صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

للظلم فروع طفولية
عزيز الحافظ
 كان ولده أيمن الطالب في الرابع الثانوي بليدا ولم يكن التدريس الخصوصي منتشرا ولان جلّ وقته الوظيفي خارج الدار كان يتعذر عليه التواجد فيما لوحضر المدر س الخصوصي وزوجته الجميلة جدا لوحدها وطبعهم العسكري يجعل الشكوك والريبة حدس المواقف. أهتدى للحل بأن يدرس أبنه مع اشطر طلاب الصف الدراسي على ان توفر لهم امه مستلزمات الضيافة التي تفوق فقرهم بدرجات. كانت الضيافة وموائد الطعام والفواكه التي يسيل لها لعاب الفقراء تغزو مشاهد الجلوس الدراسية ويوما بعد يوم اصبح ابنه البليد في طور متقدم بالدرجات الشهرية. وبحكم نشاته العسكرية ومنصبه الحزبي كان يحتفظ بسلاح شخصي مسدس ورشاشة من هبات الحزب،يوما ماتفقد دولاب ملابسه فلم يجد المسدس دخل في دوامة الحيرة والغضب الشديد ارتبكت زوجته تأسرها الحيرة وهي تصفق الراح بالراح بحثا عنه دون طائل مالعمل؟ هل سرقه احد؟ لايدخل الغرفة حتى ابنه البليد الوحيد فقط هولاء الغرباء الطلاب الثلاثة يدخلون الدار،قطع الشك باليقين وقرر الإبلاغ عن الفقدان خوف عواقب الامور فمسدسه مجاز ومعرّف ومسجل رسميا، سجل الاخبار وعاينت الشرطة المكان جيدا.. لااقتحام ولامشبوهين.احالت الشرطة القضية لمكافحة الإجرام وهو فرع شرطوي متخصص بهذه الحالات،دخلوا في خضم التقصي فقرروا ان الجناة السراق هو احد الطلبة! وبدون علم الاب قررت المكافحة بقرار قاضيها القبض على الطلاب زملاء ولده وهم بعمر الورود وكانوا يرتعبون لمناظر شرطة المكافحة بل بكى الثلاثة وهم ينساقون مكبلين بدون كتب الدراسة الى سجن المنطقة!حصلت في الزقاق الهاديء زوبعة الآهالي وهم يتوسلون بالجار المتنفذ المزعوج من فعلة الشرطة لكي يُطلق سراح اولادهم ولانه يعرف الاجراءات واعدهم خيرا فلما راجع قالوا له سنطلق سراحهم عند نهاية التحقيق فبّشر الاباء والامهات الدوامع العيون بالامر. مرت ثلاثة ايام واذا به يجد المسدس داخل الدار فقد نساه في حقيبة عمل متروكة بفناء الدار الداخلي عندما عجلّته مكالمة إستدعاء مستعجلة لقيادته العسكرية فدّسه في موضع نساه لاحقا، اخفى المسدس في جنبه  المتمنطق،حمل إجازته الحكومية ،إرتدى ملابسه العسكرية وتوجه لمركز مكافحة الاجرام ليغلق الدعوى ويطلق سراح الصغار الاحداث الذين صعقتهم التهمة وانستهم طعم السمر والفواكه والعشاء دخل على المدير فاجلسه وضيفه فاخبره الضابط حول إسقاطالدعوى وآراه المسدس المفقود،تبسم ماكرا مدير المكافحة وكان أقل منه رتبة: لايمكن ياسيدي إسقاط الدعوى!! أستغرب الضابط مندهشا مذهولا صاغيا متسائلا لماذا؟ قال المدير لان الطلاّب الثلاثة اعترفوا!! بالسرقة وأعترفوا ببيع المسدس !! لابل جلبنا المشتري ايضا!!!! ورفعنا قضيتهم للمحاكم وسيتم تكريم المحققين لسرعة كشف الجريمة وسرعة تنفيذ اعتقال المذنبين! قفزت كتلة عضلات تقاسيم الغضب والحنق عند الضابط نهض وهوى بقبضته على الطاولة بعنف وعصبية؟! تساقط قدح الشاي اللامُرتشف على الارض مكسورا كيف يحصل ماتقول؟ هاهو المسدس مادة الجرم بيدي وجدته فكيف اعتقلتم المشتري! كان يزبد ويرعد غضبا وطلب منه ان يرى الطلاب المتهمون المعتقلون فقال ياسيدي تعرف الاجراءات لايمكن ووو ولكن الضابط تركه فورا وتوجه للمعتقل وهو يسمع صراخ الطلاب عمو ابو أيمن إنجدنا! وهم يتباكون وصل لحافة القضبا ن ليرى وجوها بشعة الملامح من شدة التعذيب! متورمة الوجنات والاحداق والازرقاق فلم يحتمل المشهد كان كبرياؤه أقسى من ان ينتظر دمعة تهرب من عيونه مسك لجام نفسه،تماسك دون ان يهديء روعه وخرج غاضبا من المركز وتوجه فورا لقيادته العسكرية دخل على آمره بعد اداء التحية وجلس دون ان ينتظر السماح له بالجلوس لاحظ الامر هيئته ولاتماسكه وأضطرابه الشديدين هدّأ من روعه سلامات ابو ايمن هل حصل مكروه ما لااعرفه؟ قال لاسيدي متحشرج الصوت دامع العينين على منظر اصدقاء أيمن، سيدي تعرف قصة مسدسي المفقود والمجلس التحقيقي قال نعم بسيطة سنغلق الموضوع قال لاياسيدي لقد وجدت المسدس وهاهو في جنبي وسرد عليه حكاية ماحصل وماجرى ليصبح مرجل الغضب ذو شعبتين في الغرفة! اتصل الآمر بوزير الدفاع الذي اتصل بوزير الداخلية على الفور ،أطلق سراح 
السراق  التلاميذ الثلاثةّ! ومشتري المسدس الموهوم وفي المساء كان الخبر الابرز،  إلغاء شعبة مكافحة الاجرام من التشكيلات لانها هي التي كانت مجرمة تكافح الاجرام  بإ أجرم منه!
 
 
      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/01/07



كتابة تعليق لموضوع : للظلم فروع طفولية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net