النسخ و الإنساء في القرآن االكريم ج 1
محمد صالح الهنشير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد صالح الهنشير

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على محمد واله نبراس علمه وترجمان كتابه , من ضل عنهم فهو لا يدري , ومن ادرك من علمهم انفتح له الكتاب وعاش به وسعد وارتفع عن الزيف وارتقى الى اليقين..
قال تعالى : ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيئ قدير
هذا القول الالهي الفصل قي تبويب الايات , وتعريف الانسان بصفاتها حتى يميز المراد من القول الالهي , فتستقيم امامه الاحوال ويدرك المعنى من اللفظ المنسوخ .. والمنسى .. والتخيير فيها والمماثلة , وهي مسائل اربعة هي قوام القول الالهي مرتبة حسب درجة علويتها وحكمتها , قسمان في الشكل وقسمان في المعنى , ونبدا بالاية المنسوخة , وعرفها الله في كتايه من خلال هذه الايات ..
“” وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ..”” 52 الحج ..
_”” هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون “” 29 الجاثية
_ “” ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم
يرهبون “” 154 الاعراف
وفي ذلك بيان واضح ان الاية المنسوخة هي الاية المطابقة تماما , اي المعادة كما هي دون دخول حرف او اداة او تغيير نعت فهي كما هي , كما تستنسخ الملائكة اعمال البشر والجن دون حذف او نقصان او مشابهة , فهي نقل امين منسوخ حتى يكون الجزاء بجنس العمل المنسوخ.. وليس المنسوخ من الايات كما ذهبت الى ذلك الامة المتوهمة , بان الاية تنفي اية قبلها , فالنسخ مثل قوله تعالى : “” فباي الاء ربكما تكذبان “” سورة الرحمان ..
وان كان ال النبي هم المقربون من اهله الذين هم من جنسه , فان ال الرب هم من خاصته , النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , فكل من هؤلاء يحيل على الاخر وفي النهاية يحيلون الى الرب , فلا يمكن التكذيب باي منهم , ولا تعارض في سيرة احدهم عن سابقه بالقول والفعل رغم تباين العصور والامصار , وقد خاطب الله هنا الانس والجن “” ربكما “” وهي من المرات القليلة التي يخاطب فيها الله الجنسين , وذلك للتدليل على محورية هذه الاية المستنسخة 30 مرة للتاكيد على اهمية هذه العقيدة التي هي المحور , لذلك فلم يقل الله … فباي الاهكما تكذبان .. ولكنه اكد على صفة الربوبية , لان المسالة ممندة في الغيب , فمن اجل هؤلاء خلق الله دار الامتحان والجنة والنار , وهم الخلفاء الحق على اختلاف درجاتهم , وما عدد 30 الا للتدليل على ايام الشهر عادة , وذلك تدليل على ان هذه الولاية والارتباط بها يومي , على مدى الشهر , داخل في الدورة الفلكية التي تصنع العام والاعوام وهذا مبحث اخر في توافق الولاية مع كل حركات الكون ونظامه , ومن هنا يفهم اهمية الاية واستنساخها 30مرة , وهي اعلى الايات في المفهوم, ولنضرب مثلا ثانيا عن النسخ ولكن في نوع اخر ذلك ان ما كنا بصدده من امر سورة الرحمان يعد استنساخا داخليا اي داخل السورة ذاتها , اما النسخ الخارجي فهو اعادة نفس الاية في سورة اخرى
كقوله تعالى ” “” ائنا لمبعوثون = اواباؤنا الاولون .”” 16 و 17 الصافات
يتكرر تماما في بداية الاية 48 من سورة الواقعة ويسمى ذلك نسخ خارجي جزئي , بمعنى انه واقع في غير دات السورة في جزء من الاية , وفيه المتطابق والغير متطابق .. اي ان يرد بنفس الترتيب اي بداية الاية او وسطها او تهايتها .. وفي حالتنا هذه فهو متطابق اي ان هذا نسخ خارجي جزئي متطابق , والفارق بين النسخ والاستنساخ , ان الاستنساخ تكرار لعملية النسخ كما هو الحال في اية الرحمان , اما النسخ فهو ورود نفس اللفظ او مجموعة الالفاظ من سورة الى سورة لمرة واحدة , فاذا ما تعدى المرة الواحدة صار استنساخا , بمعنى المبالغة في النسخ …… يتبع وللحديث بقية لشرح باقي الاية
هذا الجزء الاول وقع خطا في ارساله فارسلت لكم الجزء الثاني قبله
فالمعذرة من جنابكم ومن القارئ الكريم
مع تحياتي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat