية والقومية الداخلية .. ولسنا هنا مع ابعاد أي عراقي عن العمل في أجهزة الدولة العراقية ، بعد التأكد من أشياء عديدة منها ( انتمائه وولائه لوطنه ، وإخلاصه ) ولم تلطخ يديه بدماء ابناء الشعب العراقي بأية صورة من الصور لكني على يقين تام ان من عاد وسيعود سيعجز حتما عن ممارسة التجربة الديمقراطية والانتخابات الحرة ، لأنه أولا بعثي ، وهذه صفة نبذها الشعب العراقي بأجمعه ، وثانيا انهم لم يمارس  التجربة الديمقراطية الحقيقية بسبب عيشه وفق حكم الفرد وغير ذلك .

وما قيام الهاشمي ومعه بعض النواب بتوزيع الاموال الطائلة على المتظاهرين غرب العراق الا ضمن هذا المشروع الجهنمي الذي يعدونه لشيعة العراق وهو ما يفسر كثيرا لماذا عاد الاستقرار الى الغرب فيما بدأت الفوضى وعدم الاستقرار تحل في الجنوب والوسط والعاصمة بغداد !

نحن نطلق صفارة الانذار للمتصدين لزمام الحكومة ولقادة الشيعة ان يسرعوا لنجدة شعبكم والابتعاد عن اساليب الانتقام والانتقائية قبل فوات الاوان وقبل ان يحل عليكم 'البعث' مجددا ولكن هذه المرة بـ'رغبة' من الداخل كما يتمناه اؤلئك الذين ساءت وجوههم  لنحذر في الوقت ذاته البعض من الشيعة من الانحدار نحو ما تمنيهم دوائر المخابرات العربية وما تخطط لهم من مستقبل لن يكون باحسن مما كان في عهد النظام البعثي الطائفي..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/16



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية .... البعث يعود بحلته الجديدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net