صفحة الكاتب : محمد إسماعيل الشامي

قصة قصيرة التهام
محمد إسماعيل الشامي

مرت من امام الجميع، بقوامها الساحر الفتان، شدتنا اليها، مثل ريح سافرة، اخذتنا معها من ضمن ما تأخذ، احتلتها العيون وعبتها الاخيلة.

راحت الحواس تخضعها بفم فاحش، فتشيع في الابدان عذوبة قديمة، تشعشع التذاذا في من صحا من سبات الانتظار او تذكر النوم، كي لا يجيء الباص في هذه اللحظة.

كم ملاك تعذب، حين مزقت اوردة الحنين، وتركتها في رعاف سائب، لا انقطاع له...

اخذوها الى غرف نومهم وسرحوها في مراعي الاسرة الوثيرة الناعمة، يتأملونها في خواطرهم، كمن ينضج التفاحة التي قضمها ادم على جمرة الخلود، يغادر الجنة فائزا بانثاه؟

راحوا بها الى جنائن قارون..صلوا بها صلاة الذهب وتراويح الماس، امام صف من الحوريات املنتشرات من لمعان بلورة الطهر الصقيلة التي باركتها قبةالسماء.

واخرون اعتقدوا عنها بضلالات حدت بهم الى استيهام المعاني فضلات الكمال واشنات الوضوح.

نسي الجميع الباص الذي ينتظرونه، في زحمة الانشغال بهيفاء مبعثرة، خطفت الابصار مثل ضوء شارد انفلت من اخر الفجار شمسي قبل الهجوع الكوني البليد، ينظم من الاقمار والكواكب والنجوم قلائد يعلقها على جيد اهيف، مر يختزل المسافة اللانهائية الممتدة بين الارض والـ....فضاء.

خيل لبعضهم سماع رعد يدوي وبرق يسوط الغيم بحبل من الوميض، فوضعوا ايديهم على هاماتهم وانحنوا:

-       السلام عليك وعلى رديفيك القائمين على جمالك دونما كلل او تقصير.

هم يافع باللحاق بها، لكنه سها عن همته، وخطا اخر يرتدي صندلا ذا رنين لامع خطوتين بعكس اتجاه سيرها، كأنما شاء مخالفة العيون واستلفاتها، فلم تلتفت.

قال:

-       واعجبني انها لم تلتفت.

سخر صاحبا مالك بن الريب في مرثيته شامتين:

-       واخيبتاه لم تلتفت.

شاب وسيم ترنم بها في مسير مموه عجز الواقفون عن تحديده، ولما التفتوا مرجعين الطرف اليها مرة اخرى، تمزقت اشلاء ورد شظايا زهور.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد إسماعيل الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/05



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة التهام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net