صفحة الكاتب : ليالي الفرج

أخلاق الصحابة يا قناة وصال ؟
ليالي الفرج

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الحوار المُتَّزن الموضوعي سبيل لتوصيل رؤية , فكرة , رأي لطرف آخر. مع احترام ذلك الطرف رغم وجود الاختلاف , وقد ننجح في ايصال الفكرة و الرأي وقد نفشل في ذلك, وهذا الفشل لا يدفعنا أبداً للفشل الأخلاقي .
و لطرح قضايا الاختلاف بين المتحاورين لابُد من فكر ناضج يُدير تبادل تلك الآراء المُتصادمة غالباً و طرحها بإسلوب مُترفع عن وحل السقوط الأخلاقي باللفظ و الكلمة ,فالحوار مع الآخرين يعكس مدى وعي و ثقافة وعقلية المُتحاورين ,ومن خلال الفاظهم المُتبادلة أثناء الحوار ينكشف الستار عن جانبهم التربوي .
و حتماً الخروج بفوائد جمَّة من ذلك النقاش الراقي,ومن أعظم هذه الفوائد هو تبادل الاحترام فيما بينهم و إن ظل الاختلاف قائماً.وجميع من تابع المناظرة بين الباحث حسن فرحان المالكي و الشيخ الفارس على قناة وصال و على امتداد ثلاث حلقات , خرج بانطباع سيء و نفور جلِّي بسبب اللاأخلاقية المُنتهجة .
فأين قناة وصال من الرقي و المصداقية و الحيادية الحوارية ؟
المذيع المُكلف بإدارة الحوار أو ما يُسمى بالمُناظرة إن صحت تسميتها بذلك , بدأ برنامجه بكلام جيد إذ أقسم أنه سيكون موضوعي حيادي مع الضيفين , لنجده في نهاية زوبعته في الحلقة الثالثة يتشدق بأنه نجح في نصب كمين و طعم لضيفه الباحث حسن فرحان المالكي. و بدأت طقوس خطبته الهوجاء و كأنه بعد معركة مُحتدمة نال نصراً ليعتلي قبة الأقصى و قد رفع راية النصر عليها, بعد تحريرها من احتلال العدو الصهيوني و الذي دام عشرات السنين .
 قال تعالى:{ يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } – سورة التوبة ,لم يكن لهذه الآية أي حضور في منهجية تلك القناة, فقناة تنتهج الكذب و الخداع وتُرتب المكائد لضيوفها و الأدهى المُجاهرة و إعلان ذلك على الهواء مباشرة , كل ذلك بعيد كل البعد عن المهنية و الحيادية الإعلامية .
أساءت قناة وصال للإعلام و استخفت بجمهورها الدائم و بمتابعيها الغير دائمين أيضاً و فقدت مصداقيتها المفقودة اساساً لدى شريحة كبيرة من الجمهور.
وتغافلت قناة وصال عن حقيقة مُثبتة وهي : أنَّ إدارة و منهجية الإعلام  بتأثيرها القوي و الذي بدوره يُساهم في تغيير الكثير من قناعات و مفاهيم ذوي المواقف" و بما قامت به القناة - من خلال مُذيعها البعيد كل البعد عن المهنية الإعلامية - غيرت مفاهيم و قناعات بعض من كانوا تحت ظلها الإعلامي.
وفي الدقائق الأخيرة من الحلقة الثالثة و بإشارة من إدارة القناة كما نوه المُذيع تم ايقاف المناظرة لتتجلى الهزيمة على المستوى الأخلاقي أولاً و العلمي و المهني ثانياً.
لم يكن هدف القناة من المناظرة إلا مُحاولة لفرض الرأي على الآخر من خلال رفض منهجه العلمي جملة وتفصيلاً والقاء الإتهامات و الشتم و إقحام  مواقف شخصية سابقة من خلال التطرق لتغريدات قديمة في موقع التواصل " التويتر " في مواضيع مُشتته و لا تمت لموضوع الحلقة بأي صلة , و لم تمنع " أخلاق الصحابة " التي يتبعها ذلك المذيع من هجومه و صراخه و طرد ضيفه و على الهواء مباشرة.
أهكذا استقيت الأخلاق ممن تقتدي بهم ألا وهم الصحابة ؟ 
مما لا شك فيه أنَّ منهجية الإعلام و إدارته و كوادره تخترق حياة الناس من خلال حضورها المجتمعي و بتأثيرها القوي و المُغيِّر لكثير من المفاهيم و القناعات و المواقف , و هذا ما قُمتِ به يا قناة وصال فالكثير اشمئز من ذلك المشهد الركيك المُتهالك الأخلاق .
وتغافلتِ يا قناة وصال عن حقيقة مُثبتة وهي : أنَّ إدارة و منهجية الإعلام والذي بدوره يُساهم في تغيير الكثير من ثوابت و مفاهيم ذوي المواقف" و بما قمتِ به - من خلال مُذيعكِ البعيد كل البعد عن المهنية الإعلامية - غيرتِ مفاهيم و قناعات بعض من كانوا تحت ظلك الإعلامي, و ساهمتِ في زيادة عدد مُتابعي الباحث حسن فرحان المالكي , ليبحروا في قسمات بحثه العلمي علهم يقطفوا ثمراً غاب عن شهية عقولهم أعوام كثيرة , فعليكَ تقديم الشكر و الامتنان لقناة وصال على هذا الصنيع المزدوج الأثر يا حسن فرحان المالكي.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ليالي الفرج
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/30



كتابة تعليق لموضوع : أخلاق الصحابة يا قناة وصال ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net