جدل ممتع بين السيجارة والسواك!
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيد صباح بهباني

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)).
فكل مواصفات الطيب والكرم فيني أما أنتي يا سيجارة!!!!
السواك : كيف الحال يا سيجارة ؟
السيجارة : بخير وأنت ؟
السواك :
بخير ولله الحمد هل تسمحي لي يا سيجارة بالكلام والنقاش معكِ ؟ السيجارة : حسناً لا بأس السواك : أبدى حواري بسؤال صغير : ما فائدة وجودك في هذه الحياة ؟ السيجارة : لأنعش وأزيد من يتعاطاني حيوية ونشاطاً وتسلية .
والشعر الشعبي يقول :
رحم الله من لف السيجارة تنزل على المجروح وكفي ناره ومن تلزمه الكحه يركض للطها....!
السواك : لكن الملاحظ يا سيجارة والواقع عكس ما تقولين !!!
السيجارة : هكذا أنتم تسيؤن الظن بالآخرين .
السواك : لم نسئ الظن بك بل هذا الواقع والمشاهد .
السيجارة : على العموم أنا مقتنعة برأيي وهدفي في الحياة على الرغم من قصر حياتي التي لا تتعدى دقائق أو أقل إلا أنني سعيدة عندما يحرقني الآخرين ويتمتعوا بالهدوء والاسترخاء فأنا أقضي حياتي في سبيل متعة الآخرين وإنعاشهم.
السواك : بئست الحياة يا سيجارة !أقل من دقيقة أو دقيقتين وتحرقي نفسك من أجل دمار صحة الآخرين وذهاب أموالهم وتقولي مقتنعة بهدفك في الحياة ؟ السيجارة : طيب بالله عليك يا عود ما فآدتك بالحياة أنت ؟ السواك : أشكرك على سؤالك وفائدتي في الحياة عظيمة لو لم يكن فيها إلا رضاء الرب عن كل من استعملني لكفى فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) وأي فائدة أعظم من رضى الرب على من استعملني ؟ إني من نبتة طيبة فكان لزاماً أن أكون طيباً وذا رائحة طيبة فأنا أسعى لتطهير الفم وإزالة ما علق به من أوساخ ودائما رطب يستعملني الكبير والصغير وفي أماكن طيبة كالمساجد وفي أوقات طيبة كذلك بين الأذانين مثلاً فهي نعمة من الله أن أكون طيباً ويستخدمني الطيبين فخلاصة هدفي في الحياة أن يستخدمني الناس وأزيل ما علق في أفواههم من أوساخ ويرضي ربي عليهم .
ولو قارنا بين حياتك يا سيجارة وحياتي لرأيت العجب العجاب السيجارة : هات ما عندك !!!
السواك : أنا طيب كما ذكرت لك ورائحتي طيبة وحياتي أطول من حياتك ويضعني الناس في الغالب في جيب الصدر ناهيك عن أن استخدامي مطهرة للفم مرضاة للرب وحتى سعري زهيد جداً واستخداماتي في أماكن طيبة وأوقات طيبة فكل مواصفات الطيب والكرم فيني أما أنتي يا سيجارة والعياذ بالله منكِ رائحة كريهة ونبات سوء وتُحرَقين بالنار ثم تداسي بالأقدام هكذا يفعل بكِ من أفنيتي عمرك القصير من أجل سعادته وانبساطه !!!
السيجارة : مقاطعة غاضبة
نعم أنا قلت لك أن هدفي هو إسعاد من يستخدمني وهذا كان هدفي الظاهر أما هدفي المخفي هو حرقه من داخله كي يتقطع إرباً ! إرباً فلا تظن أنني غافلة عن إهانتهم لي بعد تضحيتي السواك : ألم أقل لكٍ أنك خبيثة ؟ ثم تتهميني أني أسيء الظن بك !!
لكن يا ليت قومي يعلمون خسارة مال وقبل ذلك دين وعقل أسأل الله أن يعافي كل من ابتلى بك وليثق كل من إصابته بشرك أنه إن تركك بعدما عرف سوء نواياك أن الله سيعوضه خيراً منك ،، أذهبي بلا رجعة ...
ونعم ما قال البدوي في ذم المدخن وصفاتهم وما يرغم المدخن أو صاحب العادة أن يبيع كل غالي بسبب الداء! :
سرسري ..ما عنده غيره للخلك مرخص حتيره راح للشيطان غاوي يكله كل ركبه بسيكاره !! . خلي بالك يا مدخن وأبتعد!
لا بارك الله فيمن صنعك وتاجر بكِ وأسأل الله أن يعافي كل مبتلى بكِ إذن لنبتعد من هذا المضار وكل ما يضر بجسم الإنسان والطبيعة وبتعاوننا مع أنفسنا سوف نتمكن أن نتعاون ونتآخى لنبع الضرر من الجامعة ونعود لتربيتنا العقائدية ويداً بيد للتعاون والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
مع تحيات
المحب المربي
behbahani@t-online.de
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat