صفحة الكاتب : احمد محمد نعمان مرشد

النِّيَابَةُ العَامَّةُ وَتَعَامُلُهَا مَعَ القَانُون (1-3)
احمد محمد نعمان مرشد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للنيابة العامة وحدها سلطة رفع الدعوى الجزائية بناء على الشكوى المرفوعة أمامها مباشرة أو الشكوى المحالة إليها مع محاضر جمع الاستدلالات من سلطات الضبط ناهيك أنها ملزمة بتطبيق القوانين ذات العلاقة بعملها كقانون الإجراءات الجزائية والعقوبات كما أنها مقيدة بتنفيذ نصوص القوانين ومشرفة على تطبيقها لاسيما وأنها نائبة عن المجتمع ومُنَاط بها حماية حقوق أفراده وفقا للقانون والمقنن اليمني قد خصها بذلك وبِلزُوم التحقيق ورفع الدعوى الجزائية ضد المتهمين بالقتل والسرقة وشرب الخمر وقطع الطريق وغيرهم هذا فضلا عن رفعها فيما يتعلق بما تضمنه الفصل الثالث من قانون العقوبات اليمني تحت عنوان (أكل أموال الناس بالباطل) ومنها جريمة الاحتيال وجرائم الشيكات والغش وخيانة الأمانة و(مطل الغني) ... الخ والملاحظ أن النيابة العامة تؤدي دورهافيما ذكر آنفا من الجرائم عدا بعض المواد ومنها النص المتعلق بجريمة (مطل الغني) المنصوص عليها في المادة (316) عقوبات ( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنةأو بالغرامة كل من اقترض مالا لأجل ولم يقم بسداده عند المطالبة بعد انقضاء الأجل مع قدرته علىالسداد) ومطل الغني يقصد به المدين الذي في ذمته دين مُوثّق بالكتابة بسند وحال الأداء ومعين المقداربَيْدَ أنك في كثير من الأحيان تجد المدين لا يفي بما في ذمته للدائن عند حلول الأجل بل يظل يماطل كثيرا وبعضهم قد ينكر السند وربما ينكر توقيعه وبصمته وكم نشاهد في حياتنا اليومية من أمثال هؤلاء الذين يتنكرون لمن يسدل إليهم المعروف ويقرضهم عند الحاجة ويفك عليهم الضائقة ويزيل عنهم الهموم ولَمَّا كان القرآن الكريم قد أمر بكتابة الدَّين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) بل إن قانون العقوبات اليمني قد حدد طريقا استثنائيا لمطالبة المدين المماطلعن طريق النيابة بتقديم شكوى (مطل غني ) مرفق بها سند الدين باعتبار أن الواقعة جنائية كما أن قانون المرافعات هو الآخر قد حدد طريقا استثنائيا بطلب إصدار (أمر أداء) عن طريق المحكمة مباشرة ولما كان الناس في تعاملهم يحتاجون إلى بعضهمفيقترض بعضهم من البعض الأخر ما يحتاجونه من المال فان المقنن اليمني قد اعتبر واقعة ( المطل) جريمة جنائية مستعجلة وحدد لها عقوبة في الحق العام بحبس سنة أو الغرامة للمماطل مع إلزامه بإعادة الدين الذي في ذمته ودفع أغرام الدائن ونفقات التقاضي غير أن النيابة العامة تتجاهل النص القانوني المتعلق بذلك ولا تجد من يعمل به ويطبقه من أعضاء النيابة إلا نادرا وكأنه قد الغيمن القانون والحقيقة انه نص قائم وملزم للنيابة غير أن تجاهلها له ولغيره من النصوص يلحق بأفراد المجتمع أضرارا كبيرة مادية ومعنوية لاسيما وأنها تعتبر حامية له فكم من الدائنين قد تقدموا بشكاواهم ضد مدينين أمامها فيكون الرد من النيابة بالتأشيرةعلى الشكوى بما لفظه (هذا على المحكمة ) ومثل هذه التأشيرة تجعل المجتمع يتساءل عن السبب هل هو جهل بالقانون ؟فان كان ذلك فهو عيب ونقصان كما يتساءل آخرون هل هو اللا مبالاة بحقوق أفراد المجتمع ؟ وان كان كذلك فيعتبر اعتداء على القانون وإضاعة لحقوق أفراد المجتمع ونقصان بالمروءة كون تجاهل النيابة للنص القانوني المذكور وعدم العمل به يجبر الدائن على التوجه إلى المحكمة المدنية لتقديم الدعوى أمامها فيظل ينازع المدين ويخاصمه لسنوات عديدة يتكبد خلالها أغرام ومخاسير ونفقات تقاضي لاسيما وان معظم أفراد المجتمع يجهلون حقوقهم بالمطالبة عن طريق النيابة أو عن طريق طلب إصدار أمر أداءالمنصوص عليه في المادة (263) مرافعات ولو أن النيابة طبقت النص القانوني المتعلق (بمطل الغني)ورفعت الدعوى الجزائية ضد المدين الذي تُرفَع الشكوى ضده فان ذلك سيكون اقرب الطرق التي توصلالدائن إلى حقه في اقرب وقت وبأقل تكلفه بل ربما في بعض الأحيان يصل إلى حقه بمجرد طلب المدين عن طريق النيابة فيخاف من المسائلة الجنائية والحبس الاحتياطي فيبادر إلى تسديد الدائن ما يستحقه من الدين . ولما كان الأمر ذلك كذلك فإننا نهيب بالإخوة والزملاء أعضاء النيابة العامة تطبيقالقانون برمته كي يسعد الجميع بذلك .



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد محمد نعمان مرشد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/22



كتابة تعليق لموضوع : النِّيَابَةُ العَامَّةُ وَتَعَامُلُهَا مَعَ القَانُون (1-3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net