صفحة الكاتب : علاء جاسم

هل دّقْ برزاني طبول الحرب ..؟
علاء جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدو أن حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد، تصاعدت  مرة أخرى بعد انباء عن زيارة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني يوم الاثنين   الى كركوك وتفقده لقوات البيشمركة المتواجده في مناطق طوخرماتو  التي شهدت  في منتصف تشرين الاول  موجهات مسلحة بين عناصر من قوات عمليات دجلة التابعة للحكومة المركزية وعناصر من البيشمركة التابعة لاربيل ..

 ولو أمعنا النظر الى الزيارة المفاجئة  وبحثنا في حيثياتها سنجد انه  بالتأكيد  قد تعمق مجددا من حدة الأزمة المتجذرة بين  التحالفين الكردستاني والوطني وقد تقوض في ذات الوقت مباردة  رئيس البرلمان اسامة النجيفي التي علنت الاسبوع الماضي ولاقت ترحيبا من قبل الاطراف السياسية كافة الا انها بقيت حتى الان مجرد(حبر على ورق). .

 نعم فقد تكون زيارة برزاني  بمثابة  تقويض لمبادرة النجيفي وتنهي ملف الحلول السلمية خصوصا وان توقيتها جاء في هذه المرحلة الحساسة والتي تقتضي التهدئة  بين الأطراف المتخاصمة في حكومتي بغداد واربيل .

 وقد اكون متشائما لو قلت بان تلك الزيارة ستير مجددا الحكومة الاتحادية وقد يعتبرها المقربون من مركز صنع القرار في بغداد بانها بمثابة :  دق طبول الحرب التي  لن يخرج فيها منتصر بالتأكيد وسيكون الخاسر الاكبر فيها العراق ارضا وشعبا ...

وبعيدا عن العواطف والمهاترات الاعلامية يبدو ان التصعيد في الازمة جاء هذه المرة من قبل زعيم اقليم كردستان  وبالتالي فان ملف الصراع سيشتعل مجددا لا سامح الله وقد تشهد الايام المقبلة ربما  مزيدا من التوترات التي  لا نتمنى مشاهدتها فهي مصحوبة هذه المرة بجحافل الفرق العسكرية المدرعة التي استمكنت في عدد من منطاق الصراع وهي تمثل طرفي النزاع :بغداد واربيل ..؟!

وبعيدا عن التظير غير الواقعي يبدو ان مبادرة النجيفي التي لم تتحرك حتى الان او لم تفعل بدليل وجود القوات العسكرية العائدة لـ (البيشمركه و لوزارة الدفاع الاتحادية ) فضلا عن  المشاحانت والتصعيد الاعلامي الذي حدث يوم الاحد وتبادل حكومتي بغداد واربيل الاهامات مجددا عبر وسائل الإعلام فضلا عن الزيارة التي أجراها البرزاني إلى كركوك صباح يوم الاثنين..

فهذه كلها مؤشرات بان الحرب على الأبواب وهي خيار متداول من قبل صناع القرار في بغداد واربيل رغم انها خيار صعب ولا نتمنى أن نشاهده أطلاقا فالعراقيين ما يزالون أخوة (حتى يقع الدم)   لا سامح الله..

وعلى الرغم من وجود الرئيس طالباني في بغداد قبل يومين وإجرائه لقاءات منفردة مع زعماء من التحالف الوطني وقيادات من الدعوة ألا ان الأمور قد لا تبشر بالخير فالجميع متمسك بوجهته نظره ويطالب بسقف مرتفع من المطاليب وبالتالي فان التصعيد الإعلامي والزيارات المفاجئة لمناطق الصراع  قد يفضي  إلى مزيد من الاحتقان السياسي وعلى السياسيين ان يتحلوا بمزيد من ضبط النفس والتروي فالشعب لا يحتمل مزيدا من الحروب  و لا حتى مستعد ان يقديم مزيدا من التضحيات...
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء جاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/12



كتابة تعليق لموضوع : هل دّقْ برزاني طبول الحرب ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net