نص مسرحي
الشخصيات :
الأمير :
شاب في مقتبل العمر , جميل الى حد ما , يبدو عليه العز والزهو والترف .
بندق :
غلام الأمير , يبدو مدللا , حسن الطلعة , ناعم الكلام , فيه شيءٌ من حيلة .
الزائر :
غير واضح الملاح ولا المعالم ,
ملاحظة :
- لا أريد – قطعا- لأي مسمى تاريخي أو شكلي ربط صورة محددة في ذهن القارئ أو في رؤية المخرج , لذا سيبلور النص بعض ما أريده من انطباعات ,
- انتقالات الشخصيات المكانية – وربما – الزمانية أفضل وبشدة أن تكون عن طريق التلاعب في الاضاءة ..
- لا أحبذ اطلاقا أن يتصور قارئ او مخرج أن لباس الشخصيات هو اللباس المنتمي الى زمن ما , فممكن جدا أن تكون الشخصيات مرتديةً الملابس العصرية رغم مسمى الشخصيات
المكان :
مكان , مجرد مكان , قفر الى حد ما , يخبئ الصمت حياة ً أخرى ,
تفتح الستارة :
يظهر لنا بندق وهو محاط بغلالة ضوئية تدور معه اينما ذهب ,
بندق : ( يسير قليلا , يجلس وينهض بسرعة , يضع يديه على صدره
ويغني )
" وأمر ما قاسيت من ألم الهوى
قرب الحبيب وما اليه وصول "
نعم يا حبيبتي يُسر ما أقسى قربك , أين أنتِ ؟ اظهري ,
فالخلق نيام وهنا يحلو الكلام , يُسر أين أنت ِ لديّ خبرٌ
لكِ , لا بد وأن حب سيدتك يشغلكِ عنيّ , لكني كما
ترين اقاسمك وسيدي الحب , ولا يشغلني عنكِ ذلك,
أحبك , ليس كما يحب سيدي سيدتك , أنا لا أحب
مثلهم , لأني ( صمت ) يدور ولكن هل سيشغلكِ عني
أحد لو كنت أنا ( بصوت منخفض ) ( يتلفت يمينا ويسارا )
الأمير .. ؟
( يُسمع صوت ينادي : بندق .. بندق )
يُضاء المكان فيظهر لنا الأمير .. وبندق
الأمير : أين أنت يا بندق ألم تسمعني .؟
بندق : سيدي لو لم تسمعك أذني لسمعك قلبي
الأمير : وما الذي يشغلك يا بندق ؟
بندق : لا شيء .. يا سيدي سواكم ..
الأمير : ( يتفحص بندق بنظراته ) يبدو أنك لست على ما يرام
بندق : هكذا أنا دائما يا سيدي
الأمير : وما بك ؟
بندق : أشعر بعدم الرضا عن نفسي يا سيدي
الأمير : أحيانا نحتاج ذلك
بندق : أتمنى أن أكون في أحسن حالتي لكي تقر بك عيني
الأمير : أتعرف يا بندق .. أحيانا كثيرة تلك التي أفكر فيها بعدم الرضا
ويجتاحني شعور غريب
بندق : كان الله في عونك يا سيدي فالإمارة عبء ثقيل
الأمير : ما يجعلني أبوح لك – دائما – هو احساسي بانك تفكر
على نحو جيّد
بندق : وهل يعطف عليّ مولاي ويطلعني على ما يشغله .؟
الأمير : أنا أفكر يا بندق بصورة جدّية بأمر ما
بندق : صمت .. وهل لي أن أعرف ما هو .؟
الأمير : ليس بعد يا بندق
بندق : كما يأمر سيدي الأمير
الأمير : كلما يمكنني البوح به الآن هو رغبتي الشديدة بأن تغني
لي
بندق : تسكنني أغاني الحزن يا سيدي
الأمير : فغنها
بندق : ( يغني )
" قالَتْ وقَد رَأتِ اصْفِراري من بهِ
وَتَنَهّدَتْ فأجَبْتُها المُتَنَهِّدُ
فَمَضَتْ وقد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها
لَوْني كَما صَبَغَ اللُّجَينَ العَسجَدُ "
(( اظلام ))
يظهر لنا بندق وحوله هالة ضوء ,
بندق : حبيبتي يُسر أنا اليوم أمير كما ترين , الهم , يشغلني
مثلما يشغل الأمير , قاسم مشترك( صمت.... يضحك )
وهل يشغل الأمراء شيءٌ ؟ وأي شيء .؟
الهم ( يضحك )
أمر غريب حقا !!
( يسير مفكراً ) ولكن ماذا يشغل سيدي الأمير .؟ وأي هم ذلك .؟
لا بد من معرفة ذلك , لا بد , ولم َ لا ؟ عليك يا بندق معرفة ذلك
لا ليس تجسسا يا حبيبتي ولا فضول , ( يضحك ) حبيبتي يُسر
ماذا تقولين ( يرهف السمع ) أنا بماذا أفكر .؟ لم أفكر بعد صدقيني
ربما سأفكر ؟ من يعلم .؟
( اضاءة تُظهر لنا الأمير وهو يسير بقلق واضح , اضاءة حول الأمير
فقط )
الأمير : ( يتوقف ) لا أعرف ما الذي دهاك ؟ ما هذا التفكير والافكار
التي عصفت برأسك فجأة ؟, أتراني سئمت راحة البال؟ , نعم
( صمت ) أنا انسان أولا وأخيرا , ( صمت ) ولكني أمير ,
ترى ما الذي يجعل الانسان أميرا ؟ أهذا ما تفكر فيه .؟ أهذا
ما يقلقك ؟ ألا تعرف ؟ نعم ( صمت ) .. لا فصفاتي هي ما
يجعل الانسان أميراً ,صمت , أية صفات تتحدث عنها .؟ صفات
الانسان قبل ان يكون أميرا ؟ أم صفات الأمير نفسه ؟ وهل
هنالك فرق ؟ نعم ( صمت ) .. لا فهذه سبب وتلك نتيجة
صفات الانسان هي ما جعلني أميراً ( صمت .. يجلس على
الأرض ) .. لا .. لا يمكن مجرد التفكير في ذلك , مجازفة
كبرى .؟ هل سأجازف ؟ .. لا .. ( صمت ) من سيجازف
ان لم يكن الأمير نفسه ؟ ألست شجاعا .؟ ( صمت) بلى ,
بي ما يكفي من شجاعة تمكنني من الاعتراف , ( صمت )
ولكن بماذا أعترف ؟ .. نعم .. لا بد وان اعترف بان مزايا
الانسان فيّ هي ما جعلني الأمير , ( صمت ) ولكن من
مثلك يؤيد القول ذاته ؟ عليّ أن اسأل بندقا
قبل نفسي, فهو الصورة
الصادقة للرأي الآخر , آه لو كانت أمي معي , - يقينا –
ستبت في الأمر وتنقذني من حيرتي ( صمت ) وربما
وبختني على اسباب الحيرة , من يدري فكل شيء في
نظرها تافه ؟ لمَ لا أستعين بزوجتي .؟ ( صمت ) لا ربما
قادتها العاطفة .. بندق .. بندق هو الحل
( يظهر بندق )
بندق : نعم يا سيدي
الأمير : اجلس يا بندق
( اظلام )
( اضاءة )
الأمير : هل عرفت الآن حجم معاناتي يا بندق
بندق : معاناة كبيرة سيدي ولكنها لا تستحق
الأمير : ربما لأنك لم تجربها يا بندق , ولم تجرب أن تكون أميراً
بندق : (صمت ) ربما لأني لم أجرب راحة البال
الأمير : الأمر ابعد مما تظن يا بندق
بندق : ( صمت )
الأمير : هل تعرف أن المقارنة تضعك بين الكينونة وسواها
بندق : لا شيء يهم ,سيدي دعك من التفكير ( صمت )
الأمير : أتعرف ؟ اعتداد الناس بك يجعلك تفكر في اعتدادك
بنفسك
بندق : ( بخبث ) معنى ذلك انك تظن انهم يخافون صورتك
الحالية ..
الأمير : اعتداد وليس خوفاً يا بندق
بندق : مهما يكن .. لا بد وانك تفكر ..
الأمير : ( يقاطعه ) في زوال الصورة والمصير
بندق : معاذ الله سيدي , آه لو كانت موجودة ً
الأمير : أمي ستزجر فيّ كل تلك الأفكار
بندق : لا بد من ذلك ولكن الآن من يجرؤ على ذلك ؟
الأمير : أنا احترق بنار , من يقدر ذلك .؟ الناس ترى فيّ
من كياني وجهاً واحداً ويظنون انه كلي
بندق : لا بد من وضع الحد النهائي لذلك
الأمير : كيف ؟ هل سأفعل كما فعل أمراء ووزراء ألف ليلة
وليلة ؟ هل سألبس ثياب العتالين لأعرف الناس
ورأيهم فيّ ؟
بندق : في الانسان تحديدا
الأمير : نعم ...
بندق : ولكن الزمان قد تغير يا مولاي , الناس كلها تعرفك
الأمير : والحل ؟
بندق : عليك أن تطرد تلك الأوهام من رأسك
الأمير : لا استطيع
بندق : استعن بمولاتي
الأمير : أمي الثانية !!
بندق : والحل ؟
الأمير : سأنام ..
بندق : حسنا تفعل , ولكن هل حسمت أمرك ؟
الأمير : سأحسمه عند استيقاظي
بندق : أخشى أن يكون النوم ضيفا كريما على مولاي
الأمير : وما الحل ؟
بندق : ( مفكراً ) نم يا مولاي
الأمير : ربما لن استطيع
بندق : حاول يا مولاي
الأمير : وأحلام اليقظة ؟
بندق : ( صمت .. يفكر )
الأمير : آه , سأجعل أحلامي بإمارة تنكسر عندها الشمس
بندق : والجياع ؟
الأمير : من هم
بندق : كثيرون ..
الأمير : لهم الله
بندق : ولنا
الأمير : ( صمت ) هل يحبونني ؟ اولئك الجياع ؟
بندق : ولمَ تشغل بالك بأمر كهذا ؟
الأمير : لا أعرف يا بندق ..ولكني أخشى انهم هم من يجعلني
أفكر في الصورة الأخرى
بندق : وهل تفكر أن تكون جائعا ً ؟!
الأمير : أنا أتساءل ,ترى هل يروني كما تراني أنت ومن مثلك ؟
بندق : ربما ...
الأمير : وربما لا يروني أصلاً
بندق : الجوع يعميهم
الأمير : الأمر أعمق مما تظن
بندق : ولم لا تطعمهم ؟
الأمير : علي ّ أولا ان اعرف صوب أيّ صف من أفكاري يميلون ؟
بندق : ( صمت )
الأمير : سأنام
بندق : رافقتك الأحلام
(( اظلام ))
(( اضاءة باهتة ))
يظهر الأمير وهو يتقلب في فراشه ,
الأمير : والحل ؟ هل الأمر على هذا القدر من الأهمية ؟
( صمت ) اطلاقا .. لا .. ( صمت ) .. نعم والا لماذا يسهرني
و يزرع في جفني ألف حلم لسهر طويل ؟ ماذا أفعل ؟
( يصيح ) بندق .. بندق ( صمت ) هل أبدو متوترا ؟( صمت )
أين ذهب هذا الكلب؟ , ( يصيح ) أين أنت يا كل.... (يستدرك)
لا فمازال يفكر معي ( يصيح ) بندق ..
( تخفت الإضاءة ) نرى خلف الأمير رجلا غير واضح المعالم - اطلاقا –
لا يعلم الأمير بوجوده , ويستمر في الصياح ... بندق , أين أنت يا
بندق , ( صمت ) ( يلتفت الأمير فيرى الزائر , فيهلع )
الأمير : ( مرعوبا ) من انت ؟
الزائر : هدئ من روعك يا رجل
الأمير : يا رجل ؟!
الزائر : وهل تشك في ذلك ؟
الأمير : أنا أمير
الزائر : ( يضحك ) نعم صحيح هنالك فرق , هل تعرفه ؟
الأمير : لا أريد أن أعرف أكثر من الجواب على سؤالي : من أنت ؟
الزائر : حسبتك تعرفني !!
الأمير : أعرفك !
الزائر : نعم ولمَ لا , أولست أمير اً ؟
الأمير : صوتك مألوف عندي ولكن الأصوات جميعها متشابهة
الزائر : ( يضحك )
الأمير : من أنت ؟
الزائر : ان لم تكن تعرفني فما يجعلك تدعوني ؟
الأمير : أنا دعوتك ؟!
الزائر : نعم ..
الأمير : وكيف أدعوك ؟ ولماذا ؟
الزائر : سأجيبك على أحد السؤالين فماذا تختار ؟
الأمير : اختار السؤال الثاني
الزائر : لأنك عجزت أن ترى حلا لمشكلتك عندك وعند بندق
الأمير : وهل ستحلها أنت !!
الزائر : لمَ لا ؟
الأمير : هات ما عندك
الزائر : اشكو اولا
الأمير : الا تعرف شكواي ؟
الزائر : بلى , ولكني أريد أن تشكو
الأمير : وما معنى ذلك ؟
الزائر : لكي تكون صادقا في تطبيق الحلول
الأمير : اعتبرني شكوت
الزائر : ابكي
الأمير : لا
الزائر : حسنا , أنا ذاهب
الأمير : انتظر .. انتظر اعتبرني بكيت
الزائر : حسنا .. حسنا الحل يا صديقي هو الآتي
الأمير : نعم ؟
الزائر : سأجردك من كلما جعلك أميرا , وأرى هل ستبقى
أم ستعود ؟
الأمير : حسنا ولكن وان فشلت النتيجة , هل سأفقد
اشيائي .؟
الزائر : ربما وربما لا
الأمير : حسنا اذن لنبدأ
الزائر : لنبدأ أولا ب... ؟
الأمير : المال
الزائر : لن ينفع ذلك
الأمير : أليس سببا لكوني أميراً
الزائر : لا .. فهو نتيجة وليس سبباً
الأمير : اذن ,الجمال
الزائر : لا يختلف عن سابقه
الأمير : ( يفكر .. صمت .. صمت ) ال ع ق ل
الزائر : لا يحتاج الى سلب !
الأمير : ماذا تقصد ؟!
الزائر : لا عليك سأختار أنا
الأمير : حسنا
الزائر : زوجتك !
الأمير : ماذا ؟
الزائر : ز و ج ت ك
الأمير : وما علاقتها بكوني أميراً
الزائر : أتريد التفاصيل أم نباشر ونرى النتائج ؟
الأمير : لا أعرف .. اختر أنت ..
الزائر : صمت .. ( بخبث ) ان لزوجتك مكانة طيبة عند
الملك ولا يرد لها طلبا !!
الأمير : ماذا تقصد
الزائر : (يضحك ) يعني .. ( صمت ) أنت أمير وتفهم كل شيء
الأمير : أنا الآن قادر على كل شيء الا الفهم
( اظلام ) يختفي الزائر فجأة بينما يبقى الأمير مطرقا ويفكر
الأمير : ( يسير في المكان بقلق واضح ) ما الحل .؟ هل ما يقوله
صحيح ؟ هل ثمة متسع للشك ؟ زوجتي .. لا يمكن ذلك
أنا أحبها , ولا يمكنني مجرد التفكير بانها تخونني ,
زوجتي أحبها , لا .. مستحيل أنها تعرف الخيانة , الاشياء
التي مثل هذه ليست في قاموسها !! يقينا , ولكن ماذا
( صمت ) لو ثبت ان ما قاله صحيح , ما الحل .؟ وما
العمل حينها ؟ علي ّ التفكير بشكل جديّ ( صمت )
( يصيح ) بندق أين أنت ( يظهر بندق فجأة )
الأمير : اجلس يا بندق
( اظلام )
( اضاءة )
بندق : تعقدت المسألة كثيراً وتدخل فيها الحب
الأمير : الحب والإمارة يا بندق
بندق : الحب أهم يا سيدي
الأمير : والإمارة
بندق : معك حق يا سيدي ( متحايلا ) الإمارة تجلب الحب
ولكن الحب لا يجلب الا الألم
الأمير : والعمل والحل يا بندق ؟
بندق : أحيانا كثيرة أفكر في نهاية سوداء لشيء لم يحصل
الأمير : لم أفهم
بندق : أتصور أن يُسر قد خانتني
الأمير : ماذا كنت ستفعل ؟
بندق : أنا لست ُ أميراً فتصرفي لا يمكن أن يحمل على
محمل الاقتداء
الأمير : ماذا ستفعل حينها ؟
بندق : اقتلها
الأمير : ببساطة ؟
بندق : بالسكيّن
الأمير : وحبك لها ؟
بندق : اقتلها انتقاما له
الأمير : اذن انت لا تحبها
بندق : لو قتلها – ربما – عاش حبها معي بدلا عنها
الأمير : وهل هذا اقتراح ؟
بندق : اطلاقا لا .. فانتم أمراء
الأمير : ولكن الأمر يحمل عذاب الأنسان
بندق : اقتلها اذن
الأمير : أنا أحبها
بندق : تخيّل انها ميتة , سيكون ذلك واقعيا بالنسبة لك
الأمير : ( يغمض عينيه ) سأتخيل اني لا احبها
بندق : فكرة سديدة , ومن ثم اقتلها
الأمير : يهمني وجودها
بندق : والخيانة
الأمير : ( يجمع أنفاسه ) سأقتلها
بندق : والإمارة .. يقينا ستذهب معها
الأمير : لا يهم ..
بندق : والحب
الأمير : سأقتلها انتقاما له , سأفعل مثلك
بندق : لو كنت أحب يُسر كحبك للأميرة لفكرت قليلا
الأمير : أنا في حيرة أكبر
بندق : عليك أن تنام سيدي وتفكر ما ستفعل في
الغد عندما تصحو
الأمير : وستصحو الأميرة
بندق : وسيكون وجهها بدرا تاما بحبك
الأمير : سأنام
بندق : رافقتك الأحلام
(( اظلام ))
(( اضاءة باهتة ))
يظهر الأمير وهو يتقلب في فراشه ,
الأمير : والحل ؟ هل الأمر على هذا القدر من الأهمية ؟
( صمت ) اطلاقا .. لا .. ( صمت ) .. نعم والا لماذا يسهرني
و يزرع في جفني ألف حلم لسهر طويل ؟ ماذا أفعل ؟
( يصيح ) بندق .. بندق ( صمت ) هل أبدو متوترا ؟( صمت )
أين ذهب هذا الكلب ؟, ( يصيح ) أين أنت يا كل.... (يستدرك)
لا فمازال يفكر معي ( يصيح ) بندق ..
( تخفت الإضاءة ) نرى خلف الأمير رجلا غير واضح المعالم - اطلاقا –
لا يعلم الأمير بوجوده , ويستمر في الصياح ... بندق , أين أنت يا
بندق , ( صمت ) ( يلتفت الأمير فيرى الزائر , فيهلع )
الزائر : ها أنت من جديد .. أمير حائر
الأمير : كان كل ذلك بسبك , أن فتحت عيني على جرح لا أعرفه
الزائر : ألا يؤلمك ؟
الأمير : لم أكن أعرفه
الزائر : لكنه جرح
الأمير : ماذا تريد الآن , لقد أقسمت بأني قاتلك لو رأيتك
الزائر : هذا جزائي وأنا الذي يؤرقني همك
الأمير : أنت أحد أسبابه
الزائر : احسبني مؤنَب الضمير جاء ليساعدك ويكفر عن ذنبه
الأمير : ( صمت )
الزائر : أتحبها ؟
الأمير : يقينا
الزائر : دعها تعيش
الأمير : والخيانة ؟
الزائر : كلنا بشر , امنحها فرصة التكفير عن خيانتها ودعها
تبلور لك عن حبها الصافي لشخصك انت
الأمير : لشخصي !!
الزائر : نعم فما فعلها وجلبها الإمارة لك الا دليل على حبك
وطلب لسعادتك
الأمير : والحل ؟
الزائر : اترك الإمارة وسترى كيف يجعلها حبها لك
تسمو فوق كل الإمارات
الأمير : ومن قال بأنها ستحبني لو لم أكن أميرا
الزائر : لن تتركك فلقد أحبتك يوم لم تكن أميرا , فكيف
بها الآن وانت مليء بالحزن , لا بد وان دموعك
ستفتح بينكما تأريخ من الحب جديد ونقي
الأمير : والإمارة
الزائر : تنازل عنها لمن شئت ( ببرود ) لبندق مثلا
(( اظلام ))
(( اضاءة ))
يظهر لنا بندق وقد أصبح أميراً , بينما يجلس الأمير وقد أخذ وظيفة
بندق ,
بندق ( الأمير الحالي ) : هل ما زلت تفكر في الأمر , الرهان صعب
الأمير ( سابقا ) : ليس لديّ ما أخسره
بندق ( الأمير الحالي ) : ما ستخسره يقرر بعد النتيجة
الأمير ( سابقا ) : وربما ربحت
بندق ( الأمير الحالي ) : هل فكرت جيّدا ؟ لا مجال لتغيير النتائج
الأمير ( سابقا ) : تتحدث بثقة !! ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : ليس لدي ما أخسره
الأمير ( سابقا ) : حسنا لنسألها
بندق ( الأمير الحالي ) : ( يختفي ليسأل الأميرة )
(( إظلام ))
دقائق ... موسيقى وترقب
(( إضاءة ))
الأمير ( سابقا ) : ( بلهفة ) من اختارت؟
بندق ( ألأمير الحالي ) : صمت
الأمير ( سابقا ) : اختارت من ؟ هل تسمعني ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : ( صمت )
الأمير ( سابقا ) : ماذا اختارت أنا أم الإمارة ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : اختارتني ( يضحك )
الأمير ( سابقا ) : ( يبكي )
بندق ( الأمير الحالي ) : لا عليك .. استعد
الأمير ( سابقا ) يبكي .. ( صمت ) نعم سأغادر
بندق ( الأمير الحالي ) : ( يستوقفه ) مهلاً الى أين ؟
الأمير ( سابقا ) : ماذا ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : ألم نقل أن الخسائر تحدد بعد القرار ؟
الأمير ( سابقا ) : بلى
بندق ( الأمير الحالي ) : ألم تكن موافقا .. ألم أتكرم عليك بتحذيري
اياك من أن لا مجال للتراجع ؟
الأمير ( سابقا ) : وما هي خسائري الجديدة ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : لقد قررت الأميرة ( صمت )
الأمير ( سابقا ) : ماذا .؟
بندق ( الأمير الحالي ) : رغم محاولاتي , لكنها قررت
الأمير ( سابقا ) : ماذا ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : أنا مستعد أن أقسم لك بشرفي
, حتى لا تظن اني لم أحاول معها
الأمير ( سابقا ) : لعنة الله عليّ .. قل وارحمني
بندق ( الأمير الحالي ) : الرحمة من الله فقط لا تطلبها مني , أما
مسألة لعنك نفسك , فهذه مسألة شخصية لا يحق لي
التدخل فيها ,
الأمير ( سابقا ) : حسنا فهمت , قل ماذا قررت بأن عليّ خسارته ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : لا تتصور اني دائما هكذا .. الضرورات تبيح
المحظورات , رغم ان قرارها مسألة شخصية لكني تدخلت وطلب منها
ان تغير رأيها
الأمير ( سابقا ) : رباه أنا أموت , هل يساعدني أحد ؟
بندق ( الأمير الحالي ) : عجيب أمرك , تطلب من الله أن يكون
وسيطا ليساعدك أحد ؟
الأمير ( سابقا ) : أرجوك .. أتوسل اليك .. بلغني قرارها ..
بندق ( الأمير الحالي ) : حسنا .. حسنا لقد أشارت الي بانها قررت
وعليّ التنفيذ , لقد قررت بأن عنقك يجب أن يضرب لاتهامك
اياها بالخيانة ...
ستار
ملاحظة :
- يمكن لمن يؤدي دور بندق تأدية دور الزائر
ملاحظة أخرى :
قبل أي تناول للنص , يجب الرجوع الى المؤلف
العراق
تلفون : 009647703205506
ايميل : Muslim_tyrant@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat