صفحة الكاتب : سعد الحمداني

موقف كان لا بد منه احتراما للقضاء العراقي
سعد الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد اطلع جميع المتابعين على اللغط الذي حصل خلال الايام الماضية حول دعوة السيد اردوكان رئيس وزراء تركيا الى حضور المؤتمر السنوي لحزبه حزب العدالة والتنمية والذي دعى فيه عددا من القادة السياسيين في العراق واغلبهم اما يمثلون كتلة سياسية او حزبا او منصبا في الدولة العراقية وقد كانت المراوغة واضحة في الدعوات بعدم ابلاغ المدعويين الى ان الهارب من العدالة المدان طارق الهاشمي سوف يحضر المؤتمر وكذلك سوف يلقي كلمة في هذا المؤتمر في الوقت الذي ربما بعض المسؤولين العراقيين الذين سيشاركون ليس لديهم كلمة او أي مشاركة فيه وهو الامر الذي يثير الكثير من الشكوك وما هي الغاية من ذلك لأن المفارقة في هذا الموضوع ان اردوكان يريد ان يظهر او يثبت حقيقة وأمرا واقعا من خلال وجود المسؤولين العراقيين ووجود المجرم طارق الهاشمي هو امر طبيعي ولا توجد مشكلة وكأن القضية القضائية رغم حيثياتها يحاول تسويفها وضرب النظام القضائي في العراق شر ضربة ويوقع حالة من التنازع بين هذه الكتلة او تلك.

فلا يجوز ان يحضر مثلا رئيس وزراء العراق او رئيس البرلمان او حتى رئيس الجمهورية في مؤتمر يكون نظيرهم او ندهم فيه مسؤول عراقي يطارده القضاء والسلطة التنفيذية فكيف يمكن ان يجلسا كليها على ذات الكرسي والحال ان المدان بالجرائم مطلوب لضحاياه في البلد الذي يحكموه ، وعلى وفق ذلك فإن الموقف الذي اتخذه التحالف الوطني بكل قواه واحزابه هو احترام للقضاء العراقي الذي يمثل سيادة البلد وكان لابد من هذا الموقف من جميع الشخصيات العراقية التي تمثل الكتل والاحزاب العراقية لا أن يذهبوا ويجالسوا شخصا قتل وروع الكثير من العوائل العراقية حتى الانتربول الدولي يطارده في منفاه ، فليس من الحكمة التجاوز على القضاء العراقي وهو الجدار الذي نحتمي خلفه في كل مشكلة تحصل في اروقة الازمة السياسية .

والاستغراب الذي أبداه رئيس التحالف الوطني الدكتور الجعفري أن جميع اطراف التحالف الوطني لا تعلم بحضور الهاشمي الى المؤتمر الا في اللحظات الاخيرة الى درجة ان البعض منهم لبى الدعوة وهناك علم بالامر مما اضطر الى الانسحاب فورا وعدم الحضور الى قاعة المؤتمر وهذا يدلل على ان حزب العدالة التركي يخفي ما يخفي في جعبته بالاتفاق مع القائمة العراقية من قبيل تسقيطهم شعبيا لان الجرائم التي أدين بها الهاشمي لم تكن جرائم طبيعية وانما راح فيها الكثير من الدماء البريئة وهنا أرادوا ان يثبوا للقاعدة الجماهيرية في الوسط والجنوب بأن الذين انتخبتموهم وتقفون خلفهم يتصافحون مع قاتلكم وهو بالضبط ما تريده القائمة العراقية من افكار جهنمية ، ولو كانت الدعوة طبيعية الى المؤتمر فهي مقبولة وتعبر عن خلق حسن الجوار التعبير الحضاري لحزب يحكم بلاد الاتراك وتعتبر حبل المودة بين الاحزاب العراقية التي تقود العراق والدولة التركية وهذه من الامور التي تحصل في معظم البلدان بشكلها الطبيعي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/01



كتابة تعليق لموضوع : موقف كان لا بد منه احتراما للقضاء العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net