اكتشاف مقبرة جماعية .... في كربلاء
علي الكربلائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الكربلائي

من المزايا الحسنة لشحه المياه في العراق واقصد مياه نهري دجلة والفرات هو معرفة ماذا يوجد في قعر هذين النهرين أو الأنهار التي تتفرع منها. فمثلا نهر الحسينية الذي يتفرع من نهر الفرات ويشق الأراضي الزراعية في محافظة كربلاء ، فهذا النهر يعتبر حيوي والقلب النابض لمدينة كربلاء ليس فقط لرواء الأراضي والبساتين الزراعية بل أيضا لضخ الماء الصالح للشرب إذا كان الماء صالح للشرب إلى جميع مناطق كربلاء . يشهد هذا النهر ألان حملة رائعة من حيث تبطين جانبي وقعر النهر بمادة الاسمنت بحيث تساعد هذه العملية على المحافظة على مياه النهر وبقائها بكميات كبير في النهر بدون تسرب إلى الأراضي المجاورة له . يصاحب عملية التبطين هذه جفاف باقي النهر الذي تم إنهاءه ولكن ليس جفاف كامل بل تبقى كمية قليلة من الماء التي تسمح برؤية قعر النهر بسهولة ، وهنا تبدأ المفاجئة باكتشاف قعر النهر والذي عبارة عن مقبرة طويلة تمتد على طول النهر وهذه المقبرة لا تحتوي على بقايا جثث لأشخاص بل يوجد ما لذ وطاب من مختلفة المواد المستهلكة مثل :-
1- مواد كهربائية .
2- عجلات سيارات وغيرها .
3- حديد شبابيك وأبواب وغيرها.
4- مبردات هوائية.
5- مواد بلاستيكية مثل قناني مياه وغيرها.
6- مواد تستعمل في النجارة مثل الأخشاب وغيرها.
7- بقايا هياكل لدراجات هوائية ونارية.
8- مواد سائلة مثل دهون السيارات ومخلفات لغسل السيارات .
9- حيوانات ميتة ومتفسخة وغيرها .
10- طحالب نباتية وغيرها والتي تقوم بامتصاص مياه النهر وانخفاض منسوبه.
وكذلك مواد أخرى لا تخطر على بالي ومن أضاع شي ما فليذهب إلى النهر وجائز يعثر عليه. اذكر في زمن الطاغية كانت الحكومة المحلية في ذلك الزمن تقوم بعملية تنظيف النهر من الترسبات الطينية والطحالب النباتية بالإضافة إلى ما قد ذكر سالفا من المواد أعلاه وتدعى هذه العملية ب ( الكري ) وتستعمل حفارات كبيرة برمائية لهذا الغرض وتستمر العملية عدة أيام في فترة عاش العراق فيها الحصار الاقتصادي والقحط وشحه الآليات الثقيلة وعدم وجود رقابة مباشرة من قبل وزراه البيئة واعتقد لا توجد وزارة بيئة في ذلك الوقت . نحن ألان في زمن الحكومة المنتخبة من قبل الشعب والتي جاءت للحكم عن طريق الانتخابات الديمقراطية وهذه الانتخابات جلبت شخصيات تدعي أو معروفة بنضالها ضد صدام وهم من النخبة المثقفة والوطنيين حسب قولهم إذا كان هذا صحيح والله العالم ، فكيف يكون حال هذا النهر الذي يمثل الشريان الحيوي النابض لمدينة كربلاء من الناحية الاقتصادية والتاريخية بهذا الشكل من القذارة وتردي نقاوة المياه الجارية فيه . فأين وزارة الزارعة ودورها الرقابي للمحافظة على جودة المحصول الزراعي الذي يحب أن يكون خاليا من المواد السامة المشعة ، وأين وزارة الري وعملها في متابعة نظافة القنوات الروائية الزراعية وسلامتها من المواد المستهلكة والمشعة ، وأين وزارة البيئة ودورها الرقابي للمحافظة على نظافة ونقاوة أجواء ومياه العراق من الملوثات الصلبة والسائلة ، أيقل هذه المواد المستهلكة والموجودة في قعر الأنهار لا تتأكسد وتتفاعل مع مياه الأنهار لتكون مواد كيميائية سامة وخطرة وتعرض حياة المواطن مرة للتلوث بمياه الشرب ومرة المحاصيل الزراعية المحلية وبالتالي الإصابة بإمراض خطرة تؤدي إلى الموت . نقول هل هذه الوزارات على علم بحالة هذا النهر ولا تهتم به أو الميزانية الخاصة للوزارات لا تسد نفقات تنظيف النهر ، فمن ينقذ نهر الحسينية من الملوثات والمواد المتفسخة والمتأكسدة . أيقل أن يكون نهر العراق مقبرة خصصتها الدولة والحكومة المحلية لرمي الأوساخ و ما ذكر سابقاً وعلية لابد من وضع لافتات كبيرة على طول النهر يكتب عليها ( المقبرة الجماعية للمواد المستهلكة) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat