صفحة الكاتب : عباس كلش

الاكراد والدولة المزعومة!
عباس كلش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تختلف الرؤى والتفسيرات حول نشوء دولة فلسطينية فمنذ وعد بلفور المشبوه الذي ظهر على العالم في ان يمتلك أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور في 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
وقبل هذا التاريخ بسنة واحدة تمت عقد معاهدة سايكس- بيكو بين بريطانيا وفرنسا بمصادقة من الامبراطورية الروسية حيث تم تقسيم الهلال الخصيب والى ما آلت اليه الاتفاقية فيما بعد،لم تنفك اراضي الدولة الفلسطينة تنكمش آخذة بالتخلي بعضها عن بعض الى ان وصل بنا الحال الى تجاهل حق الفلسطينين في دولة لم يكن ولا يمكن ان يكون لاي عاقل حق في انشائها على اراضيهم. اتذكر عندما كنت في المدرسة الثانوية وكان حينها العراق في حرب مع الدولة الجارة ايران كنت اتذكر ان كل العراقين  مازالوا ينتظروا نشرة التاسعة الاخبارية فالاخبار كانت حكراً على الحربين العراقية والفلسطينية فبغض النظر عن اي منهما كانت عقائدية او على حق فلقد كان نصيب الاخبار عن ابو عمار آنذاك ومغامراته ومحاولاته بكل ما اوتي من قوة لردع حلم حصول اسرائيل الضيف الثقيل على مساحة ثابتة من الارض المقدسة للطرفين ولم يكن يعلم انه ذاته ( اي الرئيس الراحل ياسر عرفات) كان يؤسس لدولة اسرائيل حتى وان لم يرغب في ذلك حتى في الكوابيس التي كانت تراوده الى ان تحقق بعضها بعد رحيله ولفشل في نهج ابو عمار في الاستراتيجية بعيدة الامد فان اليوم الذي تنتظره اسرائيل اخذ بالوضوح والقرب منا وانه لجلي كما الشمس لبعض المحلليل والسياسين الكبار. فلسنا بحاجة الى ان نرمي باللوم على السادات حين عزم الصلح وتلاه باتفاقية السلام وغيره من الرؤساء العرب فعل ذلك ولسنا في تقليب اوراق الوجع للشعب العربي الفلسطيني انما ماكان كفرا ورفضا قاطعاً ساطعاً في سماء الفلسطينين بل حتى العرب القوميين صار اليوم حلم يسموا به كل زعيم ويصارح به جهراً ان يكون بلدا للفلسطينين والاسرائيلين على ارض واحدة اسمها فلسطين يتشارك فيه شعبيهما بحب ووئام وليس جديد ما اقول حيث قالها العقيد الراحل معمر القذافي في احدى القمم العربية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الفلسطينيون والاسرائليون اغبياء) لانهم لم ينجح اي فريق منهم في الوصول الى مبتغاه ولكن هيهات ان تتحقق بعض الاحلام فلا يمكن ان يكون قسراً ان ينسى كل من الشعبين كرهه للاخر وظلمه للاخر وقتله وترهيبه بغض النظر عمن هو صاحب الحق وانه فالنهاية وكما يقال فان الحق يعلو ولا يعلى عليه، لكن لو ان الفلسطينين وعلى راسهم ابو عمار وافقوا على ترسيمات حدود عام ١٩٤٨ منذ البداية لكان لفلسطين دولة ولكان للمنطقة مزاج غير ما آلت اليه افخاخ الثورات العربية الفاشلة ، ولكان لكل مواطن فلسطيني الحق في بسط ذراعيه على ارض وسماء لايزاحمه فيه احد ولا يتفضل له من احد غير انه توالت ترسيمات الحدود للدولة الفلسطينية الى ان اصبح من الصعب توقع ما ستئول اليه دولة فلسطينية بشقين ويفرقهما كيان ام دوله فهل نظر الفلسطينيون الى ما ارتظوا الى انفسهم وهذا كله في غضون الاربعين سنة التي خلت. واليوم ومن هنا ارتسم اخوتنا الاكراد حرب وهمية اولها التحجج والتبجح واخرها معروف وهو الدولة الكردية المزعومة فلو بيدي قيد من سلطة او قرار لما ترددت ان انفذ لهم اخر التمنيات بانفصالهم وحقهم فيه كحق الدولة الفلسطينية على ارضيهم ولكان الشعبين الجارين العربي والكردي اصدقاء ويتشاطرون الحب والخير ومواقفهم لن تكون اكثر عدوانية ولا مؤامراتية. فبالنهاية قد اخسر وطناً كبير لكني قد اربح شعب اكبر يعيش في سلام وود ولا تزعجه تدخلات دكتاتور كردي او رادكالي ديني متعصب. وليكن استفتاء شعبي كردي لمنطقة كردستان تشرف عليه الامم المتحدة ولتكن النتيجة هي القرار الفصل في استقلال كردستان ام ان تبقى جزاً لا يتجزء من خارطة الوطن الام. وان الكثير لا يخفى عليهم رغبة اغلبية الشعب الكردي في الانفصال ، الا هل بلغت ، اللهم فأشهد!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس كلش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/28



كتابة تعليق لموضوع : الاكراد والدولة المزعومة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 6)


• (1) - كتب : عماد العراقي ، في 2012/11/16 .

ها قد بدء الأخوة الكرد ( طنكرتهم) وبين معدنهم وارى كما يرى الكاتب ان ينفصل الأكراد عن العراق لما فيه من صالح العراق عربا وكردا. لانه اذا بقي الحال كما هو الان وفي زيادة للتطور من الوضع السيء بحيث يصبح الوضع لايطاق.

• (2) - كتب : عراقي عربي ، في 2012/11/04 .

مع الاسف انه لايمكن انفصال الاكراد لان في مباراة اربيل والكويت الي خسر فيها اربيل رفعوا الاخوة الاكراد لافتات تقول ان اربيل كردستانية ليست عراقية والي يحب يتاكد يبحث بالكوكل. والله خوش اقتراح منك استاذ عباس كلش المحترم ان تنفصل اربيل وسليمانية ودهوك عن العراق حتى نرتاح. شكو مجلبين بيهم.

• (3) - كتب : Saad mohammed ، في 2012/11/01 .

الى الاخ ابو علي! ربما الكاتب اراد ان يصطحب شاهده معه لذلك جلب لنا مثل فلسطين الذين مازالوا من غير وطن ولا ارض والسبب هو عدم الجدية من قبل الرئيس الفلسطيني والان نفس الشيء عندنا في العراق لا الاخ المالكي والا الاخ مسعود برزاني هما جديان بالتفكير بمصاالح الشعب.

• (4) - كتب : ابو علي الكربة أشي ، في 2012/10/31 .

الئ الاستاذ كاتب المقال أني وياك بكل الئ تكولة لان الأكراد أذية عالعراق بس مافهمت شنو الربط بينهم وبين ياسر عرفات. اذا قصدك ان العراق في احتلال فالاكراد همة الاحتلال مؤ بالعكس. شكرًا

• (5) - كتب : ميرزا قوتابي ، في 2012/10/31 .

والله خوش اقتراح لان نخلص من الاكراد بالموصل جاي يدمرون الموصل وراح ياكلون الاخضر واليابس.

• (6) - كتب : حسن الحسني ، في 2012/10/31 .

ا لمقال رائع ولا مبالغة فيه لكن لا أتقبل فكرة انفصال الأكراد عن العراق لسبب بسيط انهم سوف يداسوا بالاحذية اذا ما فكروا بالانفصال.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net