صفحة الكاتب : وليد سليم

لهذه الاسباب العراق مبتلى بالارهاب
وليد سليم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تكن تلك الدول العربية وتحديدا الخليجية منها بطرة او خالية الوفاض من المخططات التي مارستها طيلة الفترة الماضية حين استنهضت كل ما تملك من اجل ان يكون العراق في حالة من الصراع الدائم وان تبقى الدوامة التي يعيشها البلد بكل طاقاته البشرية ومؤسساته الانتاجية في دوران دون توقف كي لا يسمح فيها للعراق من التقدم ولو كان الامر تأخيره قدر الامكان حتى لا ينهض قويا من الناحية الاقتصادية ويبرز في العالم كواحد من الدول القادرة على صنع القرار الدولي من خلال تأثيره الاقتصادي وهذا فيه من الاعتبارات السياسية ايضا ما هو الكثير.

وأنا أتابع الحفل الذي أقيم في بغداد على ضوء التقرير الذي اصدرته منظمة الطاقة الدولية بشأن "آفاق الطاقة في العراق" والذي حدد بشكل واضح ان العراق يمتلك مخزونا يجعل منه في الخطط المستقبلية ان ينتج ما مقداره (6) ستة ملايين برميل يوميا وهذا يعني أنه سيكون قادرا على تغطية الحاجة العالمية من البترول حيث يقول الدكتور بيرل رئيس منظمة الطاقة الدولية (ان العراق يمتلك مقومات ومؤهلات ستمكنه خلال الاعوام المقبلة من احتلال مراتب عالمية متقدمة بين المنتجين والمصدرين للنفط، وأكد الدكتور فاتح بيرل ان العراق سيجني 200 مليار دولار سنويا من عائدات النفط، ما يؤشر زيادة الناتج المحلي الاجمالي بمعدل ضعفين، مفصحا في الوقت ذاته عن التوقعات التي جاء بها تقرير منظمة الطاقة الدولي والذي بين ان العراق سيمتلك خلال العقد الحالي 45 بالمئة من نسبة النمو المتوقع في الناتج العالمي، لافتا الى اهمية استثمار العراق لأكثر من 530 مليار دولار في قطاع الطاقة، وبمعدل 25 مليار سنويا بهدف زيادة عائداته المالية وانعاش مشاريع الطاقة بمختلف اشكالها النفطية والكهربائية. ) وهذا يعتبر قفزة قوية وكبيرة في الانتاج العراقي الذي تتخوف منه دول الخليج وبالذات السعودية العربية التي دائما تحاول كسب القرار العالمي وجعله يتماشى فيما يخص الشرق الاوسط مع منهجها في المنطقة العربية من خلال تغطيتها للحاجة النفطية العالمية اذا أخل طرف من الاطراف ووقف تصدير النفط كما حصل مرات عديدة سواء من قبل فنزويلا او ايران او أحيانا بعض الكوارث والحروب التي تحصل في الدول المنتجة للنفط وبذلك تريد السعودية ان تعزز مكانتها النفطية على حساب دول اخرى ومنها العراق تحديدا لأن احتياطي العراق النفطي يضاهي احتياطي السعودية النفطي .

وهذا بطبيعة الحال يمتد الى اكثر من النفط فهناك الغاز العراقي الذي لم يستغل بشكل صحيح خلال عمليات الاستخراج النفطي وهذا الضعف يعود الى الحروب التي قام بها العراق خلال العقود الماضية بدعم خليجي كي يبقى ضعيفا وتبع ذلك العمليات الارهابية للمنظمات التابعة للقاعدة وامثالها القادمة التي استوطنت العراق بعد العام 2003 بناء على توجيهات ملوكهم وامرائهم في تلك الدول ليكون المعول الذي يضرب كل تقدم في الصناعة النفطية وقد حصل من ذلك الكثير في تخريب الانابيب الناقلة ومحطات الخزن وغيرها بتفجيرها من قبل الارهابيين وتحت نظر وتخطيط بعض السياسيين العراقيين للأسف ومنهم برلمانيين تشريعيين ائتمنهم الشعب العراقي على مصالح العراق .

الخوف من ان يكون العراق بتلك القدرة الانتاجية والوصول الى حالة الانتعاش الاقتصادي الكبير جعله مبتلى بالارهاب، وهذا الامر سيفضح كل حكام الخليج الذين سخروا من هذا البلد طيلة السنوات الطويلة الماضية بسبب رعونة الحاكم الطاغي المقبور لتظهر للعلن قدرة العراقيين على فرض انفسهم في المجتمع الدولي وان يحسب حساب البلد ليس فقط من تلك الدول وانما من دول كبرى وعظمى بيدها صناعة القرار الدولي ومن ثم ستختفي تلك الوجوه الملثمة وينتهي دورها القذر في العبث بالواقع العراقي 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد سليم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/12



كتابة تعليق لموضوع : لهذه الاسباب العراق مبتلى بالارهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net