الحكومة تُوجّه الضربة القاضية للعراقيين الفقراء
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

واخيرا نجحت الحكومة العراقية المنتخبة بتوجيه الضربة القاضية لعموم فقراء العراق الذين يعانون العوز الشديد في بلد يزخر بالثروات المختلفة ، الضربة القاضية تتمثل في الغاء البطاقة التموينية التي كانت المتنفس الوحيد للفقراء حيث تؤمن لهم مايسد رمقهم لفترة محدودة ، البطاقة التموينية وبالرغم من تعثر مفرداتها منذ عام 2003 وحتى الان كانت تساهم في ايقاف جشع التجار خصوصا وان تجار العراق يتحينون الفرصة من اجل رفع اسعار المواد الغذائية ولاتفوتهم مناسبة الا وسارعوا الى رفع الاسعار ، حتى المناسبات الدينية التي من المفترض ان يستغلها التجار للزكاة عن اموالهم ترتفع فيها الاسعار ، فكيف الحال الان بعد ان الغيت البطاقة التموينية ؟
في كل بلدان العالم يحظى المواطن بالاهتمام والرعاية من قبل حكومة بلده لكن في العراق يختلف الامر بشكل كامل حيث لايوجد للمواطن حيّز في تفكير الحكومة وخير دليل على ذلك الصراع المحتدم بين الكتل السياسية منذ الانتخابات وحتى الان ، الجميع يتهم الجميع والجميع يقول انه احق بالمناصب غير مبالين بشعب يئن تحت وطأة سوء الخدمات وزحمة الشوارع والمياه غير الصالحة للشرب ناهيك عن الكهرباء والواقع الصحي المتردي جدا والتدهور الكبير الذي لحق بالمؤوسسات التعليمية نتيجة المحاصصة الطائفية التي تشكلت بموجبها الحكومة التي تعيش في ثراء ونعيم دون الاكتراث بما يعانيه شعب مغلوب على امره .
من حقنا أن نسأل ، أين تذهب ايرادات العراق النفطية اذا كانت الحكومة تعجز عن تأمين مبالغ مفردات البطاقة التموينية ؟ واذا كان السبب في الغاء البطاقة التموينية هو كثرة الفساد والتلاعب في العقود الخاصة بها ، فمن هو الذي سيضمن ان عملية استبدال مفردات البطاقة التموينية بالمبالغ النقدية سيكون بعيدا عن الفساد والتلاعب ؟
من حقنا أن نسأل ، الى متى ستستمر معاناتنا ؟ الى متى تنفق اموال العراق في غير محلها وتذهب الى من لايستحقها ؟ بماذا يختلف الوزير عن المواطن ؟ بحيث يتقاضى الوزير راتبا خياليا والمواطن يتقاضى راتبا قليلا ؟ هذا اذا كان المواطن موظفا في الدولة وان كان ممن لايعملون في الدولة فالمصيبة اعظم واكبر ، الى متى نعيش في بلدلنا بذل ومهانة لايعيشها اي مواطن آخر في سائر دول العالم ؟ هل تعلم الحكومة العراقية حجم المأسآة التي سيسببها قرار الغاء البطاقة التموينية ؟
التصويت على الغاء البطاقة التموينية جاء في وقت تُهدر فيه ملايين الدولارات على امور نحن في غنى عنها ولاتجدي نفعا ، وعلى سبيل المثال ، اقامة معرض بغداد ، ماذا جنى الفقراء من الدورة الحالية لمعرض بغداد الدولي ؟
كنا ننتظر ان تقوم الحكومة بزيادة الرواتب التقاعدية وتوفير فرص عمل للعاطلين وحسم ملفات الفساد المالي كي تكون لها قاعدة شعبية تستند اليها في الانتخاباتت القادمة لكن تناست الحكومة هذا الشعب المسكين وبدلا من ان تنظر له بعين الرحمة اصدرت قرارها بالغاء البطاقة التموينية ؟
ليعلم الجميع اني كتبت بألم وحسرة تعتصر قلوب كل المحتاجين الذين ضاقت بهم السبل نتيجة البطالة وارتفاع بدلات الايجار الى ارقام خيالية والان جاء دور الغاء البطاقة التموينية لتصبح هما جديدا يضاف الى همومهم ، المشتكى الى الله ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat