لماذا أغتيال وسام الحسن في لبنان ؟
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المتابع للمشهد اللبناني ، يصل ألى مشترك بين جميع ألأغتيلات التي وقعت في لبنان، أبتداء من أغتيال المرحوم الرئيس الحريري وحتى اغتيال المرحوم وسام الحسن ،المشترك هو أنّ ألأغتيالات التى وقعت ليست عشوائية ، بل مقصودة ومخطط لها لتحقيق أهداف وغايات سياسية ، تقوم بها جهة خارجية أو داخلية أو بعلمها أو تحت اشرافها ، لغرض خلق حالة من التأزيم السياسي ، لخدمة بعض الاطراف السياسية داخل لبنان من خلال استغلال حالة التأزيم المتولدة من عملية ألأغتيال ، وأيضا لخدمة أهداف بعض الدول الخارجية التي من مصلحتها خلق حالة التأزيم اللبناني الداخلي .
نحن ابناء الشعب العراقي لا نتمنى الى الشعب اللبناني ألا ألخير ، وندعوا للشعب اللبناني الشقيق بجميع طوائفه ، أنْ ينعم بالأمن والأمان والأستقرار ، وأنْ يجنبه الله تعالى كل مكروه، سيما ونحن قد لاقينا الويلات من أعمال القتل في العراق ، ولا قينا الويلات من تدخلات الدول الاقليمية في شؤوننا الداخلية ، فلا نتمنى أنْ تتكررهذه الحالة لأي شعب من الشعوب في البلدان العربية أو غير العربية ، ونتمنى لكل الشعوب في العالم الحرية والديمقراطية والخير والسلام وألأمان .
المؤشرات تقول أن ما يحدث في لبنان من شدّ وجذب وحتى الاعمال المسلحة ، له علاقة مباشرة بما يحدث في سوريا ، أغتيال وسام الحسن وهو الشخصية الوطنية المخلصة لبلده بشهادة الجميع ، يهدف لخلق فتنة بين ابناء الشعب اللبناني ، لتوظيفها لخدمة ألأزمة في سوريا ، سيما بعد ان شاهدت ألأطراف الداعمة للمعارضة المسلحة في سوريا التي تريد أسقاط النظام في سوريا بالعنف وقوة السلاح ، أنّ النظام ألسوري يسير بأتجاه ألقضاء على ألمسلحين ألمدعومين من أطراف عربية سلفية ، والمدعومين من دول المحور ألأمريكي في المنطقة ، وبضمنها ألكيان ألصهيوني التي تعمل الحركة السلفية الوهابية اليوم لخدمة مخططاته ، وللعلم أننا مع ألشعب السوري الطامح للتغيير نحو الديمقراطية والحرية والعيش الكريم ، لكننا لسنا مع استخدام العنف لتحقيق هذه ألأهداف ألمشروعة ، ثم مَنْ الذي يضمن أن ألمسلحين الذين يستخدمون العنف وسيلة للتغيير ، سيلّبون طموح الشعب السوري في الحرية والديمقراطية ؟ ونحن نعرف توجهات هؤلاء المسلحين المنتمين للحركة السلفية الوهابية المتخلفة ، التي تحجر على العقل والفكر الحر ، ونعرف كذلك أرتباطات هؤلاء بالمحور ألأمريكي الصهيوني ، لذا ندعو ألى أستخدام ألأساليب ألسلمية ألحضارية لتحقيق ألأهداف المشروعة في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم للشعب ألسوري ألشقيق .
أنّ فرضية أسقاط ألنظام ألسوري بقوة ألسلاح ، والدعوة لأتهام سورية بجريمة ألأغتيال أكدتها تصرفات وتصريحات بعض السياسيين في لبنان المعادين لسوريا ، والذين تورطوا في المشكلة السورية بشكل علني ومباشر ، هؤلاء السياسيون اللبنانيون المرتبطون بالخط المعادي لسوريا من الدول ألأقليمية والدولية ، رأينا بعضهم في أول يوم للأغتيال وكأنهم متهيئون لذلك ، وبعضهم في اليوم الثاني للأغتيال أثناء تشييع المرحوم وسام الحسن ، وقبل أن تظهر نتائج التحقيق ، وقبل أن يعطي القضاء رأيه ،منهم مَنْ وجه أصابع ألأتهام الى سوريا وذكر أسم الرئيس بشار ألأسد وأتهمه صراحة بأنه هو ألمسؤول عن ألأغتيال ، ومنهم مَنْ أتهم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ، وذكره بالأسم الصريح أنه هو ألمسؤول عن عملية ألأغتيال .
المراقب السياسي وهو يرى هذه ألأتهامات السريعة قبل ظهور نتائج التحقيق ، لا يمكن له ألا أنْ يستنتج فرضية مفادها ، أنّ عملية ألأغتيال قد أُستغلت أستغلالا سيئا ووظفت لتحقيق غايات سياسية ، بعد أن وصلت الحركة المسلحة ألى طريق مسدود لأسقاط النظام في سوريا ، مثل ما كانت دول المحور ألأمريكي الصهيوني قد خططت لهذا الهدف ، ألأمر الذي دعى هؤلاء لأستغلال وتوظيف جريمة ألأغتيال لخدمة ألتأزيم في سوريا ولبنان ، عسى أن يحقق أعداء سوريا في داخل لبنان وخارجها ، أهدافهم في دعم ألمسلحين في سوريا من خلال تجريم النظام السوري دوليا في عملية ألأغتيال ، بعد أن فشلت دول المحور ألأمريكي الصهيوني لأصدار قرار من مجلس ألأمن ضد سوريا بسبب ألموقف الروسي والصيني ألمعارض .
أما ألأستغلال والتوظيف ألآخر لجريمة ألأغتيال ، هو ألأندفاع بأتجاه أسقاط الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي ، لموقفها المتوازن من ألأزمة في سوريا ، والدليل على ذلك الصيحات العالية والمتكررة التي صدرت من الخط السياسي اللبناني المعادي لسوريا ، والمدعوم من السعودية وقطر وتركيا ، وبقية دول المحور ألأمريكي ألصهيوني ، أذ تعالت صيحات رجال هذا الخط بأتجاه أسقاط حكومة نجيب ميقاتي ، بمجرد أعلان خبر التفجير ، والملفت للنظر أن دعوات أسقاط الحكومة صدرت وما زال وسام الحسن لم يدفن بعد ، بل بمجرد دفنه هاجم مسلحو ألأحزاب المعادية لسوريا السرايا الحكومي ، وأرادوا أسقاط الحكومة اللبنانية بقوة السلاح ، لكن تدخل الجيش اللبناني حال دون وقوع ذلك ، لقد خطط السياسيون اللبنانيون رجال الخط المعادي لسوريا ، لخلق فتنة كبيرة بين أبناء الشعب اللبناني ، لكن وقفة الجيش القوية بوجه هؤلاء حال دون وقوع الفتنة التي أراد بعض السياسيين خلقها مستغلين ظروف جريمة أغتيال وسام الحسن .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat