بيان وزراء خارجية التعاون الخليجي ...والوهم الكبير.
علي حسين الدهلكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو إن شر حكام الخليج مازال يتطاير نحو الأمة العربية التي ابتليت  بهم شر بلية، فهم لا يفقهون في دنياهم غير التآمر وإثارة المشاكل بين الأمتين العربية والإسلامية ومحاولة تمزيقها شر تمزيق .

فهذا المجلس الذي ما أن ينعقد حتى نعلم انه يسعى لأمرين : أما لخلق أزمة جديدة للأمة ، أو لتازيم أزمة قائمة كان هو السبب المباشر في قيامها ، لدرجة نجد أنفسنا ملزمين بان نطلق عليه (مجلس المؤامرات الخليجي) .

ورغم إن قادة هذا المجلس يعتقدون واهمين أنهم  يشتركون في مشتركات تحفظ بقائهم في الحكم ،إلا إننا نجد إن هذه المشتركات بدأ التآكل يدب في أوصالها بعد أن توضح حجم التناحر والتأمر الذي وصل إليه هذا المجلس.

 

فهناك مؤامرات متبادلة مابين السعودية وقطر التي تسعى للإطاحة بحكم آل سعود في اقرب فرصة ، وتآمر آل سعود للانقضاض على الدور القطري الذي سحب البساط منهم وافقدهم شركاء ستراتيجين في المنطقة.

 

وبدل أن يتجه حكام الخليج لمراجعة حساباتهم في ظل الظروف التي تمر بها الأمة العربية خصوصا بعد الربيع العربي، نجد إن هؤلاء الحكام مازالوا مصرين على سلوك الطريق الذي يؤدي بالأمة إلى التشرذم والفرقة .

 

وقد أظهر البيان الختامي لوزراء خارجيتهم المنعقد  في السعودية  بخصوص العراق النوايا المبيتة لهؤلاء الحكام للتدخل في الشأن العراقي، والسعي لدق آسفين التفرقة بين أبناء الشعب ، وإحياء النعرات الطائفية والقومية التي أفشلها صمود أبنائه بوجه تلك المخططات.

والغريب في أمر بيان هؤلاء الوزراء إنهم يطالبون الحكومة العراقية القيام بمسؤولياتها لتعزيز وحدة العراق واستقراره وازدهاره .

 وهنا لابد أن يفهم هؤلاء الوزراء وحكامهم إذا كانوا يشعرون بعدم استقرار العراق وازدهاره ، فالسبب يعود لتدخلاتهم السافرة وتمويلهم عصابات القتل والإجرام من قاعدة وبعثيين ، وشرائهم لذمم بعض السياسيين الذين ابتلينا بهم من اجل تمزيق العراق  وعدم استقراره .

ولدينا في  السجون العراقية عشرات بل مئات الأوباش من خدم هؤلاء الحكام في ذلك المجلس الخليجي الذين تم إرسالهم من دولهم للقيام بعمليات تخريب وقتل وتدمير للبنى التحتية لكي لا ينهض العراق ويستقر ويزدهر لان هذا الأمر لا يصب في مصلحة تلك الدول .

ولكن قوة وعزيمة أبطال قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية الساندة لها كانت لهم بالمرصاد وأوقعتهم في قبضتها  ، والبعض منهم سينفذ به حكم الإعدام ، ولعل هذا ما أراد بيانهم الإشارة إليه بخصوص هؤلاء .

 

إن حكام الخليج وبالذات السعودية وقطر فهم أخر من يتكلم عن حسن الجوار ، فالسعودية التي تربطنا بها حدود مشتركة هي من يجب أن يوجه إليها الكلام باحترام حسن الجوار ، فهي من أرسلت سلفييها وقاعدييها للجهاد ضد الشعب العراقي وبالخصوص ضد طائفة معينه كفرها مشايخهم الملحدين .

 

ثم عن أي حسن جوار يتكلمون ؟.

فهل نحن من أرسل المفخخات لتقتل أبناء الشعب السعودي والقطري والإماراتي... ؟ .

وهل نحن من مولنا عمليات الإرهاب في دول الخليج ؟

وهل نحن من تدخلنا في شؤون دولهم لصالح طائفة دون أخرى ؟

 وهل نحن من درب العصابات للاغتيال بالكواتم ؟

وهل نحن من قام برشوة بعض السياسيين لزعزعة استقرار بلدانهم ؟

وهل نحن من اتفق مع الدول المجاورة لبلدانهم من اجل تعزيز التآمر لضرب الوحدة الوطنية في تلك البلدان ؟

أسئلة عليهم الإجابة عليها وبالبراهين لنصدق بعد ذلك دعواهم بحسن الجوار .

 

ثم أما كان الأجدى لهم أن ينتبهوا إلى أوضاع شعوبهم بدل أن ينفقوا ملياراتهم على التآمر والمخططات التخريبية ،ثم الم يكن من  الأجدر بحاكم البحرين مثلاً أن يعالج أوضاع بلده المتردية جراء الانتفاضة المستمرة عليه رغم النجدة العسكرية السعودية التي مارست أبشع أنواع التنكيل بهذا الشعب وسط صمت دولي رهيب؟.

 

وبعدها أما كان الأجدر بال سعود أن ينتبهوا لقمعهم الشيعة في السعودية من الساكنين في القطيف ،وكيف تم اعتقال الشيخ نمر النمر بطريقة وحشية لمجرد انه نادى بالإصلاح ؟.

وهل نسى أو تناسى حكام السعودية الذين تعج خزائنهم بالترليونات من الدولارات إن أكثر من 47% من الشعب السعودي يعيش تحت خط الفقر حسب ما ذكرته التقارير الدولية الأخيرة   وخروج السعودية من قائمة الدول التي يتمتع شعبها بمستوى عال من الدخل .

إن ما نادى به وزراء خارجية دول مجلس اللا تعاون الخليجي ،يعد تدخلا سافرا في شؤون دولة أخرى ،كما يعد إشارة على تهيئة الأجواء لأوضاع مشابهة للأوضاع التي أدت إلى حدوث ما يحدث ألان في سوريا وهي مؤامرة يجب أن يلتفت إليها كل المعنيين في بلدنا وأولهم شعبنا الكريم

 

ويبدوا إن حكام الخليج فاتهم أن يعلموا إن عراق اليوم أقوى من مؤامراتهم وبات لاعبا كبيرا ومهما في الساحتين العربية والإقليمية ، ولدية ما يستطيع أن يغير به المعادلات وقلب التوقعات ، بل ويقلب حتى الطاولة على رؤوس المتآمرين ، وسيفعلها إذا اضطر لذلك.

وعلى الباغي تدور الدوائر .

الموضوع السابق النوادي الاجتماعية في بغداد..مرة اخرى

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat