نماذج زائفة تتفنن في لبس الأقنعة
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كم في عراقنا المبتلى من الوصوليين والمنافقين و السراق والحرامية والزعانف والمتطفلين والمتخرصين والمتاجرين والمتملقين , الذين لا تساوي قيمتهم قيمة حذاء ممزق ومهمل , ولكنهم بكل صفاقة ووقاحة يتطاولون بسماجة على نقابة الصحفيين العراقيين وعلى الصحفيين الشرفاء وعلى المثقفين الأصلاء , وعلى الإعلاميين والمفكرين الذين عطروا العراق بمسك وعبير عطائهم الفواح , وان هنا وهنالك بعض الصحفيين المتطفلين كتطفل الذباب يحاولون أن يصنعوا لشخوصهم و لنفوسهم المريضة ولكياناتهم الهزيلة شخصيات من شمع , وأنهم بمخالفتهم المألوف يتصورون أنهم سيكونون رموزا شاهقة متناسين مستواهم الصحفي والثقافي والاجتماعي والسياسي و أن قيمتهم في عين المجتمع أصفارا في الشمال .
لم يكن في ذهني أن اكتب عنهم وعن أساليبهم العاهرة وطرقهم المزيفة , ولكن عندما تابعت بجدية كل كتاباتهم ومواقفهم ضد نقابة الصحفيين قلت مع نفسي من حق أي صحفي وكاتب أن يتخذ رأيا ما وان موقفه السلبي من نقابة الصحفيين محترم ومهما كان قاسيا , وكذلك وجدت كل مساراتهم وأحاديثهم في محافلهم تصب في قنوات أعداء النقابة ونقيبها الأستاذ مؤيد اللامي وكل ما تقدم هو حالة طبيعية جدا وكل منا له رأيه وقراره بالمؤسسات والأشخاص . ولكن الأمر الغريب والمستغرب إنني وجدت أكثر هذه النماذج تتظاهر بالموقف السلبي من النقابة والنقيب لأنني شاهدت أكثر هؤلاء يدخلون النقابة وهم أقزام صاغرين وكأنهم متسولون والملق والتملق يعلو وجوههم وطبعوا على شفاههم ابتسامة صفراء , وعندما سمعت حديث بعضهم وأنا جالس قرب نقيب الصحفيين ذهلت من هذا النفاق ومن درجة الصفاقة التي يحملونها فيظهرون حرصهم وتفانيهم من اجل نقابة الصحفيين ولكن حقيقتهم لم تكن خافية على الجميع وكل هذا التلون والنفاق والركوع والخنوع والتوسل والتقزم والطبطة على الأكتاف والمديح جاء من اجل جهاز ( أيباد أو أيفون أو مبلغ من المال أو استلام استمارة الأرض أو كتاب خصم للخطوط الجوية أو أو الخ ) .
بربكم يا زملاء المهنة الشرفاء .. ألا يجب علي أن افضح هؤلاء واعريهم كما تعرى الموتى عند الغسيل .؟ بربكم أليس من حقي أن أميط اللثام عن أولئك المخادعين الذين يلبسون لباسات مفضوحة , ويختبئون تحت مظلات ويافطات في ظاهرها الحب والولاء للنقابة والنقيب , وفي باطنها الضغينة والعداء والحقد , ولا هم لهم غير مصالحهم الذاتية والكسب والتكسب اللامشروع , ويمارسون أدوارا مقنعة , ويتسترون تحت أغطية مكشوفة , فتراهم يتمشدقون بشعارات براقة لا تمتلك أي رصيد من الواقعية والصدق والنقاء , فهم ضمائر معروضة للبيع في سوق الدعارة , ويمارسون الخداع المتسافل بأبشع وأقذر صوره , التي لا تخفى على كل لبيب يقرا الواقع بعقل نفاث وبدراية متجذرة في تربة الصدق الذي لا تشوبه شائبة , فأنهم ومنظماتهم ودكاكينهم وجمعياتهم ومؤسساتهم وصحفهم منافقون يتعاطون الرشوة والسمسرة والابتزاز في ميادين شتى زاخرة بالخبث والمكر والاستجداء الرخيص , من اجل ملء جيوبهم بدولارات الذين يغدون بها عليهم ثمنا لبيع نفوسهم الوضيعة , وشهيتهم الشريرة للمزيد المتزايد من السُحت الذي لا يرتضيه الله ولا كل ذي ضمير شريف ونظيف .
فأنهم أصحاب دكاكين تبيع مقدرات الوطن والمواطنين بأي ثمن يرضي نفوسهم المتمرغة في مستنقع الإطماع والخباثة والإيقاع , وأنهم لا يقلون منزلة عن العاهرة التي تمنح جسدها لمن يعطي أكثر وأوفر.
فهؤلاء دمى تتحرك بنذالة , وسماسرة اخساء , وببغاوات غبية , ونفوس حقيرة تسبح في طوفان الأقتعة المزيفة , فبريق الدولار يعمي أبصارهم وبصائرهم عما يعانيه هذا الوطن الممتحن بهم وبأمثالهم , والمؤلم حقا أن هذه الزمرة الضالة المضللة مكشوفة لدى الصحفيين المتنورين والإعلاميين الحقيقيين , ولكنهم لا يأبهون ولا يكترثون بما يثار عليهم من إدانات , لأنهم يتصفون بالذلة والاستجداء, وان الذي يمزق القلب هو أن نقيب الصحفيين العراقيين ورغم معرفته الأكيدة بهم وبمواقفهم وأساءتهم له وتجاوزهم عليه في كتاباتهم وجدته يسامحهم ويستقبلهم ويغض النظر عن تسلكاتهم بل ويقدم لهم ما قدمه للصحفيين الآخرين , ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد بل وجدت الزميل مؤيد اللامي يستقبلهم بكل احترام ويستمع لطلباتهم , وعندما ثار غضبي وانزعجت قال لي بالحرف الواحد أستاذ ماجد أنا أب وأخ للكل وأنا نقيب الصحفيين ولا أميز ولا افرق فهؤلاء جزء من الهيئة العامة واني اعلم بأنهم تجاوزوا علي وعلى النقابة لكن البحر لا يغص بساقية وأنا شخصية عامة وعلي أن أتحمل كل الحجر الذي يرمى علي وان زيارتهم للنقابة وبمجرد طلبوا الاعتذار أنا استجبت وقبلت عذرهم وسامحتهم على كل خطا ارتكبوه بحق نقابة الصحفيين وبحقي والله يحب العافين عن الناس , فبلعت لساني وسكت وكنت أتمنى أن يأخذوا العبرة بعد أن اخذوا جهاز أي باد واستمارة الأراضي , ولكنني على يقين أن هذه النماذج المقنعة والتي تلبس لكل حالة لبوسها ستواصل تحركاتها الخبيثة والمدمرة للأسرة الصحفية ونقابتها ونقيبها .
وإنني إذ أضع هذه الحقائق أمام الزملاء الشرفاء فإنني اطلب منهم وبجدية أن يستأصلوا هذه الأورام السرطانية من جسد صحافتنا المبتلية بهذه الشراذم القذرة والمدسوسة , والتي ما تزال تسرح وتمرح وتتملق وتتكسب من الدوائر والوزارات والأشخاص وفي كتاباتها تسيء للذين أحسنوا إليها ودسوا في جيبها حزمة الأوراق النقدية الحمراء فئة ال ( 25000 ألف دينار ) ولولا خشيتي من عتب النقيب وبعض المسؤولين علي لسميتهم بأسمائهم وبمواقعهم ولفضحتهم بالصوت والصورة .
والسؤال الذي يفرض نفسه إلى متى تبقى هذه النماذج دون أي مراقبة أو متابعة أو محاسبة ..؟ وإلى متى تظل هذه الزمر المأجورة تعيث في العراق والصحافة فسادا..؟؟ ألا يجب علينا أن تضع حدا لمهزلة هذه النماذج المتسترة وراء يافطات عريضة تتظاهر بحب الوطن والذود والدفاع عنه , وفي الحقيقية إنهم كلاب صيد ومأجورون لمن يحتضنهم ويسبغ عليهم وافر العطاء .
كم تمنيت أن تتخذ الإجراءات الاجتماعية الصارمة ضد هذه الزمر وضد جذورهم المنخورة , ووضع الحلول لها كي تسير المسيرة الصحفية والإعلامية بسلاسة وانسياب وإبداع صادق ومشهود .
وفي قوادم الأيام فسنتكلم عنها وعلى المكشوف وبالأرقام وبالأسماء ولا نخشى إلا الله تعالى .
مدير مركز الإعلام الحر
Majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد الكعبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat