الفساد التدريسي أخطر من ألأرهاب
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأ العام الدراسي وبدأت معه هموم ذوي الطلبة وماسيترتب عليهم من نفقات مالية يجبرهم على دفعها عدد كبير من المدرسين الذين ابتعدوا كل البعد عن الواجب الاخلاقي الذي تمليه عليهم مهنة التدريس وارتضوا لانفسهم الحصول على اموال لايستحقونها مطلقا من خلال الدروس الخصوصية .
الجميع يعلم ان التعليم يمر حاليا في أسوء فتراته وخصوصا مايتعلق بالتعليم الثانوي حيث اصبح المدرّس يشكل عبئا ثقيلا على العوائل العراقية التي انهكها ماتدفعه من مال للحصول على الكهرباء والمياه الصالحة للشرب ليأتي المدرس ويسلب مابقي بحوزة العائلة كثمن للدروس الخصوصية .
يدور الحديث في الشارع والاماكن العامة عن الفساد المالي والاداري ومدى خطورتهما على المجتمع لكن هل نعلم مدى خطورة الفساد التدريسي على المجتمع ؟ بكل تأكيد فأن الفساد التدريسي هو الاخطر بين انواع الفساد الاخرى ، بل اخطر من الارهاب ، لأنه يفتك بنسبة كبيرة جدا من العوائل التي نجدها احيانا تضطر لأستدانة اجور الدروس الخصوصية او بيع بعض جاجياتها الثمينة لأجل ذلك ، والمدرّس هو السبب بل واصبح المدرّس لايخجل من اعطاء الدروس الخصوصية لطلبة الصف الذي يشرف عليه بل يقايضهم اما الدروس الخصوصية عنده او الرسوب !
كنا نردد البيت الشعري الشهير ، قف للمعلم واثنه التبجيلا ،،، كاد المعلم ان يكون رسولا ! فهل ظلّ معنى لهذا البيت الشعري ؟ وكم مدرّس يستحق ان نردده له ؟
ظاهرة اخرى ابتدعها عدد كبير من المدرسين في العام الحالي ، وهي قاموا باعطاء محاضرات تقوية خلال العطلة الصيفية للطلبة بمبالغ تتراوح بين 250 ــ 500 ألف دينار للفترة الممتدة بين اعلان نتائج الدور الاول وامتحانات الدور الثاني ، واتفقوا مع الطلبة ان تكون محاضرات المنهج خلال بداية العام الدراسي وباجور تتراوح بين 750 ألف ــ 1000000 مليون دينار للمادة الواحدة ، ناهيك عن اسعار الملازم الخصوصية التي يبيعها المدرّس للطلبة طيلة العام الدراسي علاوة على الهدايا العينية وكارتات شحن الهاتف النقال من اجل ان يرضى المدرّس ، فهل هناك اكثر من هذه الوضاعة ؟
ماهو دور نقابة المعلمين ازاء الدروس الخصوصية ؟ وهل سيستمر سكوتها الى مالانهاية من الزمن ؟ ومن ثم نقرأ الفاتحة على روح العملية التعليمية التي اصبحت تحتضر بفضل المتابعة المستمرة من النقابة لمنتسبيها من المعلمين والمدرسين !
ماهو دور وزارة التربية ازاء التردي الكبير في الواقع التعليمي ؟ والذي تسبب فيه عدد كبير من المدرسين الذين أمنو جانب العقاب وسوّلت لهم انفسهم بالتلاعب في نتائج الطلبة ان امتنعوا عن ألألتحاق بالدروس الخصوصية ، كل عائلة عراقية لها قصص مثيرة يندى لها الجبين عن اساليب الغالبية العظمى من المدرسين ابطال التدريس الخصوصي ، فأين وزارة التربية مما يحصل ؟ رادع وحيد ممكن من خلاله القضاء على ظاهرة التدريس الخصوصي ، ذلك الرادع هو عزل المدرّس عن الوظيفة بشكل كامل وتعيين العاطلين من خريجي كليات التربية بدلا عنهم وبهذا نكون قد عاقبنا المدرّس الذي لن يرعوي ويبتعد عن التدريس الخصوصي وفي ذات الوقت نكون انصفنا من يبحث عن فرصة للعمل ، والله ولي التوفيق .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
خالد محمد الجنابي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat