الفساد ... آفة ... وعلاج !!
علي حسين الدهلكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الدهلكي

من الخطأ التصور والاعتقاد بان مسؤولية محاربة الفساد يجب ان تنهض بها الحكومة لوحدها وذلك لسبب بسيط وهو ان المواطن قد يكون طرفا مهما في عملية انتشار الفساد .
نعم لا نختلف بان المسؤول هو الرأس الكبير وهو المفسد الاول ولكن يجب ان نشير للأرضية التي يستند عليها هذا المسؤول لشروعه بالفساد والتي تتمثل بحاشيته واقاربه ومتملقيه ومنافقيه وكلهم ليسوا بالموقع الذي يسمح لهم بممارسة الفساد بشكل كبير ولكنهم من الطامحين اليه.
فهم الاداة والسلم الذي بواسطته صعد المسؤول لقمة الفساد وتربع عرشها ، وهم من حلل للمسؤول ما حُرّم بالشرائع السماوية والوضعية .
وهكذا يكون الطرفان شركاء بالفساد مع اختلاف نوعية الشراكة فمنهم مشارك فعلي وحقيقي ومنهم ساكت عن الحق كالشيطان الاخرس .
اذن مسؤولية تفشي الفساد لا تقع على الحكومة وحدها بل على من يقبل ان يشارك بعض المحسوبين على الحكومة بالفساد .
وعلى الرغم مما تبذله الحكومة ومنظمات المجتمع المدني من جهود واموال لمكافحة الفساد الا ان ما تم تحقيقه لا يرتقي الى مستوى الطموح .
فلم تكن هيئة النزاهة بقادرة على القضاء على الفساد ولا اتوقع ذلك مستقبلاً مادامت تحارب لوحدها على الف جبهة وبدون اسناد بل هنالك من يحاربها بكل ما تيسر له من افعال .
ولا اعتقد بان لجنة النزاهة البرلمانية ستتمكن من محاربة الفساد خاصة وان الكثير من علامات الاستفهام قد اثيرت حول هذه اللجنة سابقا وحالياً .لكونها لم تتمكن من حسم الكثير من قضايا الفساد التي نوهت اليها ولم نسمع باي اجراء تم ازاء تلك القضايا .
ولكي نكون واقعيين علينا ان نفكر بوضع استراتيجية كبيرة ومهمة لمحاربة الفساد كونه افه يصعب السيطرة عليها ونارها تمتد كالهشيم لتحرق الاخضر واليابس .
ولكي نقترب اكثر من واقع هذه الاستراتيجية علينا ان نبتعد عن الاوهام ونقترب من الحقيقة التي تقول اذا خسرنا السيطرة على هذه المرحلة فعلينا ان لا نخسر المراحل القادمة .
وهنا يكون علينا ان لا نضع جميع امكانياتنا لمحاربة الفساد من خلال صب الجهود على الجيل الحالي بل علينا ان نأخذ الامور بأفق ابعد من ذلك من خلال السيطرة على قادم الاجيال .
وفي هذه الحالة فان الامر يتطلب منا ان نركز بكل قوة واهتمام على ثقافة النزاهة والتشبع بمخافة الله وحب الوطن والاخلاص له وتعليم اجيالنا القادمة على ذلك إبتداءاً من رياض الاطفال فصعوداً
لكي نضمن جيلا يحمل من الاخلاقيات والقيم والمبادئ ما لا يشعرنا بالقلق على المستقبل ويمكننا من بناء وطن سليم ومعافى من افة اسمها الفساد.
فتعليم الاطفال على القيم والمباديء والاخلاق الحميدة لهو اجدى الف مرة من الاعتماد على تصحيح وضع قد لا تكون نتائجه مضمونه، فمن شب على شيء شاب عليه.
وهذا الاجراء لو اخذ العمل به بجدية سنجد اننا وضعنا اللبنة الاولى لبناء جيل متكامل اخلاقيا ووطنيا وهو ما يمهد لنا الطريق للخروج من شرنقة الفساد .
اما الرهان على اصلاح الجيل الحالي فاعتقد انه رهان خاسر مع تأكيدنا على ضرورة عدم اهمال هذا الجيل الذي تشبع بأعراض مرض الفساد.
وهنا يكون التعامل مع هذا الجيل بطريقتين قد تكون سهلة تتمثل الاولى بتشريع قانون كأن يسمى (قانون مكافحة الفساد ) ولو لفترة محددة توضع فيه ضوابط وعقوبات مشددة جدا لمرتكبي الفساد لدرجة يرتعب منها اي مطلع عليها بغض النظر عن وجود مواد لمعاقبة المفسدين في مواقع اخرى كالدستور او قانون العقوبات.
والطريقة الثانية تتمثل بالضخ الاعلامي والتثقيفي عن طريق استغلال كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والانترنت واقامة الندوات والمؤتمرات والورش التثقيفية حول سبل وطرق معالجة الفساد .
ونحن لا نريد هنا ان نتكلم عن حجم الفساد وانواعه لأننا تشبعنا من هذا الموضوع ولكن ما اردنا قوله ان محاربة الفساد يبدأ من النفس الامارة بالسوء قبل ان يبدأ من الدعوات التي باتت اغلبها لغرض التسويق الاعلامي .
كما اردنا ان نضع بعض الحلول ولو بصورة مبسطة وميسرة عسى ولعل نجد من يستفاد من هذه الحلول ويعمل على تطبيقها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat