عالم متخوم وعالم جائع
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبدالله عبدعلي

تؤكد الاحصائيات العالمية ان دول اوربا الغربية تصرف سنويا ما يفوق 14مليار دولار على الكلاب والقطط والطيور وسائر حيوانات الزينة في بيوتهم من اكل وشرب وماوى وملابس وعيادة صحية وترفيه وامور اخرى يهتم بها المواطن الاوربي ويسعى لتحقيقها لحيواناته ! لذا لا تعجب من الرقم الكبير الذي يمثل مصاريف جزء من العالم الغربي بحق حيواناته الاليفة ! وبالمقابل في افريقيا الفقيرة التي استغلتها الدول الاستعمارية لقرون ثم لم يتركوها الا بعد نهب ثروتها وتدمير البلدان الافريقية وفرض الوصاية عليها عبر اتفاقيات اقتصادية وسياسية وثقافية ! وتفيد تقارير منظمة الاغاثة التابعة لمنظمة الامم المتحدة انه سنويا يموت اكثر من مليونا افريقي بسبب الجوع , انها معادلة مضحكة ومبكية بنفس الوقت ! فانظر الى حجم التفاوت بين العالمين , شعوب متخمة وتاكل كل ما لذ وطاب بل حتى حيواناتها تاكل اطيب الاطعمة وتعيش مرفهة ومجتمعات تاكل ماتجده حتى حشائش الارض والحشرات كي تبقى على قيد الحياة !انه التكبر العالمي والفوقية التي تميز دول تسببت بتعاسة وفقر دول اخرى نتيجة تدميرها واستعمارها تلك الدول الافريقية لقرون ! دول تصرف الملايين على محارم ورق ال.. وشعوب تعودت ان تنام جائعة ! اتذكر جيدا كيف ان الاعلام الغربي يركز اضوائه اذا ما قتلت قطة او تم تعذيبها او دهست تحت عجلات سيارة , ويرتفع صوت المنظمات الرفق بالحيوان لانصاف تلك القطة ! ولا يوجد صوت واحد من العالم الغربي يطلب الرفق بالانسان الافريقي الذي ينام بالعراء ياكل حشائش الارض وطحالبها كي يستمر بالحياة !
وتهتم المنظمات العالمية بتلقي القطط والكلاب القاح والتطعيم ضد الامراض بالمقابل يموت عشرات الاف الاطفال الافريقيون بسبب الامراض والاوبئة وعدم توفر لقاحات لحمايتم من الموت .
اعتقد اننا اليوم نحتاج لمنظمة للرفق بالانسان الفقير . ولا ادري ما مصير حقوق الاجداد الافارقة الذين استغلتهم الماكنة الاوربية واستعبدتهم وتحكمت بمصائرهم ! الا يمكن الانتصار لهم عبر رفع دعاوي قضائية ضد الدول الاوربية المستعمرة كي تصلح ما افسده الاجداد عبر تعويض الافارقة عن كل تلك القرون الحالكة , وعن الحاضر المظلم الناتج بسبب استعمارهم من قبل الاوربيين . افكار صنعها التناقض العجيب الذي نعيشه . فهل للعدالة من شروق على ارض افريقيا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat