أحلامنا في هذه الحياة لا تتعدى أن يكون الإنسان فيها صالحاً محباً للخير عطوفاً بوالديه وبالآخرين، ولكن هناك- في الوقت نفسه- من يريد إعمار الأرض، وهناك من يريد خرابها. التحوّلات التي نعيشها ونلمسها ليست بقدرنا كما هي بقدر من خلق هذا الكون، قتل الإنسان لأخيه الإنسان باسم الخروج عن الطاعة ليس له دليل شرعي، وإزهاق الأرواح بمثل هذه المبررات هو دليل الفشل في الإدارة والتعامل، وإراقة الأرواح أيضاً أصبحت كالكبش داخل الحظيرة ينتظر الدور للوليمة القادمة.
يا عباد الرّحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم الله، هذه الثروات سوف تبقى كما أبقاها فرعون من غير إرادته، وهناك من يأتي وسيأخذ ما تُرك، الطمع لن يجني شيئًا سوى هلاك الآخرين، القوة التي تسلبكم إرادتكم زائلة أيضاً، وأنتم تعلمون هذا جيّداً، الشعب المغلوب على أمره يرى ويسمع، ولكن سيأتي اليوم الذي يدافع فيه عن إرادته، لا بُدّ أن يدافع عن نفسه وباسم الدين أيضاً، ولكن النهاية الحتمية تكون لإرادة الشعب وقانون الله، الوقت قصير والحياة دؤوبة تجري كالرياح الموسمية، إما أن تسقيك وأما تهجرك.
يغفل البعض عن دراسة التاريخ جيّداً وأخذ العظة والعبرة من أحداثه، بل لا يدرك طبيعة البشر ولا تطورها الجسمي والفكري، ومقارنة الأمس القريب باليوم القريب، وكل همّه ينحصر في ابتكار الوسائل التي يُكمّم بها فَمَ هذا المواطن لكيلا يطالب بحريته الشخصية والعامّة، وتحطيم شخصيته يومًا بعد يوم، أمام مجتمعه والعالم، ليكون مطيعاً ودوداً للرّاعي كيفما شاء.
ومع ذلك، ارتفعت أصوات الأفواه، وسال مداد الأقلام مع مرور الليالي والأيام، مطالبة بالتغيير، تريد أن تحيا حياة كريمة نشعر فيها بالأمن والأمان، يداً بيد نبني هذا الوطن، ونقف في وجه من يسلبنا أرضنا أو إرادتنا، راسمين حلقة دائرية، لا شرقية ولا غربية، فقط إرادة مجتمع تكون حرباً لمن حاربنا وسلمًا لمن سالمنا.
إن نبضات قلب أيّ مواطن على هذه الأرض الطيبة هي سبب حياتها واستمرارها، فمتى نقف وقفةً جادّةً لردم الفوّهات، والسير معاً في خطٍّ مستقيم، على هدي ما جاء به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، من تعاليم تدعو إلى المحبة والخير والسلام؟!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat