خطابات عزّت الدوري من داخل حفرة الرئيس
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح المحنه

يسلّطُ الأعلام العربي السعودي والقطري تحديدا الأضواء هذه الأيام على حفرة الرئيس المقبور في قضاء الدور، محل إقامة عزت الدوري ، الذي ورث حفرة القيادة بعد هلاك سيده ، لبث بياناته وتهديداته للصفويين ، ودعوته للقضاء عليهم وإبادتهم، والدوري الذي شغل منصب نائب للمقبور صدام ، كان حلمه الكبير، أن يرث رئيسه ، وأن يجلس على كرسي الرئاسة ، في قصر العراق الجمهوري، وأن يقود الجيش ويشن الحروب ، وقد تفانى في خدمة سيده الجلاد ، من أجل هذا الهدف ، يتقرّب إليه ويتملّقه حد العبادة ، بذل كل مايستطيع ومالايستطيع ، من جهود وتذلل ٍ ، لكي يرضى عنه ويجعله نائبا له ، علَّ الأقدار يوما ً تجود عليه ، بوراثة سيده ، ويتسيد من بعده على الأمة ، ويكون القائد الضرورة ، وقد منَّ الله عليه وأنجز وعده ، وحقق له حلمه ، واحتل مكان الرئيس ، ولكن ليس كما خطط له خياله المريض ، لم يرث القصر ولا الدولة ولا كرسي الرئيس ، ولاكابينة القيادة التي يخطط فيها لتصفية خصومه وقتل ابناء العراق الشرفاء ، لاوزارة ولاوزراء ، ولاسفارة ولا سفراء ، إلا سفارة واحدة في جبال تورا بورا مع إيقاف التنفيذ ، ولا يملك شعبا يحكمه ، فقد ورث حفرة الرئيس ، ويالها من حفرة ، كانت تحتوي على عدّة الرئيس كاملة ، بينها البدلة العسكرية ، وعليها رتبة المهيب ، ويكتظ فيها جيشٌ من الجرذان والحشرات التي كانت تتغذى مع الرئيس ، وتعشعش في شعر رأسه ولحيته ، وعلى جدران الحفرة وفي كل الأتجاهات مكتوبا عبارة ( يامحلا النصر بعون الله ) ، و على أرض الحفرة خارطة طريق لتحرير القدس ، وخطابا موجها للأمة العربية والأسلامية ، بعد تحرير القدس ، لم يتردد الدوري من النزول الى الحفرة ، فمهما كانت تبقى حفرة الرئيس القائد ، ولم يتوانى ولم يتأخر في أصدار المرسوم الجمهوري الذي يأمر بترقيته الى رتبة مهيب ، وعيّنَ نفسه رئيسا لجمهورية العراق ، وأميناً عاما لحزب البعث العفلقي ، وقائدا قوميا للأمة العربية ، والقائد العام للقوات المسلحة ، ورئيس مجلس قيادة الثورة ، وكل هذه القرارات من داخل حفرة الرئيس ، وقد تجمّع حوله جوقة الفارين والمجرمين من حزب البعث، الأمر الذي أدى الى إفتتاح أكثر من حفرة ، لتستوعب الرفاق أعضاء القيادتين القطرية والقومية الهاربين، وإعلام موزة وحمد وعبدالله ، يتابع ويغطي نشاطاته وبطولاته ، وجميعها لاتتعدى باطن الأرض ، إلا إنه في الأونة الأخيرة وبسبب الأمطار الغزيرة ، التي أغرقت بغداد ومحافظات العراق الأخرى ، فقد كان لحفرة الرئيس والحفر الأخرى النصيب الأكبر من الأمطار، الأمر الذي إضطرَ معه الدوري على أن يخرج رأسه المتعفن من الحفرة ِ، ويعرض خدماته للمتظاهرين والمعتصمين في نينوى والأنبار ، شريطة أن يمدوا له حبلاً لأخراجه من حفرته ، قبل أن يسبقهم إليه رجال الأمن وأبناء القوات المسلحة ، ليستخرجوه من باطن الحفرة بالطريقة التي أُخرج بها سيده صدام ، وهي طريقة لاتُليق إلا بالقادة القوميين أمثالهم. ننتظر ذلك اليوم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat