صفحة الكاتب : علي ساجت الغزي

اما آن الاوان لمناقشة ملف البطالة
علي ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يزداد الانسان كل يوم علما ومعرفة وتطور، وكما ان لهذه المعارف و العلوم والاكتشفات جوانب جيدة وايجابية، لها ايضا جانب سيء ونوع من المشاكل التي يبتلي بها كل عصر و زمان...

في هذا الوقت بالذات نعاني كثيرا من الامور المهمة التي لايمكن التغافل عنها، واهمها موضوع البطالة، الذي يمثل خطرا كبيرا يمتد ليشمل عموم المحافظات ويعد قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي وقت، وان انفجرت فانها ستحطم الجوانب الحضارية اذ تعتبر البطالة آفة المشاكل العصرية، ومعالجتها تسير بخطى سلحفاتية في العراق.

إن البطالة ظاهرة عالمية يندر أن يخلو مجتمع من المجتمعات منها، تأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة منها، المعلن والمبطن، والمقنع ولكل منهما أسبابه، وتعتبر بمجملها مرض مزمن يجب علاجه بصورة سريعة كي يسيطر على انتشاره في الجسد المجتمعي ويصبح وباء.

الكثير من الشباب الواعي وغيره دون عمل، يجوبون الشوارع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بحثا عن فرصة عمل علها تداوي جزء من جراحاتهم وليجدوا مخرجا لمعاناتهم، رغم ما لديهم من قدرات عقلية فائقة الا انها تتبخر ولا تراعى حين مرورك امام الاشارات الضوئية اذ تجدهم يهرولون باحثون عن كسبهم، فهذا يبيع الحلويات واخر يبيع الكلينكس واخر السكائر، لسان حالهم يصرخ ببلد تنكر لهم ومسؤولين ابتعدوا عن همومهم، فلا قيمة لقدراتهم وما يحملون من افكار قد تسهم بتصحيح مجتمعهم، وقد يتم استغلالهم من قبل جهات معينة ارهابية او مؤسساتية تمثل اجندة لدول اخرى مصلحتها تقوم على عدم استقرار البلد.

جميع الابواب مغلقة ولا حياة لمن تنادي، ولم تسهم ورشات العمل والدورات التي اقامتها منظمات المجتمع المدني في رفع البؤس والحرمان عن هذه الشريحة، وما زالت القضية تكمن في التخطيط السيء من قبل الحكومات المتعاقبة غلى العراق رغم وضوح الرؤية لتلك الشريحة وانتشارهم بصورة كبيرة كل يوم، طلاب مدارس وخريجين وكبار سن من الجنسين، فضلا عن المعاقين.

 

إن مشكلة البطالة تعد من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار وتماسك المجتمع ولكن نجد أن أسباب البطالة تختلف من مجتمع إلى مجتمع حتى إنها تختلف داخل المجتمع الواحد من منطقة الى أخرى فهناك أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية وسياسية ،وجميعها يؤثر على المجتمع ويزيد من تفاقم مشاكله، ومن الآثار المترتبة على البطالة هي الجريمة ,الانحراف , التطرف ,العنف , الشعور بعدم الانتماء والهجرة .

ومما تقدم نجد ان مشكلة البطالة واحدة من التحديات التي يجب على الحكومة الالتفات اليها ، كما يجب علينا جميعا ان نجتهد لإيجاد سياسات يمكن من خلالها المواجهة والتصدي حتى لا تتفاقم ونقيد من انتشارها، من خلال توفير فرص عمل للخرجين وغيرهم كل حسب خبرته وقدراته، وايضا يجب ان لا ننسى بان لكل فرد الحق في العيش بحرية وممارسة ابسط الحقوق مهما كان مستواه ,عاقلا او مجنونا, بشهادة او بغيرها , صغيرا او كبيرا. لكي نبني ونعمر يجب مراعاة هذه الاسباب والنظر بالحلول المناسبة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/25



كتابة تعليق لموضوع : اما آن الاوان لمناقشة ملف البطالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net