اغتيال شكري بلعيد والتحدي الأكبر
محمد الحمّار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد الحمّار

شكري بلعيد هو من الطلائع السياسية المنادية باستقلالية القرار الوطني بخصوص المسائل الحيوية،المحلية منها والعربية وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، مما قد يكون أدى إلى تصفيته الجسدية بإيعاز من أطراف خارجية.
وبقدر ما نرفض تنزيه حزب حركة النهضة من الشكوك التي تحوم حولها ومن الاتهامات الموجهة إليها في هذه القضية الفاجعة ما نُحمل هذا الحزب تغذية فكر بعيد عن الوطنية وبعيد عن المسار المؤدي إلى استقلالية القرار الوطني وعن تحقيق أهداف الانعتاق العربي. ومن هذا المنظور نعتبر هذا الحزب متورطا ولو بصفة غير مباشرة في الخسارة التي منيت بها تونس باغتيال شكري بلعيد.
ثم إنّ هزيمة فرنسا في سوريا، وتناوب بريطانيا على الملف السوري، و توجس الولايات المتحدة من التورط المباشر في سوريا، وتورط فرنسا في مالي وهي التي تقع على مشارف شمال إفريقيا وتونس، وفشل إمارة الموز في زرع المزيد من بذور الفتنة في الوطن العربي، كل هذا وكل ما سبقه من تقسيم للعراق ومن تفتيت لليبيا ومن فتنة لتقسيم فلسطين، كل هذا أدى إلى سقوط أول ضحية سياسية وطنية عربية تونسية تتجسد في شخص المناضل الفذ شكري بلعيد.
وأيّا كان قاتل المناضل الوطني شكري بلعيد فإنّ الشعب التونسي له عدو مشترك في طليعة قائمة الأعداء: الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة والصهيونية. ونستثني شعوب أوروبا والولايات المتحدة فهي إما أصيبت بالتصابي وإما رُدت إلى أرذل العمر فلم تعد قادرة على التحكم بالسلطة في بلادها.
إذن نرجو من النخب في هذا البلد الحزين اليوم ونرجو من قادة الرأي كافة وعلى الأخص المربين والإعلاميين منهم أن يسلطوا مزيدا من الضوء على ساحة الوغاء الحقيقية وأن لا يسقطوا في الفخ المخابراتي الخارجي.
وبالتوازي مع ذلك يتمثل الخلاص على الصعيد الإيديولوجي في حل حزب حركة النهضة وسائر الأحزاب الدينية وتذويب مكوناتها في داخل أحزاب وطنية، لأن هذا الحزب وأمثاله يمثل الآن حجر عثرة أمام النضال الشعبي ضد حكومات الغرب الاستعماري والامبريالي.
أيها التونسيون، أيها العرب، إن معركتكم ليست ضد بعضكم البعض وإنما رأسا ضد من خطط استراتيجيات الشر ضدكم أما من وقع تكليفه محليا بتنفيذ تلكم المخططات فسينهار تباعا حالما يُرفع التحدي الأكبر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat