صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

جوانب التربية الإسلامية الحلقة الثالثة والأخيرة
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
المؤمنون/1  ـ 2.

(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) العنكبوت : 45.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/153.

(إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) المعراج /19 ـ 23 .


إن المتمعن بالعبادات التي فرضها الله عموماً، والصلاة خصوصاً؛ يدرك أثرها التربوي في إشراقة النفوس، وطمأنينة القلوب، وإصلاح الفرد والجماعة، ومن هذه الآثار التربوية ما يلي:

 

1- إقامة الصلاة دليل على صدق الإيمان، وعلى تقوى الله، وعلى ما يتمتع به صاحبها من بره بعهده، وقيامه على الحق، وإخلاصه لله، قال تعالى :  (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
المؤمنون/1  ـ 2.

 

2- الصلاة منهج متناسق لتربية الفرد والمجتمع يصل بهما إلى قمة السمو الأخلاقي، قال تعالى : (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) العنكبوت : 45.

 

3- الصلاة تمد المؤمن بقوة روحية تعينه على مواجهة المشقات في الحياة الدنيا، قال تعالى :  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/153.

 

4- الصلاة غذاء روحي للمؤمن يعينه على مقاومة الجزع والهلع عند مسه الضر، والمنع عند الخير والتغلب على جوانب الضعف الإنساني، قال تعالى :  (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ ) المعراج /19 ـ 23 .

 

5- إن الصلاة سبب لمحو الخطايا وغفران الذنوب فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: [أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ] قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ: [فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا] رواه البخاري ومسلم.

6- إن في الصلاة غذاء للروح لا يغني عنه علم، ولا أدب، فالصلوات الخمس هي وجبات الغذاء اليومي للروح كما أن للمعدة وجباتها اليومية يناجي المصلي فيها ربَّه فتكاد تشف روحه، وتصفوا نفسه.

7- في الصلاة تدريب للمسلم على النظام، وتعويد له على الطاعة، ويظهر هذا واضحًا في صلاة الجماعة.

8- في صلاة الجماعة دعم لعاطفة الأخوة وتقوية لروابط المحبة وإظهار للقوة فبالاجتماع تذهب الضغائن وتزول الأحقاد و تتآلف القلوب وتتحد الكلمة، قال تعالى
:
 (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ...) التوبة/11.


ب- بعد ما أمر لقمان ابنه بالإِيمان بالله ، وعدم الإشراك به، والقيام ببر الوالدين،  والثقة بعدالة الجزاء، والتوجه إلى الله بالصلاة، أمره بالقيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لما في ذلك من آثار حب الفضيلة، وأساس من أسس صلاح المجتمع، وإذا تضامن الناس في ذلك - كما هو الواجب شرعاً - ووجد تضامن الناس على الفضيلة فلا تضيع بينهم، ووجد تضامنهم على استنكار الرذيلة فلا توجد بينهم.

 

لا شك أن الله عز وجل جعل هذه الأمة المحمدية خير أمة أخرجت للناس، كما جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مناط هذه الخيرية مع الإِيمان بالله، قال تعالى :  (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران /110.

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاولة تغيير المنكر بالنصيحة، وبالطرق العملية المثمرة؛ مساهمة جليلة في صيانة المجتمع وتقويمه و إصلاحه، وكل مساهمة في إصلاح المجتمعات، وتقويمها، وصيانتها أعمال أخلاقية فاضلة.

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنكاره ومحاولة تغييره من مكارم الأخلاق الإيمانية؛ لما فيها من خدمة اجتماعية، وصيانة للمجتمعات عن الانزلاق في مزالق الانحراف، ولذلك حرص الإسلام حرصا شديداً على جعل كل المسلمين والمسلمات حرّاساً لأسوار الفضائل وتعاليم الدين الحنيف، فمن جاهد منهم المنحرفين بيده، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه، فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه، فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. فوظيفة حراسة المجتمع لحمايته من الانحراف وظيفة اجتماعية لا يجوز التخلي عنها في أي حال من الأحوال فإذا حدث ذلك تعرضت الأمة كلها للعقوبة العامة.

 

جـ- تتطلب الدعوة إلى الله تعالى الصبر من الداعي في سبيل ما يلقاه من أعداء
دعوته: ذلك لأن الناس أعداء لما جهلوا، وتحويلهم من عقيدة اعتنقوها فترة من
الزمن- ولو كانت باطلة- إلى عقيدة أخرى لم يألفوها- وإن كانت هي الحق- أمر صعب على النفوس، ولهذا أوصى لقمان ابنه بالصبر يقول الحق تبارك وتعالى على لسان
لقمان: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}، لأن الإنسان عندما يتعرض لدعوة الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابد أن يتصدى له أهل الشر، ويناله منهم أذى ولو كان قليلا، فأمر لقمان ابنه بالصبر عليه.

 

وبالصبر يتمكن الإنسان بطمأنينة وثبات أن يضع الأشياء في مواضعها، ويتصرف في الأمور بعقل واتزان، وينفذ ما يريد من تصرف في الزمن المناسب، بالطريقة المناسبة الحكيمة، وعلى الوجه المناسب الحكيم، بخلاف عدم الصبر الذي يدفع إلى التسرع والعجلة، فيضع الإِنسان الأشياء في غير مواضعها، ويتصرف برعونة فيخطئ في تحديد الزمان، ويسيء في طريقة التنفيذ، وربما يكون صاحب حق، أو يريد الخير، فيغدو جانياً، أو مفسداً، ولو أنه اعتصم بالصبر لَسلِم من كل ذلك.

 

لهذا أوصى لقمان ابنه بالصبر؛ لأن الصبر على المصائب يبقى للفعل نوره، ويبقى للشخص وقاره، ولذا كان الصبر من الآداب الرفيعة والأخلاق القويمة، و صفة من صفات المؤمن، وسمة من سمات المبشرين بالأجر العظيم من الله عز وجل قال تعالى :
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر /10.


نخلص مما سبق أن لقمان وصيته هذه رتب الأمور بحسب أهميتها للداعية: حيث بدأها بتربية النفس على طاعة الله : "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاة" ثم ثنى بدعوة
الآخرين: "وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ" ثم أمر بالصبر على ما يصيبه وتحمل ما يتعرض له من الأذى: "وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك".

 

وهكذا يربَّي لقمان ابنه على منهج العبادة، حيث أن العبادة في الإسلامِ تربي الإنسان المسلم على الوعي الفكري الدائم، وهذا ما يجعله إنسانًا منطقياً واعياً في كل أمور حياته، ومنهجياً لا يقوم بعمل إلا ضمن خطة ووعي وتفكير، إلى جانب ذلك فهو في يقظة دائمة يراقب الله في كل أعماله.

وإضافة إلى ما سبق فإن العبادة تربي في الإِنسان المسلم الشعور بالعزة والكرامة، قال تعالى : (  وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) المنافقون /8 .

 

خامسًا: الآداب الاجتماعية: يستطرد لقمان في وصيته التي يحكيها القرآن هنا إلى آداب الداعية إلى الله، فالدعوة إلى الخير لا تجيز التعالي على الناس والتطاول عليهم باسم قيادتهم إِلى الخير، ومن باب أولى يكون التعالي والتطاول بغير دعوة إلى الخير أقبح وأرذل.

 يقول لقمان وهو يعظ ابنه:" وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ*وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ* "سورة لقمان. فمن الآيتين الكريمتين السابقتين يتضح أن الآداب المتضمنة في تلك الموعظة هي كالتالي:

1] "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاس" ينهى ابنه عن الكبر، والمعنى أن لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم، أو كلموك احتقاراً منك لهم، واستكباراً عليهم، ولكن ألن جانبك، وابسط وجهك إليهم. والصعر داء يصيب الإبل فيلوي أعناقها، والأسلوب القرآني يختار هذا التعبير للتنفير من الحركة المشابهة للصعر: حركة الكبر والازورار، وإمالة الخد للناس في تعال واستكبار. والتكبر ليس من أخلاق المؤمن، والإِنسان كلما تواضع لله رفعه الله، وكلما تكبر عليه وضعه وقصمه، وقد أكد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا المعنى بقوله: "وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" رواه مسلم.

فظهر بهذا أن أولى الأخلاق التي يرغب لقمان في غرسها في ابنه: عدم التكبر على الناس، والتواضع لهم.

 

2] "وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً..." يعني: ولا تمش في الأرض مشية تبختر
واختيال، ولذلك ختم الله الآية بما يناسب هذا المعنى فقال: "إِنَّ اللَّهَ لا
يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" أي لا يحب كل مختالٍ على الناس، مستكبر عليهم
بمشيته بينهم، أو بإعراضه عنهم، ولا يحب كل فخور على الناس بنفسه، أو بما أتاه
الله من قوة، أو مالٍ، أو نسبٍ، أو جاهٍ، أو ذكاء قلب، أو جمال وجه، وحسن طلعة.

 

3] "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ..." بعدما نهى لقمان ابنه عن مشيه المرح وصعر الخد
أمره بالمشية المعتدلة القاصدة، فقال:"وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ
صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" والقصد هنا من
الاقتصاد، وعدم الإِسراف، وعدم إضاعة الطاقة في التبختر، والتثني والاختيال،
ومن القصد كذلك؛ لأن المشية القاصدة إلى هدف لا تتلكأ، ولا تتخايل، ولا تتبختر،
إنما تمضي لقصدها في بساطة وانطلاق. ولقد نهى الله تعالى المسلم أن يسير مسرع
الخطى وهو يلهث، كما نهاه أن يبطئ في مشيه وهو خامل كسول، إنما عليه أن يتوسط
في مشيه.

 

فإذا وضعت أسس التربية على أساس من التوازن والاعتدال- كما أوضحتها النظرة
الإسلامية- لاعتدل الأمر، وما تحولت الوسائل إلى غايات، وما انحرفت بنا الطريق
بين غلو وتقصير، وإفراط وتفريط. والتربية الإِسلامية تهتم بالتركيز على التوازن
بين إشباعات النفس، ومطالبها، وبين عفتها وقناعتها، وهذا وارد في قوله تعالى: "
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ
الْبَسْطِ … "سورة الإسراء.

 

فالوسط الإسلامي هو التوازن في الفكر والسلوك والتطبيق، من أجل ذلك طلب لقمان
ابنه أن يتوسط في مشيته، والمراد من ذلك أن تكون مشيته ما بين الإسراع والبطء
أي لا تدب دبيب المتماوتين ولاتثب وثب الشطار.

 

4] "وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"
أي: لا تتكلف رفع صوتك، وخذ منه ما تحتاج إليه، فإن الجهر بأكثر من الحاجة تكلف
يؤذي، والمراد بذلك التواضع. وغض الصوت فيه أدب، وثقة بالنفس، واطمئنان إلى صدق
الحديث وقوته.. والأسلوب القرآني يرذل هذا الفعل ويقبحه في صورة منفرة محتقرة،
بشعة حين يعقب عليه بقوله:"إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ".

 قال سفيان الثوري: صياح كل شيء تسبيح إلا نهيق الحمير. وهذه الآية أدب من الله
تعالى بترك الصياح في وجوه الناس تهاوناً بهم، أو بترك الصياح جملة.

 

يتضح من الوصايا التي وصى بها لقمان ابنه أنها تجمع أمهات الحكم، وتستلزم ما لم
يذكر منها، وكل وصية يقرن بها ما يدعو إلى فعلها إن كانت أمراً، وإلى مرتكبها
إن كانت نهياً:  فأمره بأصل الدين وهو التوحيد، ونهاه عن الشرك، وبين له
الموجبة لتركه.

وأمره ببر الوالدين وبين له السبب الموجب لبرهما، وأمره بشكره وشكرهما، ثم
احترز بأن محل برهما وامتثال أوامرهما مالم يأمرا بمعصية ومع ذلك فلا يعقهما بل
يحسن إليهما، وإن كان لا يطيعهما إذا جاهداه على الشرك.

وأمر بمراقبة الله، وخوّفه القدوم عليه، وأنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من
الخير والشر إلا أتى بها. وأمره بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة
الصلاة وبالصبر اللذين يسهل بهما كل أمر كما قال تعالى: "{ وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ..."سورة البقرة.

 

ونهاه عن التكبر وأمره بالتواضع، ونهاه عن البطر والأشر والمرح، وأمره بالسكون
في الحركات والأصوات، ونهاه عن ضد ذلك.. فحقيق من أوصى بهذه الوصايا أن يكون
مخصوصًا بالحكمة، مشهورًا بها، ولهذا من منّة الله على عباده أن قصر عليهم من
حكمته ما يكون لهم به أسوة حسنة.
 فالوصايا السابقة هي منهج الآداب السامية التي يؤدب الله عباده ذلك؛ لأن في
امتثالها فلاحهم دنيا وآخرة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم يرون آثارها
التربوية في توجيه وتهذيب سلوكهم، وتعمل على زيادة الألفة و المحبة بينهم كما
يؤدي هذا إلى تماسك مجتمعهم وبعد ما عرفنا ما هي ثمن هذه الوصايا وما هي قيم
هذا الإنسان الذي فضله الله سبحانه على جميع مخلوقاته ، وبهذه القيم الروحية
وجبت علينا المحبة والتفاني والتوادد والتآخي إذن يداً بيد للتعاون والتآخي
للعمل والبناء وزرع الأرض التي هي من السنة الواجبة المستحبة لقول رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم  :  " الأرض لمن أحياها" لأهمية الزراعة في
الإسلام والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
behbahani@t-online.de
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/10



كتابة تعليق لموضوع : جوانب التربية الإسلامية الحلقة الثالثة والأخيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net