اين اليسار والقوى الديمقراطية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل يوجد في العراق يسار هل يوجد في العراق تيار يساري علماني ليبرالي ديمقراطي
الذي يتطلع للواقع لا يوجد اي تيار في العراق نعم قد يوجد اشخاص هنا وهناك وهؤلاء لا يملكون اي ثوابت واضحة فمواقفهم متذبذبة تميل حيث ما مالت الريح
في كل البلدان العربية وخاصة دول الربيع العربي نرى الصراعات بين قوة اسلامية متشددة وبين قوى علمانية يسارية ديمقراطية ليبرالية حتى لو طغت القوى السلفية وحصلت على بعض المواقع الرئيسية هناك قوى واضحة المعالم لها مواقف واضحة ثابتة في كل ما يجري في البلاد ولها كلمتها ولها القدرة على طرحها في الشارع ومن الممكن ان تنال تأييد شعبي ولها القدرة بحيث تمنع القوى الظلامية او الطرف الاخر ان يعمل على حل شعره كما يقولون
يعني ان القوى اليسارية الديمقراطية العلمانية الليبرالية استطاعت ان تقسم الشعوب في هذه البلدان الى قسمين الى قوى حرة تريد النهوض بالشعوب الى الامام القوى الديمقراطية والتعددية والى قوى خلاف ذلك اي قوى معادية للديمقراطية والتعددية اي انها منعت القوى الظلامية من تقسيم الصراعات على اساس عرقي طائفي عشائري وبهذا جردت القوى المعادية للديمقراطية من اهم اسلحتها الفتاكة
وهذا خلاف ما يجري في العراق فالخلافات والصراعات في العراق مذهبية دينية عشائرية عنصرية وهذا نتيجة لضعف وجود اليسار والقوى الديمقراطية وعدم اخذه اي مبادرة او حركة معينة بجذب الجماهير نحوه بل بقي ولا يزال لا يعرف كيف يتحرك ومتى يتحرك بل وضع نفسه في كثير من الاحيان وخاصة بعض المجموعات او الاشخاص التي تحسب نفسها على اليسار الليبرالية العلمانية جنب الى جنب مع القوى الارهابية المعادية للعملية السياسية او معزولا عن الجماهير عن الشارع
لا شك ان اليسار ضيع فرص كبيرة لم يستغلها كان بأمكانه لو استغلها ان يحصل على تأييد جماهيري كبير وواسع في وسط الجماهير ويحظى بمكانة كبيرة في الشارع العراقي
على اليسار ان يكون المدافع الاول عن دعم الديمقراطية وترسيخها وذلك من خلال التمسك بالدستور وكل المؤسسات الدستورية بكل قوة وعزيمة وبدون لين او مجاملة
على القوى الليبرالية والعلمانية والديمقراطية ان يكون لها موقف واضح من الازمات التي تحدث بين السياسيين وخاصة ازمة الهاشمي ازمة البرزاني ازمة العيساوي الفساد الاداري والمالي سوء الخدمات لا بد هناك حق وهناك باطل ولو فرضنا لا يوجد حق مطلق وباطل مطلق لكن هناك طرف فيه نسبة الحق اكثر وهناك طرف فيه نسبة الباطل اكثر
للاسف نرى الخلاف والصراع بين الاطراف المتهمة بالفساد والمعادية للديمقراطية نفسها وهذا الخلاف على المصالح الخاصة وكل طرف يرغب بالحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وليس صراع بين القوى المخلصة النزيهة القوى الديمقراطية والحرية والنور وبين القوى الغير نزيهة قوى الاستبداد والظلام
لهذا على اليسار والقوى الديمقراطية ان يكون لها موقف واضح كل الوضوح لا يعرف المجاملة وبكل جرأة وشجاعة وتشير بصراحة الى خطأ هذا الطرف وخرقه للدستور والدعوة الى الالتزام بالدستور بالقانون وكل المؤسسات الدستورية واولها مؤسسة القضاء والدعوة بقوة الى اقامة مؤسسة قضائية مهنية نزيهة مستقلة ورفض التدخل بشؤونها من اي جهة كانت ولاي سبب فلا توجد ديمقراطية الا اذا انشأت اولا مؤسسة قضائية نزيهة مهنية مستقلة
اين موقف القوى الديمقراطية من هذه الاساءات للسلطة القضائية هل فعلا انها مسيسة هل انها مستقلة المفروض ان يكون لها رأي واضح في ذلك من خلال البيانات والاجتماعات وحتى المظاهرات والاحتجاجات الشعبية والسلمية
اين موقف هذه القوى من تبجحات وتدخلات الحكومة التركية في شؤون العراق الداخلية لماذا لم نسمع لها اي صوت اي وجهة نظر اعتقد عليها ان تكون اكثر القوى من الحكومة ومن القوى الاخرى في تحديد موقفها وطرح رأيها في مثل ذلك ليس على مستوى الكلام بل يجب على مستوى المظاهرات والاحتجاجات
ومع ذلك ان انقاذ العراق ووضعه على الطريق الصحيح من امراض وفساد الطائفية والعشائرية المتفاقمة والتي تزداد نفاقما يقع على عاتق القوى اليسارية والديمقراطية فهي القوى الوحيدة القادرة على ذلك اذا
وحدت قواها وجهودها وفق برنامج واضح وصريح
وتحركت حركة واحدة مدروسة مسبقا متمسكة بالدستور والقانون
والعمل على ترسيخ ودعم الديمقراطية في العراق والعمل على خلق انسان عراقي متخلق بالخلق الديمقراطية
يجب ان يكون لها رأي وموقف شجاع وجريء لا يعرف اي نوع من الخوف او المجاملة لاي شخص لاي فرد مهما كان وتحت اي ظرف بكل سلبية بكل ايجابية تحدث في البلد وتشير الى ذلك بصراحة وجرأة
مهدي المولى