تختلف الرؤى والتفسيرات حول نشوء دولة فلسطينية فمنذ وعد بلفور المشبوه الذي ظهر على العالم في ان يمتلك أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور في 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
وقبل هذا التاريخ بسنة واحدة تمت عقد معاهدة سايكس- بيكو بين بريطانيا وفرنسا بمصادقة من الامبراطورية الروسية حيث تم تقسيم الهلال الخصيب والى ما آلت اليه الاتفاقية فيما بعد،لم تنفك اراضي الدولة الفلسطينة تنكمش آخذة بالتخلي بعضها عن بعض الى ان وصل بنا الحال الى تجاهل حق الفلسطينين في دولة لم يكن ولا يمكن ان يكون لاي عاقل حق في انشائها على اراضيهم. اتذكر عندما كنت في المدرسة الثانوية وكان حينها العراق في حرب مع الدولة الجارة ايران كنت اتذكر ان كل العراقين مازالوا ينتظروا نشرة التاسعة الاخبارية فالاخبار كانت حكراً على الحربين العراقية والفلسطينية فبغض النظر عن اي منهما كانت عقائدية او على حق فلقد كان نصيب الاخبار عن ابو عمار آنذاك ومغامراته ومحاولاته بكل ما اوتي من قوة لردع حلم حصول اسرائيل الضيف الثقيل على مساحة ثابتة من الارض المقدسة للطرفين ولم يكن يعلم انه ذاته ( اي الرئيس الراحل ياسر عرفات) كان يؤسس لدولة اسرائيل حتى وان لم يرغب في ذلك حتى في الكوابيس التي كانت تراوده الى ان تحقق بعضها بعد رحيله ولفشل في نهج ابو عمار في الاستراتيجية بعيدة الامد فان اليوم الذي تنتظره اسرائيل اخذ بالوضوح والقرب منا وانه لجلي كما الشمس لبعض المحلليل والسياسين الكبار. فلسنا بحاجة الى ان نرمي باللوم على السادات حين عزم الصلح وتلاه باتفاقية السلام وغيره من الرؤساء العرب فعل ذلك ولسنا في تقليب اوراق الوجع للشعب العربي الفلسطيني انما ماكان كفرا ورفضا قاطعاً ساطعاً في سماء الفلسطينين بل حتى العرب القوميين صار اليوم حلم يسموا به كل زعيم ويصارح به جهراً ان يكون بلدا للفلسطينين والاسرائيلين على ارض واحدة اسمها فلسطين يتشارك فيه شعبيهما بحب ووئام وليس جديد ما اقول حيث قالها العقيد الراحل معمر القذافي في احدى القمم العربية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الفلسطينيون والاسرائليون اغبياء) لانهم لم ينجح اي فريق منهم في الوصول الى مبتغاه ولكن هيهات ان تتحقق بعض الاحلام فلا يمكن ان يكون قسراً ان ينسى كل من الشعبين كرهه للاخر وظلمه للاخر وقتله وترهيبه بغض النظر عمن هو صاحب الحق وانه فالنهاية وكما يقال فان الحق يعلو ولا يعلى عليه، لكن لو ان الفلسطينين وعلى راسهم ابو عمار وافقوا على ترسيمات حدود عام ١٩٤٨ منذ البداية لكان لفلسطين دولة ولكان للمنطقة مزاج غير ما آلت اليه افخاخ الثورات العربية الفاشلة ، ولكان لكل مواطن فلسطيني الحق في بسط ذراعيه على ارض وسماء لايزاحمه فيه احد ولا يتفضل له من احد غير انه توالت ترسيمات الحدود للدولة الفلسطينية الى ان اصبح من الصعب توقع ما ستئول اليه دولة فلسطينية بشقين ويفرقهما كيان ام دوله فهل نظر الفلسطينيون الى ما ارتظوا الى انفسهم وهذا كله في غضون الاربعين سنة التي خلت. واليوم ومن هنا ارتسم اخوتنا الاكراد حرب وهمية اولها التحجج والتبجح واخرها معروف وهو الدولة الكردية المزعومة فلو بيدي قيد من سلطة او قرار لما ترددت ان انفذ لهم اخر التمنيات بانفصالهم وحقهم فيه كحق الدولة الفلسطينية على ارضيهم ولكان الشعبين الجارين العربي والكردي اصدقاء ويتشاطرون الحب والخير ومواقفهم لن تكون اكثر عدوانية ولا مؤامراتية. فبالنهاية قد اخسر وطناً كبير لكني قد اربح شعب اكبر يعيش في سلام وود ولا تزعجه تدخلات دكتاتور كردي او رادكالي ديني متعصب. وليكن استفتاء شعبي كردي لمنطقة كردستان تشرف عليه الامم المتحدة ولتكن النتيجة هي القرار الفصل في استقلال كردستان ام ان تبقى جزاً لا يتجزء من خارطة الوطن الام. وان الكثير لا يخفى عليهم رغبة اغلبية الشعب الكردي في الانفصال ، الا هل بلغت ، اللهم فأشهد!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat