من أين لك هذا .. ؟؟؟
حمزة علي البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شعار جذاب وملح ويستقطب أذهان المواطنين والمعنيين , ويجذب اهتمام كل المراقبين والمتابعين لما يحمل من مضامين كبيرة وينطوي على دلالات اكبر, فانه يعكس حضورا متميزا لمن يطرحه ويطبقه, لان فيه إنقاذا للاقتصاد الوطني وصيانة لأموال المواطنين , وان هذا الشعار المتميز سبق وان رفعه المرحوم عبد الكريم قاسم في الوقت الذي كان فيه منسوب الرشوة والاختلاس والأطماع ضئيلا جدا قياسا في للوقت الحاضر الذي فيه قد تفاقم المد والطوفان الجارف للثراء الفاحش, والاستحواذ الجنوني على الدينار والدولار بصورة لا ولن يمكن السكوت عنها أبدا ومطلقا .
وان هذه الظاهرة المستهجنة والمدمرة ألا وهي النهب والسلب اليومي وبوسائل خبيثة وشريرة وبشتى الأقنعة وتحت أنظار السلطة والتي فيها الكثير من الرؤوس التي كانت تعيش في مستويات متدنية ومعروفة لدى الشعب, وان هذه العناصر الوصولية اللصوصية كانت مجرد شظايا متهافتة وزعانفا تافهة, وفقاعات عائمة على سطح الفقر والعوز والحرمان وإنها الآن أضحت أرقاما شهيرة ومشهورة بأرصدتها العالية وتشكيلاتها الأخطبوطية المتشابكة مع شبكات مالية داخلية وخارجية , وتتعامل تعاملات دولاريه فلكية تثير عواصف الاستغراب والاستنكار, إن هذا الشعار الخلاب (( من أين لك هذا )) يمتلك قيمة عالية وفاعلية كبيرة لو طبق تطبيقا حقيقيا بعيدا عن العواطف والمصالح الضيقة والأنانية , ولكنه في الحقيقية والواقع لا قيمة فعلية له لأنه مجرد شعار مرفوع ولا أظن ولا أتصور بان هذا الشعار العادل يتحول إلى قرار حاسم وصارم, ولا اعتقد بأنه ينفذ بفاعلية خلاقة وجدية منتجة وإصرار كبير , وينقي المجتمع من الأعشاب المسمومة والسامة ومن هذه الطحالب التي نمت وكبرت وتكاثرت من السحت الحرام , لانعدام الرقابة الصارمة والمتابعة القائمة .. فان هؤلاء الذين يحصدون ويكتنزون الأموال المحرمة, ويغترفون سيلا من الدولارات بغير وجه شرعي, يظلون يمارسون أساليبهم الماكرة الملتوية في تصاعد وتزايد أرصدتهم المرصودة من الشعب الذي يتسال من أين جمعت هذه الأموال ..؟ وكيف تضاعفت , وبأي الطرق الخسيسة والوسائل السافلة تراكمت ..؟؟ ومع أي الجهات المشبوهة ما يزال أصحابها مرتبطين ..؟؟
نعم إن أساطين الدولارات في عراقنا المبتلى بهم يعيشون ألان في آمان واطمئنان وضمان, ويشترون بأي ثمن الضمائر والألسن التي تتستر عليهم ( وتشقلب ) وتبدل مساؤهم ومخازيهم إلى حسنات وانجازات وتغير بلائهم إلى عطاء وتدافع عنهم باندفاع شديد, وتبرر تجاوزاتهم واختلاساتهم بتبريرات وقحة وصلفة مقابل أثمان متنوعة ومدفوعة إلى جهات تضمن حمايتهم والدفاع عنهم بالباطل وببيع الضمائر .
إن هذا الشعار ينبغي بل يجب أن يصدر بقانون قوي الفقرات وصارم العقوبات , لأنه سيؤدي إلى مردودات ايجابية باهرة تحقق العدالة التي تحق الحق وتزهق الباطل وتلغي الفارق الكبير والبون الشاسع بين متخوم بالرتب والرواتب الكبيرة والامتيازات الكثيرة بدون حق, وبدون استحقاق وبين محروم من ابسط الحقوق ويعيش تحت سقف الفقر والتعاسة والآلام .
اجل أن متابعة وتنفيذ من أين لك هذا يجعل كل موظف من أدنى المستويات إلى أعلى الدرجات يعيش في خوف وترقب من القانون والمحاسبة وبذلك يهبط اندفاع المتهالكين على الدينار والدولار إلى حد كبير, وإننا على ثقة وطيدة بان السيد رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي لو التزم بجدية وفاعلية بتطبيق هذا القانون ومتابعته الشخصية له ,فانه بذلك يسجل لنفسه مأثرة كبيرة لن تنسى, وتجعله يعيش في دائرة الضوء والانبهار, لأننا بمسيس الحاجة إلى جهوده المضنية وانجازاته العملاقة وعطاءاته الثرة كي يبقى قائما في القلوب, وترنو له كل النفوس التواقة للتغيير الجذري لكل السلبيات والتجاوزات التي تفرز مردودات مؤلمة وقاسية .. فالسيد رئيس الوزراء مدعو وبإلحاح إلى تنفيذ وتطبيق (( من أين لك هذا )) فالشعب ينادي ويستغيث من اجل أن يكون هذا الشعار أو القرار أو القانون في مربع التنفيذ , فقد بلغ الأمر حدا لا يطاق, وإننا ننتظر من رئيس الوزراء النقلة النوعية لواقعنا المعاش والتواق إلى مرافئ العدل والإنصاف .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حمزة علي البدري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat